سليمان الريسوني: هل يُذَكِّر إضرابه عن الطعام بإضراب سعيدة المنبهي؟
[ad_1]
سبعةٌ وسبعون يوما أمضاها الصحفي المغربي المعتقل، سليمان الريسوني، مضربا عن الطعام.
ونشرت ابنة أخيه، الصحفية هاجر الريسوني، على صفحتها على فيسبوك رسالة من زوجة عمّها، خلود، جاء فيها: “نُقل سليمان إلى المستشفى المركزي ابن رشد، يومي السبت والأحد، بتعليمات من المندوبية العامة للسجون بعد انهياره، وانخفاض نسبة السكر والضغط في جسمه، وقد أحيل على قسم الإنعاش زوال اليوم ذاته، بحيث أُجريت له تحاليل تفيد أن نسبة الكرياتينين بلغت 11، ويفصله بين الفشل الكلوي المحقق رقم واحد، أي أن 12 نسبة تؤدي بصاحبها إلى تصفية الكلى”.
وكان الريسوني، الذي أصبح اسمه وقضيته معروفان في المغرب، قد أودع السجن الاحتياطي منذ شهر مايو/أيار 2020 على خلفية اتهامات وجهت له تتعلق بقضية اعتداء جنسي، ورفضت المحكمة مطالب الإفراج عنه معتبرة إضرابه عن الطعام “قرارا شخصيا”.
وهذه الحالة تذكر مع فروق كثيرة بحالة سُجلت قبل 44 عاما، هي حالة الناشطة اليساريّة المغربية، سعيدة المنبهي، ورفاقها. واعتبرت سعيدة من قبل كثير من المغربيين “أول امرأة عربية” تلقى حتفها بسبب إضرابها المُعلن عن الطعام – لكن من الصعّب تحرّي دقة هذه المعلومة.
فمن هي سعيدة المنبهي التي عُرفت بين صفوف الشباب والطلبة المغاربة ونشطاء اليسار في السبعينات؟
ولدت سعيدة المنبهي عام 1952 بحي رياض الزيتون الشعبي بمدينة مراكش، ونشأت فيه. وبعد حصولها على شهادة الثانوية العامة (الباكالوريا)، التحقت بكلية الآداب في الرباط لتدرس الأدب الإنجليزي، ثم التحقت بالمركز التربوي الجهوي لتتخرج أستاذة بالسلك الأول، وذلك وفقا لمصادر مغربية.
وانخرطت سعيدة في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ثم الاتحاد المغربي للشغل قبل الالتحاق بالمنظمة الماركسية اللينينية السرية “إلى الأمام”.
ويعود تاريخ هذه الحركة إلى الأربعينات من القرن الماضي عندما تأسس فرع الحزب الشيوعي الفرنسي في المغرب، الذي تعرض للمنع في الخمسينات ثم عاد للعمل العلني عام 1968 تحت اسم “حزب التحرر و الاشتراكية”، لكن أعضاء قيادتها اعتقلوا بعد أقل من عام على العمل العلني، وحُظرت أنشطته.
وفي سنة 1969 خرجت من الحزب حركة تدعو للقيام بثورة شعبية ضد النظام وتنتقد التوجه العام للحزب، وبعد نحو ثلاث سنوات من العمل السري أعلنت عن نفسها سنة 1972 تحت اسم “إلى الأمام ” بزعامة أبراهام السرفاتي وعبد اللطيف اللعبي.
وكانت سعيدة المنبهي شاعرة كذلك، وكتبت بالفرنسية، وترجم بعض أعمالها الكاتب والشاعر والمترجم المغربي عبد اللطيف اللعبي.
ولم يكن نشاطها السياسي ذاك حالة فردية، فأخوها، عبد العزيز المنبهي، الرئيس السابق للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، تعرض للاختطاف سنة 1973، كما كان زوج أختها، عزيز الوديي، معتقلا أيضا وحكم بعشر سنوات سجن قضاها كاملة مع رفاقه بتهمة المس بأمن الدولة.
وفي عهد العاهل المغربي الراحل، الحسن الثاني، اختطفت سعيدة سنة 1976 واحتجزت في معتقل سري، درب مولاي الشريف، بالدار البيضاء، يوم 16 يناير/كانون الثاني مع ثلاث من رفيقاتها مكثن فيه ثلاثة أشهر، وهناك تعرضن للعقاب الجسدي والنفسي، قبل نقلهنّ إلى السجن المدني بالدار البيضاء،
وفي المعتقل تتبعت سعيدة عن قرب وضع السجينات، وكتبت تحقيقا حول الأسباب الحقيقية وراء لجوئهن للعمل في الجنس بعد أن سمعت شهادات عشرات السجينات، وكتبت عن موضوع استغلالهنّ قصيدة “فتيات اللذة”.
حكم على سعيدة المنبهي مع مجموعة أبراهام السرفاتي بخمس سنوات سجن إلى جانب سنتين إضافيتين بتهمة الإساءة إلى القضاء.
دخلت مع رفاقها ورفيقاتها إضرابا عن الطعام من أجل فرض تعيين تاريخ المحاكمة وخرجت منه سالمة واعتبر ذلك انتصارا، لكنهم ما لبثوا وأن خاضوا إضرابا ثانيا لا محدودا ابتداء من يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني 1977 للمطالبة بالاعتراف بصفة المعتقلين السياسيين وتحسين ظروف الاعتقال وفك العزلة، ونقلت سعيدة في اليوم الرابع بعد الثلاثين من إضرابها إلى مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء ويوم 11 ديسمبر/كانون الأول من عام 1977 فارقت الحياة.
وكان عمرها لا يتجاوز 25 عاما، كما جاء في مقال نُشر في موقع هيسبريس المقرب من السلطات المغربية.
عام 2002، وفي الذكرى الخامسة والعشرين على وفاتها نشرت صحيفة الشرق الأوسط مقالا بعنون “الناشطة اليسارية سعيدة المنبهي لا تزال تعتبر رمزا للمرأة المغربية.
ونقلت الصحيفة أنه في اليوم العالمي للمرأة في المغرب من ذلك العام، تصدرت صورتها ملصقا كبيرا وزع بالمناسبة، وكاد الملصق أن يثير جدلا بين المنظمات النسائية والحقوقية في الرباط بسبب الخلاف حول اختيار صورتها دون غيرها من النساء المنتميات لحركات يسارية أخرى، “غير أن الرأي الذي حسم النقاش في الموضوع هو اعتبار سعيدة رمزا يجمع كل مكونات الأسرة اليسارية المغربية وليس فصيلا دون آخر”.
كما وصفت الصحيفة إضرابها عن الطعام بأنه اعتبر “الأول من نوعه في تاريخ المغرب المستقل”.
وقالت في وصفها إنها “تنتمي لأسرة يسارية عريقة في مراكش” وأنها “من أشهر نساء المغرب اللواتي تحضر أسماؤهن حين يتم الحديث عن الحركة النسائية المغربية”.
[ad_2]
Source link