كيف تحول نهر الغانج المقدس إلى “جثة”؟
[ad_1]
كارثة صحية وبيئية تلوح في أفق نهر الغانج الهندي المقدس، مع تكدس الجثث غير المحروقة على ضفتيه.
وتقول محررة الخدمة الهندية في بي بي سي روبا جها، في تقرير أعدته عن الموضوع، إن الغانج تحوّل إلى “جثة” في حقبة كورونا، ما يهدد بأزمة بيئية، خصوصاً أن النهر هو أول مصدر لمياه الري في البلاد.
بدأت ملامح المشكلة تبرز في أيار/ مايو الماضي، حين قذفت الأمواج عشرات الجثث على ضفاف النهر التي تعدّ في الأساس مكاناً لطقوس الجنائز وإحراق الجثث عند الهندوس.
وأفادت تقارير لبي بي سي في حينه، أن الجثث بدت منتفخة ومحترقة جزئياً، وربما انتهى بها المطاف في النهر كجزء من ممارسة حرق جثث ضحايا فيروس كورونا على طول نهر الغانج.
وقال بعض السكان المحليين إن نقص الأخشاب اللازمة لحرق الجثث وارتفاع التكاليف المرتبطة بالجنازات، يترك بعض العائلات من دون خيار سوى وضع الجثث أحبائها في النهر مباشرة.
وتجتاح موجة ثانية من الفيروس أجزاء من الهند، ما أدى إلى ارتفاع أعداد الوفيات، ونفاد مساحات محارق الجثث في البلاد.
إلى جانب كونه نهراً مقدساً، يعد الغانج من أكثر الأنهار تلوثاً في العالم. ما يثير القلق الآن، أنه مع اقتراب موسم الرياح والأمطار الموسمية أو “مونسون” (بين يونيو/ حزيران وسبتمبر/أيلول)، يخشى من أن يتسبب المطر بتحلل الجثث غير المحترقة وقذفها إلى النهر.
رغم ذلك، يعدّ الغانج شرياناً حيوياً في الطقوس الدينية الهندوسية، خصوصاً طقوس الحج وطقوس مرافقة الأموات.
يؤمن الهندوس أن نهر الغانج ينبع من الجنة، لكي يطهر البشر، ويشار إليه بالمؤنث، ويسمونه “أمنا غانغا”.
يجذب النهر ملايين الحجاج خصوصاً في موسم مهرجان كومبه ميلا الديني، أو مهرجان الإبريق المقدس.
تقول الأسطورة الهندوسية إن الشياطين سرقت الابريق الذي يحتوي رحيق الآلهة، فدارت حرب لاستعادته، وخلالها، وقعت بعض النقاط من الرحيق في أربع مواقع، هي مدن الله أباد، هاريدوار، وأوجين وناشيك.
واحتفالاً بانتصار الآلهة على الشياطين، يقام المهرجان على أربع مراحل في دورة تستمر لـ12 عاماً، تبلغ ذروتها في موسم حج ضخم يستمر 55 يوماً.
هذا العام، كان موعد الحج في مدينة هاريدوار، ويعتقد أن ذلك أسهم في تفشي وباء كورونا بين الحجاج هناك، خصوصاً مع تقارير إعلامية عن تزوير بعد اختبارات الإصابة بالفيروس.
يعدّ المهرجان أكبر تجمع سلمي للحجاج في العالم، وقد أدرج ضمن لائحة اليونسكو للتراث غير الملموس.
يعدّ الزهاد والنساك الذين يعيشون على الصدقة في المجتمع الهندوسي، الحافظون الأبرز لهذا التراث، لكنه يلعب دوراً روحياً في حياة الهنود من كل الفئات.
يأتي الحجاج إلى النهر لتطهير أجسادهم وأرواحهم، وبعضهم يحمل معه حاويات صغيرة لحمل المياه المقدسة من النهر إلى أفراد عائلته الذين لم يستطيعوا القدوم.
وتقع على ضفاف نهر الغانج مدينة فراناسي أو مدينة الموت، وتعدّ من أقدس الأماكن، لأن الهندوس يؤمنون إنها منزل الاله شيفا، وفيها اخترق ضوءه الأرض ليصل إلى السماء بحسب الأسطورة.
وفي المعتقدات الهندوسية، فإن الانسان إن توفي في فاراناسي وتناثر رماده على نهر الغانج، يكون قد مات أفضل ميتة ممكنة.
ويؤمن بعض الهندوس أن النهر يؤدي طقوس العبادة لشيفا عبر تغيير مجراه عبر المرور في فاراناسي. ويعتقد أن الموت في المدينة، سيساعدهم على كسر حلقة التقمص في حيوات جديدة. ويذهب كثر إلى ذلك المكان حين يشعرون باقتراب ساعتهم، أو يطلبون نثر رمادهم على ضفافه.
وفي العادة، تحرق الجثث على ضفاف النهر في ما يعرف بالـ”غات”، أو الدرج المؤدي إلى النهر.
تحمل الجثث إلى الغات برفقة غناء ورقص، وضمن طقوس دينية متعدد، يغطس الشخص بالسمن، ويلف بالقطن، ثم يحرق، وينثر الرماد في الغانج.
[ad_2]
Source link