أبطال شاركوا في إنقاذ كريستيان إريكسين لاعب الدنمارك في مباراة فريقه أمام فنلندا
[ad_1]
كما جاء العنوان الرئيسي لأحد أشهر صحف الدنمارك “الدنمارك خسرت من أجل إنقاذ حياة”.
فبعد نهاية ليلة من مشاعر القلق في كوبنهاغن، أخيرا تنفست العاصمة الدنماركية الصعداء.
الخبر الجيد هو أن لاعب كرة القدم الدنماركي كريستيان إريكسين، الذي سقط على أرض الملعب قبل نهاية الشوط الأول من مباراة بلاده الافتتاحية في يورو 2020، تمت إفاقته وحالته “مستقرة” الآن في المستشفى.
وزاد من الارتياح أن جميع من كانوا حول هذا اللاعب اتخذوا إجراءات سريعة من أجل إنقاذه، السرعة التي قد تكون هي العامل الأساسي وراء إنقاذ حياة لاعب وسط توتنهام السابق.
وفيما يلي استعراض لأهم المشاركين في الجهود التي أنقذت حياة إريكسين من لاعبين، وطواقم طبية، ومسؤولين.
أول ظهور في المشهد – سيمون كيير ولاعبو منتخب الدنمارك
أثار انهيار إريكسين، الذي بدأ أثناء محاولته استلام رمية تماس، حالة من الفزع الذي ساد ملعب باركين لكرة القدم في كوبنهاغن.
وكان أول من قدم يد العون للاعب الذي سقط مغشيا عليه قائد الفريق سيمون كيير الذي ظهر وهو يحاول مساعدة إريكسين على التنفس.
وكانت خطورة الحادث واضحة للجميع، إذ كان اللاعبون يحثون المسعفين على التحرك بسرعة.
وأثناء إنعاش اللاعب، شكل زملاؤه حلقة حوله، لتوفير قدر كبير من الخصوصية وسط حضور 15200 من جماهير الكرة في ملعب كوبنهاغن علاوة على ملايين المشاهدين عبر شاشات التلفزيون.
وكان الكثير من اللاعبين – الذين فضل أغلبهم النظر بعيدا عن زميلهم المصاب – يبكي بينما كان بعضهم يصلي من أجل اللاعب.
وقال هنري وينتر، رئيس قسم كرة القدم في صحيفة التايمز، لبي بي سي: “إذا كنتم تعرفون المنتخب الدنماركي، فسوف تدركون جيدا أن هؤلاء ليسوا مجرد زملاء في فريق كرة قدم، بل هم أكثر من ذلك بكثير من أمثال سيمون كيير وكاسبر شمايكل”.
وأضاف: “إنهم أصدقاء حقيقيون، هبوا إلى مساعدة كريستيان إريكسين عندما احتاج إليهم. وقد ظهر الجوهر الحقيقي للاعبين الذين شهدوا الحادث،. صحيح أننا نبني اللاعبين ونقيمهم على قواعد قوية، لكنهم في نهاية الأمر هم بشر مثلنا”.
وحُمل لاعب انترميلان، 29 سنة، على نقالة في نهاية هذا المشهد إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وبعد التأكد من أخبار إفاقة إريكسين، استؤنفت المباراة التي فازت بها فنلندا بهدف مقابل لا شئ.
الطاقم الطبي: فعلنا كل ما توجب علينا القيام به
قال طبيب القلب الرياضي سانجاي شارما، رئيس لجنة خبراء أمراض القلب في الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، لبي بي سي إن “الشئ الذي أنقذ حياته هو الرعاية الطبية العاجلة السريعة التي تلقاها”.
وتحدث مارتن بويسين، طبيب منتخب الدنمارك لكرة القدم، في مؤتمر صحفي عقب انتهاء المباراة أوضح خلاله ملابسات الحادث.
وقال بويسين: “كان من الواضح أنه فاقد الوعي”، مضيفا: “عندما وصلت إليه كان مستلقيا على جانبه، وكان يتنفس، وشعرت بنبض، لكن كل ذلك تغير بسرعة وبدأنا في إنعاش القلب والرئتين”.
وتابع: “حصلنا على المساعدة بسرعة من الطاقم الطبي وباقي الطاقم الذين تعاونوا معنا، وفعلنا كل ما توجب علينا القيام به، وبالفعل استعدنا كريستيان. لقد تحدث إلي قبل أن يُنقل إلى المستشفى”.
واقعة اريكسين ليست الأولى، فنتذكر تعرض فابريس موامبا لاعب بولتون الانجليزي لسكتة قلبية أثناء مباراة لفريقه، لكنه لم يعد مرة ثانية إلى الملاعب.
وقال طبيب منتخب الدنمارك لكرة القدم لبي بي سي: “لقد أعاد هذا الحادث إلى السطح كل ما كنت أخفيه في أعماقي، هذه العواطف الجياشة التي ظهرت هناك. وكان الأمر صعبا للغاية أن تشاهد ما حدث عن قرب وأنت لا تعرف ماذا سيؤول إليه الأمر”.
وأضاف: “كان شيئا مخيفا، لكن الفضل يرجع إلى أفراد الطاقم الطبي الذين قاموا بعمل رائع مع كريستيان. كما أحببت تلك الطريقة التي تجمع بها زملاؤه حوله لحمايته. لقد أعاد ذلك لي مشاعر جياشة. أتمنى أن يكون (كريستيان) بخير وأن يجتاز هذه الأزمة”.
