أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

علاقه اضطراب طيف التوحد بالتطعيم … بقلم الدكتورة هلا السعيد

إيسايكو: علاقه اضطراب طيف التوحد بالتطعيم … بقلم الدكتورة هلا السعيد

السؤال الشهير لكل ولي امر طفل يعاني من اضطراب طيف التوحد :
هل اللقاحات تسبب التوحد؟

ارتفعت معدلات الإصابة بالتوحد في العديد من البلدان بصورة لافتة على مدار السنوات العشرين الأخيرة. فيما يخص الأطفال المولودين في 1992 في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن حوالي طفل واحد من كل 150 طفلًا شُخصت إصابته باضطراب طيف التوحد (‪ASD‬). فيما يخص الأطفال المولودين في 2004، فإن حوالي طفل من كل 68 طفلًا سيحصل على تشخيص اضطراب طيف التوحد.
حتي وصلت اليوم طفل يشخص بالتوحد بين ٥٠ طفل
ومن الصعب مقارنة نسب التوحد من التسعينيات وما يليها بالنسبة للأربعينيات وحتى الثمانينيات: في السنوات المبكرة ارتبط التوحد بصفة أساسية بالأفراد المتأثرين بشدة بالغة وقُدّرت معدلات التوحد بنسبة شخص واحد من كل 10.000 شخص فقط لا غير.
وبدءًا من التسعينيات، فقد توسع فهمنا لاضطراب طيف التوحد بصورة كبيرة، وقد يُصنف أفراد لم يكن من الممكن سابقًا التفكير في إصابتهم بالتوحد باعتبارهم مصابين اضطراب طيف التوحد. ليس من المعروف ما إذا كانت المعدلات العالية للتوحد اليوم بسبب زيادة التشخيص والإبلاغ، أو تغيير تعريفات التوحد، أو لزيادة فعلية في تطور اضطراب طيف التوحد. بصرف النظر، فإن الباحثين والآباء القلقين كذلك لديهم شكوك في أسباب الإصابة بالتوحد، ويوجد بعض الافكار الخاطئه التي يتداولها البعض بان هناك علاقه بين إصابة الطفل بالتوحد وحصوله على التطعيمات التي يأخذها اطفالهم خلال مراحل النمو المبكرة ، وقد شهدت العديد من الامهات التي لديهم طفل يعاني من التوحد عند سؤالهم هل اخذ ابنك جميع التطعيمات يكون الجواب لم اعطيه التطعيمات لان التطعيم هو سبب التوحد عند ابني

فما هي الحقيقة؟
انا كاستشارية توحد وتعليم خاص طبيبه نفسيه ومعالج نفسي ماجستير بالتوحد ودكتوراه بدمج التوحد بالتعليم العام استاذ دكتور بالتربيه الخاصه وبرفسورة بالتربيه الخاصه صاحبه ومديرة اول مركز خاص لذوي الاعاقه بدوله قطر اقول لكم
بداية علينا أن نعرف ما هو التوحد، وما هو التطعيم؟

اضطراب طيف التوحد ( :Autism spectrum disorder) واختصاراً ASD هو اضطراب عصبي نمائي سلوكي يؤثر علي مراحل النموّ و‫تظهر اعراضه في مرحلة الطفولة المبكرة ‬يؤدي إلى صعوبات في التفاعل والتواصل والسلوك الاجتماعي لدى الفرد

أما التطعيم فهو :
مستحضر يعطى للشخص لتكوين مناعة في جسمه ضد مرض معين، ويتكون من جراثيم المرض التي تم قتلها أو إضعافها، وعند دخولها الجسم فإنها تحفز جهاز المناعه على تكوين أجسام مضادة لمرض معين وذاكرة مناعية، بحيث يتذكر جهاز المناعة الميكروب المسبب للمرض فيقوم بمهاجمته والقضاء عليه فورا عندما يدخل الجسم في المرة اللاحقة.
ويحتوي التطعيم على جراثيم أو فيروسات أضعفت بحيث لم تعد خطيرة على الجسم، ولكنها قادرة في نفس الوقت على تحفيز جهاز المناعة وجعله يصنع أجساما مضادة لها، مما يعطي الجسم مناعة من الميكروب، فإذا ما تعرض للميكروب الحقيقي فإنه يكون مستعدا وجاهزا للقضاء عليه من اللحظة الأولى.

