علي أكبر محتشمي: “الأب الروحي” لحزب الله اللبناني
[ad_1]
توفي رجل الدين الشيعي الإيراني البارز، وأحد اللاعبين الأساسيين في تأسيس حزب الله اللبناني، علي أكبر محتشمي، يوم الإثنين، إثر إصابته بفيروس كورونا، عن عمر ناهز 75 عاماً.
ولم يكن محتشمي شخصية عادية فقد ارتبط اسمه بأحداث مهمة مختلفة ليس في إيران فحسب، بل في العالم العربي أيضاً.
تلميذ الخميني
ولد علي أكبر محتشمي في طهران، وانخرط في عالم السياسة في سن مبكرة، حيث تتلمذ على يد مصطفى الخميني، نجل آية الله الخميني، ومن ثم على يد الخميني نفسه وأصبح من المقربين إليه كثيراً.
وكان قد التقى بالخميني في منفاه في مدينة النجف بالعراق وبدأت مسيرة حياته السياسية من تلك المدينة وانتهت فيها.
اعتقل في العراق وغادره بعد ذلك إلى باريس، حيث كان يقيم الخميني، وتابع نشاطه السياسي من هناك.
وبعد انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، عاد مع الخميني إلى إيران، وبات المتحدث باسم الخميني.
حزب الله والحرس الثوري الإيراني
عُين محتشمي من قبل الخميني سفيراً لإيران في سوريا عام 1982 خلال عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد. لم يكن هذا الرجل سفيراً عادياً، بل كان يشرف على توزيع ملايين الدولارات التي كانت تتدفق عليه لتمويل عمليات الحرس الثوري الذي كان هو أحد مؤسسيه في كل من سوريا ولبنان، عدا عن دوره المحوري في تأسيس حزب الله اللبناني ودعم المنظمات الفلسطينية المسلحة.
وكان لسوريا وقتها نفوذ قوي في لبنان، حيث كان عشرات الآلاف من الجنود السوريين ينتشرون هناك.
وساعد وجوده في سوريا، ودعمه السياسي والمادي لحزب الله، في إلحاق خسائر بشرية كبيرة بقوات المارينز الأمريكية التي كانت متمركزة في لبنان وبالقوات الفرنسية هناك.
ونفى وقتذاك كل من حزب الله وإيران ضلوعهما في أي هجوم على السفارة الأمريكية او مقر المارينز أو قتل المظليين فرنسيين.
وفي عام 1983 نجا محتشمي من محاولة اغتيال في دمشق، حيث تسلم طرداً بريدياً يفترض أنه كان كتاباً عن الأماكن المقدسة الشيعية، لكنه ما أن شرع في فتح الطرد، حتى انفجر في وجهه فأصيب بجروح خطيرة في عينه وأذنه وبُترت يده اليمنى. و حمّلت إيران ضمنياً إسرائيل مسؤولية محاولة الاغتيال.
وفي عام 1985، عاد إلى إيران وشغل منصب وزير الداخلية في حكومة مير حسين موسوي. وخلال فترة توليه المنصب، نشب صراع بينه وبين مجلس صيانة الدستور حول الانتخابات النيابية الثالثة في إيران.
وعيّن آية الله الخميني، في نهاية المطاف، محمد علي أنصاري، عضواً في مكتبه، للإشراف على حل النزاع بين وزارة الداخلية ومجلس صيانة الدستور .
كان أحد المواقف البارزة التي اتخذها محتشمي عندما كان وزيراً للداخلية، معارضة تعيين محمد جواد ظريف ممثلاً لإيران في الأمم المتحدة، وبالفعل لم يُعين ظريف وقتها في المنصب.
إزاحته وعودته من جديد
كان آية الله الخميني دائم الدعم لمحتشمي ويصفه بـ “الصديق القديم والمتدين الملتزم وصاحب الذكاء السياسي”.
لكن بعد وفاة آية الله الخميني في عام 1989، أزيح محتشمي كما أزيح آخرون من تيار اليسار الإسلامي من السلطة.
فعندما أصبح علي أكبر هاشمي رفسنجاني رئيساً للوزراء، عين عبد الله نوري وزيرا للداخلية رغم مطالبة 100 عضو في مجلس النواب، بتعيين محتشمي.
ترشح محتشمي لعضوية البرلمان الذي يسمى بمجلس الشورى، في انتخابات التجديد النصفي للدورة الثالثة في فبراير/شباط 1989 ، وكانت تدور خطاباته وقتها حول موضوعات مثل ضرورة قيادة إيران لمسلمي العالم في محاربة الولايات المتحدة.
ولم يشغل محتشمي منصباً مهماً بعد عضويته في مجلس الشورى، ونشر بياناً مخالفاً لسياسات رفسنجاني، وألقى خطابات حادة عديدة في اجتماعات الجماعات اليسارية الأخرى.
وبعد فوز محمد خاتمي في الانتخابات الرئاسية لعام 1997، عاد محتشمي مجدداً إلى الواجهة، بصفته مستشاراً لخاتمي.
وفي الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية السادسة دخل مجلس الشورى وترأس كتلة “2 يونيو/حزيران” البرلمانية التي كان جميع أعضائها من التيار الإصلاحي. كما نشر صحيفة “بيان” خلال مرحلة حكم الإصلاحيين وأنشأ لجنة برلمانية دائمة لدعم “الانتفاضة الفلسطينية” وترأسها حتى عام 2009 .
عملت الصحيفة لبعض الوقت بعد الحظر الشامل على الصحافة، ولكن تم إغلاقها في نهاية المطاف.
قاد الحملة الانتخابية لزعيمي المعارضة، مهدي كروبي في عام 2005 ومير حسين موسوي عام 2009 وكان من بين الوجوه البارزة في احتجاجات “الموجة الخضراء” التي تلت إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد عام 2009، والتي قالت المعارضة أنه تم تزوير نتائجها لصالح نجاد.
وألقى خطابات حول “تزوير الانتخابات” واتهم مجلس صيانة الدستور بـ “هندسة عملية التصويت”.
وبعد قمع الاحتجاجات، غادر إيران إلى مدينة النجف بالعراق، وأصبح مسؤولاً عن “متحف بيت الإمام الخميني” في المدينة، وظل هناك طوال سنواته العشر الأخيرة في هدوء، بعيداً عن الأخبار.
وبعد إصابته بفيروس كورونا في بداية الشهر الحالي، نُقل من النجف إلى مدينة كرمنشاه في إيران لتلقي العلاج، وساءت صحته فنقل إلى مستشفى في طهران، حيث توفي في السابع من يونيو/حزيران الحالي.
نعي
أشاد المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي، بمحتشمي على “خدماته الثورية”، بينما قال الرئيس حسن روحاني إن رجل الدين “كرس حياته لتعزيز الحركة الإسلامية وتحقيق المثل العليا للثورة”.
ووصفته وكالة “إرنا” الإيرانية الحكومية بـ “الزعيم الروحي وأحد مؤسسي حزب الله اللبناني”.
ونعاه حزب الله عبر موقعه الالكتروني مشيداً بجهوده في “الجهاد والنضال في خدمة الثورة والجمهورية الإسلامية ودوره البارز في إطلاق المقاومة الإسلامية وخاصة بعد الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وتقديمه لكافة أشكال الدعم لخدمة حزب الله والقضية الفلسطينية”.
[ad_2]
Source link