استئناف اللعب
كان أمام منتخب الدنمارك خياران؛ الأول هو أن يكمل المباراة في تلك الليلة، أو تأجيلها إلى ظهيرة اليوم التالي. لكنهم بعد أن سمع اللاعبون أخبارا سارة عن تحسن حالة إريكسين، قرروا استكمال المباراة في نفس اليوم.
واستؤنف اللعب في الساعة السابعة والنصف مساء بالتوقيت المحلي، أي بعد ساعتين من انهيار كريستيان إريكسين. وبدأ اللعب لخمس دقائق كانت متبقية من الشوط الأول ثم خرج الجميع في استراحة استمرت لخمس دقائق أخرى، بعدها بدأ الشوط الثاني.
وقال كاسبر هيولماند، المدير الفني لمنتخب الدنمارك: “لم يتخيل اللاعبون كيف لن يتمكنوا من النوم الليلة ثم يستقلون الحافلة غدا للعب مرة ثانية. لذا كان من الأسهل الخروج، لكن أفضل ما كان يمكن القيام به كان تجاوز الأمر”.
وأضاف: “كانت ليلة عصيبة ذكرتنا جميعا بأهم شيء في هذه الحياة – وهو أن يكون لدينا علاقات قيمة، وأشخاص مقربون منا، عائلاتنا وأصدقاؤنا”.
وتابع: “شعرت بفخر كبير بهؤلاء اللاعبين الذين اعتنوا جيدا ببعضهم البعض. إنه أحد أعز أصدقائي. وكنت فخورا أيضا بالطريقة التي تحدث بها اللاعبون في غرفة تبديل الملابس، مؤكدين أنهم لن يفعلوا أي شيء قبل التأكد من إفاقة كريستيان”.
وأكد أنه لم يكن من الممكن أن يخوض اللاعبون المباراة وداخلهم هذه المشاعر، قائلا: “حاولنا الفوز. وكان مذهلا أن ينزل هؤلاء إلا الملعب ويحاولوا لعب الشوط الثاني”.
وتابع هيولماند: “بصراحة، كان هناك لاعبون مستنزفون تماما، مستنزفون ومنهكون عاطفيا”.
وقال: “قلوبنا وصلواتنا جميعا من أجل كريستيان وأسرته. إنه أحد أفضل لاعبينا، وأحد أفضل اللاعبين على الإطلاق، لكنه إنسان أفضل من كل ذلك”.
وأشار إلى بعض اللاعبين في الفريق كانوا منهكين عاطفيا إلى حدٍ كبيرٍ، مؤكدا أنها كانت “تجربة صادمة، وقد تحدثنا عن هذه المشاعر، ولم يكن للأمور أن تسير على ما يرام إذا رفضنا اختيار اللاعبين لعدم استكمال المباراة حال اتخاذهم القرار بذلك”.
وأكد المدير الفني أن بعض اللاعبين لم تكن لديه القدرة على اللعب بينما كان البعض الآخر جاهزين، قائلا: “لقد حاولنا بذل كل ما في وسعنا، لكن لا يمكنك خوض مباراة كرة قدم وسط كل ذلك. ليس من الطبيعي أن تخوض مثل هذه المباراة بينما يعاني أحد أصدقائك من مشكلة في القلب. لا يمكنني أن أتخيل كيف يمكن اللعب في مثل هذا اللقاء. وسوف نوفر للاعبين جلسات علاج، وهناك أشخاص جاهزون للمساعدة”.
وعندما استؤنفت المباراة، ارتكب حارس المرمى شمايكل خطأ غير تقليدي كان سببا في هدف فنلندا في مرماه، كما أضاع بيير إيميل هويبرغ ضربة جزاء. وعادة ما كان إريكسين يتصدى لضربات الجزاء التي يحصل عليها منتخب بلاده.
للجماهير دور أيضا
جلس الجماهير – الذين تنوعوا بين مشجعين دنماركيين وفنلنديين ومشجعين لدول أخرى كانوا يحضرون المباراة – في أماكنهم في انتظار أخبار عن إريكسين رغم أنه لم يكن من المؤكد في ذلك الوقت أن المباراة سوف تستأنف.
وأثناء الانتظار هتف مشجعو منتخب فنلندا باسم إريكسين وجاءهم الرد بهتاف مماثل من مشجعي الدنمارك.
كما أظهر جمهور المباراة ترحيبا حارا بلاعبي الفريقين عندما نزلوا إلى أرض الملعب لاستئناف اللقاء.
وقال بات نيفين، اللاعب السابق بمنتخب أسكتلندا، لبي بي سي إن أغلب المشجعين “ظلوا في الملعب. وبدا عليهم أنهم يريدون البقاء حتى يسمعوا أخبارا جديدة. وعندما وردت أنباء جيدة عن حالة اللاعب، انهمرت أعين الجماهير بدموع الفرحة والارتياح”.
سرعة بديهة الحكم الإنجليزي
كان هناك دور بارز أيضا لحكم اللقاء الإنجليزي أنتوني تايلور في إنقاذ إريكسين.
فقد أوقف الحكم الإنجليزي اللعب فور سقوط اللاعب وأشار إلى الطاقم الطبي لنزول أرض الملعب لإسعافه بسرعة.
بعدها اصطحب اللاعبين إلى النفق بعد أن بات واضحا أن المباراة سوف تُعلق لبعض الوقت.
[ad_2]