أسباب اضطراب طيف التوحد :
اضطراب طيف التوحد يسمي المعلوم المجهول
معلوم بخصائصه ومجهول باسبابه وعلاجه
وحتى الآن لا تزال أسباب التوحد مجهولة، ومع ذلك لوحظ وجود عوامل قد تؤدي لزيادة احتمالية إصابة الطفل بالتوحد وما زالت الدراسات مستمرة لمعرفه اسبابه الحقيقيه ، ومنها ما يأتي:
اضطراب أو اعتلال بعض الجينات؛ ومنها ما يكون موروثًا من الآباء، ومنها ما يظهر بشكل تلقائي خلال حياة الفرد.
تعرض الأم الحامل للأدوية والمواد الكيمائية مثل الكحول والأدوية المضادة للتشنجات.
معاناة الحامل من تغيرات أو اضطرابات في عمليات الأيض كالسمنة أو السكري.
تقدم عمر الأبوين عند إنجاب الطفل. الإصابة بمشكلة بيلة الفينينل كيتون : Phenylketonuria) اختصاراً PKU وعدم علاجها، وتُعرّف بأنها اضطراب في التمثيل الغذائي ناتج عن عدم وجود إنزيم معين.
الإصابة بالحصبة الألمانية (: German measles).
اللقاحات، ولكن لا يوجد دليل يُثبت تسببها بالتوحد بَعدْ
وانا كباحثه ارجع الاسباب الي الجينات .

علامات وأعراض اضطراب طيف التوحد :
يمكن أن يعاني المصابون باضطراب طيف التوحد من مجموعة من الأعراض، منها الآتي:
صعوبة في التفاعل والتواصل الاجتماعي البصري السمعي اللفظي مع الآخرين.
يفقد اللعب التخيلي
حساسيه مفرطه ( باحدى الحواس)
صعوبة في فهم كيف يشعر أو يفكر الآخرون.
القلق والانزعاج من الأحداث الاجتماعية والمواقف غير المألوفة. استغراق وقت أكثر من المعدل المعتاد لفهم المعلومات.
الاستياء من الأضواء الساطعة والضوضاء والشعور بأنها مرهقة وغير مريحة.
تأخر الكلام، أو فقدان القدرة على ذلك بعد أن كان قادرًا عليه.
مشكلة في مهارات المحادثة، والتي تتضمن التواصل البصري والإيماءات.
فعل نفس الأمور والتفكير بها مرارًا وتكرارًا.
غالبًا ما تتم ملاحظة الأعراض على الأطفال في عمر صغير، ولكن في بعض الأحيان لا تكون ملحوظة للغاية فلا يتم الكشف عنها إلا عند دخول المدرسة أو حتى البلوغ، وقد تتغير الأعراض مع تقدم المصاب في السن، ولكن يبقى التواصل والمهارات والسلوكيات الاجتماعية تحدٍّ صعبًا بالنسبة له.

وهنا نستعرض بعض الإفادات العلمية التي تنفي علاقة التطعيم بالتوحد:

* وفقا للجنة العلمية لدراسة سلامة التطعيمات التابعة لمنظمة الصحة العالمية، فإنه وبناء على مراجعتها الأدلة بشأن هذا الزعم لا توجد علاقة بين التطعيم والإصابة بالتوحد.
* وفقا لمراكز التحكم في الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحده فإن التطعيمات لا تؤدي إلى التوحد، كما أن مكونات التطعيمات لمن يزعم أن المشكلة ليست في التطعيم بل في المواد المضافة إليه أيضا لا تؤدي إطلاقا للتوحد.
* وفقا لوزارة الصحة في دولتي قطر فهي تنفي عن وجود أي علاقة بين لقاح الحصبه والحصبة الألمانية والنكاف (MMR) وإصابة الأطفال بمرض التوحد، ولا تربط بين التوحد والتطعيم عن كونها شائعات لا تستند إلى أي أساس علمي.

ولكن من أين أتت هذه المغالطة بأن التطعيم يؤدي إلى التوحد؟
تعود هذه المغالطة إلى عام 1998 عندما نشر الطبيب أندرو وكفيلد دراسة في المجلة الطبية البريطانية “لانسيت” وشملت 12 طفلا مصابا بالتوحد، وزعم فيها أن المطعوم الثلاثي (MMR) الذي يعطى ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية قد يؤدي إلى الإصابة بالتوحد.
وبعد نشر الدراسة تم إجراء عدة مراجعات لها، وتبين الآتي:
* المراجعون وصفوا البحث بـ”تزوير متقن”.
* تم إجراء عدة أبحاث لاحقة، لكن لم ينجح أي منها في إثبات مزاعم وكفيلد.
* في عام 2010 سحبت مجلة لانسيت الدراسة.
* في العام نفسه تم سحب ترخيص وكفيلد لممارسة الطب في المملكه المتحدة
وقال المجلس إن وكفيلد كان بإمكانه التراجع عن نتائج بحثه والاعتراف بوجود إشكاليات، ولكنه لم يفعل وتصرف بصورة غير صادقة وغير مسؤولة.

جريمه بحق المجتمع:
ويشكل الزعم بأن التطعيم يؤدي إلى التوحد خدعة كبرى للناس وجريمة بحق المجتمع، فهو يمنعهم من إعطاء التطعيمات لأبنائهم، مما سيؤدي إلى تفشي الأوبئة والأمراض، ويعد تفشي مرض الحصبة في ولاية كاليفورنيا الأميركية في عام 2015 مثالا على ذلك.
وأدى التفشي وقتها إلى إصابة 131 شخصا في الولاية، وربط الأطباء ذلك بحركة مناهضة التطعيم وما تثيره من مخاوف إزاء الآثار الجانبية للقاحات، مستندة إلى أبحاث غير دقيقة تربط بين هذه الآثار والإصابة بمرض التوحد مما دفع بعض الآباء إلى رفض تطعيم أبنائهم ضد المرض.

ووقتها دعا مسؤولو الصحة إلى حملة تطعيم واسعة لمنع تفشي الحصبة مجددا، والتي كانت السلطات الأميركية قد أعلنت خلو البلاد منها عام 2000.
كما أن هذا الزعم الكاذب بأن التطعيم يؤدي إلى التوحد يضع أهل المصابين بالتوحد أمام عذاب نفسي لا يوصف عبر توجيه لوم مبطن لهم لأنهم سمحوا لأبنائهم بتلقي التطعيمات، وكل هذا بناء على ادعاءات زائفة.

العلم يثبت براءة اللقاحات
* نشر تيلور وزملاؤه في مجلة لانست Lancet عام ١٩٩٩ دراسة مميزة جاءت ردًا وافيًا على ما نشره وايكفيلد شملت الدراسة ٤٩٨ طفلًا، وهؤلاء الأطفال كانوا: ٢٦١ مصابًا بالتوحد و ١٦٦ طفلًا مصابًا بأعراض تشبه التوحد، و٧١ طفلًا مصابًا بمتلازمة إسبرجر Asperger’s syndrome وهو ضمن الاضطرابات النمائيه وهي تشبه أعراضه اعراض التوحد في ضعف قدرات التواصل والنطق. وقد أوضحت هذه الدراسة أن النسبة المئوية بين الأطفال الذين تلقوا تطعيمًا من المصابين بالتوحد وبين الأطفال الطبيعين في المنطقة نفسها التي شملتها الدراسة، وكذلك الحال بين من لم يتلقَ التطعيم بين المصابين بالتوحد، وكذلك وجد تيلور أنه لا يوجد فرق في عمر تشخيص التوحد لدى الأطفال الذين تعرضوا للتطعيم والذين لم يتعرضوا للتطعيم، والأهم في كل هذا أن الأعراض لم تظهر بعد شهر أو اثنين أو ستة شهور من التطعيم الثلاثي MMR، وهنا يؤكد تيلور أن ما طرحه وايكفيلد ليس فيه أساس أو ترابط علمي، ومن الجدير بالذكر أن الدراسة أُجريت على المواليد ما بين عامي ١٩٧٩ و ١٩٩٨.
* في دراسة أخرى نشرها باحث دينماركي عام ٢٠٠٢ في مجلة New England Journal of Medicine، درست عينة من نصف مليون طفل من مواليد عام ١٩٩١– ١٩٩٨، وكان منهم ٨٢٪ قد تلقَّوا تطعيمهم، وتعتبر هذه الدراسة من الدراسات المميزة التي نفت وجود أي علاقة بين الإصابة بالتوحد والتعرض للقاح MMR.  وتلخص استنتاجها بأن الإصابة بالتوحد في مجموعة الأطفال الذين أخذوا اللقاح هو نفسه في الأطفال غير الملقحين. إضافة إلى أنه لم يكن هناك أي ارتباط من ناحية عمر الإصابة خلال فترة التطعيم، أو منذ التطعيم، أو علاقة بين تاريخ التطعيم وتطور أعراض التوحد. وبذلك يلاحظ ميل معظم الباحثين إلى الاقتناع بعدم وجود أي رابط بين اللقاحات من جهة، والتوحّد أو أي مرض في تطوّر الجهاز العصبي عند الأطفال. في المقابل، ما زال بعض المشككين يثير أسئلة عن ذلك الأمر. إذ لا يكتفون بالتشكيك بشأن العلاقة بين التوحد واللقاح الثلاثي ومادة “ثيمِروثال”، بل يشيرون إلى مجموعة من الأشياء التي يظنون بأنها تؤدي دوراً في نشوء التوحّد. وفي ذلك الصدد، يستمر البحاثة في تفحّص تلك الأسئلة، لكن لا يظهر أي دليل على وجود علاقة بين تلك الأشياء المُشار إليها آنفاً، وبين ظهور التوحّد وتطوّره. ويشدّد معظم البحاثة المتخصصين في التوحّد، على وجود أسباب متعددة لذلك المرض تشمل عوامل جينية وبيئية، لكنها لا تشمل اللقاحات.
 
الخلاصة:
* العديد من الدراسات التي ظهرت بعد دراسة تيلور والدنمارك تثبت عدم وجود أي علاقة علمية بين اللقاح والتوحد، وكان منها دراسة نشرت في ٢٠٠٦ بحثت عن وجود بقايا الحمض النووي لفيروس الحصبة في عينات دم أطفال مصابين بالتوحد ولكن النتائج ظهرت سلبية اعتمادًا على أكثر طرق الكشف دقة، وهنا أُثبت أن لقاح الحصبة بريء من تهمة اضطراب التوحد، وتلاه بحث نشر في عام ٢٠٠٨ يؤكد عدم وجود أي آثار لبقايا الحمض النووي لفيروس الحصبة في خزعات أخدت من أمعاء أطفال مصابين بالتوحد
* عشرات الدراسات والمراجعات العلمية أكدت أنّ العلم والبحث العلمي هو الفيصل في دحض أي إشاعة، وأن المنهج العلمي جاهز لخوض مئات التجارب لإثبات الحقيقة كما هي وحماية البشر من المخاطر التي ستلحقهم جراء ترك المطاعيم. في ٢٠١٤ صدر بحث مهم جدًّا درس عينة شملت أكثر من مليون طفل (10)، وكذلك في عام ٢٠١٥ صدرت دراسة أمريكية درست ١٠٠ ألف من الأطفال الأخوة، وفي كلتا الدراستين السابقتين نُفي وجود علاقة بين اللقاح والإصابة بالتوحد .
* أخيرًا جميع الدراسات الجينية، وتوقيت ظهور أول أعراض التوحد، وعلاقة المرض باللقاح، والتطورات غير الطبيعية في الجهاز العصبي لمريض التوحد وغيرها، تدل على أن اضطراب التوحد يحصل خلال عملية تطور الجهاز العصبي للجنين في الرحم. ومن الجدير بالذكر أن للقاحات مضاعفات جانبية تتفاوت بين شخص وآخر. ولمزيد من المعلومات عن كافة المطاعيم وأعراضها الجانبية لا بد من الاطلاع على المعلومات المهمة في موقع منظمة الصحة العالمية وبسبب المجموعات الداعمة لحملات عدم التطعيم أصدرت بريطانيا تقريرًا بتزايد عدد الإصابات بالحصبة وذلك من خلال حصول عدوى ضمن مهرجان موسيقي ضخم وسُجّلت حالات إصابات عديدة متفرقة في الولايات المتحدة الأمريكية جراء الانتشار الواسع للمعلومات الخاطئة عن علاقة اللقاح بالإصابة بمرض التوحد مما أدى إلى تزايد في أعداد الرافضين لأخذ اللقاح.

الدكتورة هلا السعيد

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى