سكان نصف الكرة الشمالي يشاهدون “حلقة النار” تعبر كوكبنا

يشهد النصف الشمالي من الكرة الأرضية الخميس عرضاً سماوياً فريداً لكسوف الشمس، لكن سكان العالم العربي لن يستطيعوا مشاهدته للأسف.

ويعرف هذا الحدث بالكسوف الحلقي للشمس، حيث ترى القمر يتحرك عبر وجه الشمس، ولكنه لا يحجب الضوء المنبعث منها تماماً.

وستظهر، بدلاً من ذلك، حلقة رقيقة متألقة حول قرص الشمس.

ولعل أفضل مكان على الأرض لمشاهدة هذا الكسوف هو القطب الشمالي.

صحيح أنه لا يعيش هناك كثير من الناس، لكن جزءاً كبيراً من سكان الكرة الأرضية سيتمتعون بمشاهدة كسوف جزئي، يبدو فيه القمر وكأنه يقضم جزءا كبيرا من الشمس.

ومن بين هؤلاء السكان في شرق الولايات المتحدة، وشمال ألاسكا، إلى جانب جزء كبير من كندا وغرينلاند، وأجزاء من أوروبا وآسيا.

وستكون اسكتلندا هي المكان الأكثر ملاءمة لمشاهدة الكسوف في بريطانيا، من حيث حجم المغطى من قرص الشمس. ونصيحة العلماء عند المشاهدة هي عدم محاولة النظر بالعين المجردة إلى الشمس، فقد يسبب هذا أضراراً جسيمة للناظر.

ويجب على أي شخص يحدق في السماء أن يستعين بمعدات الرؤية الواقية، مثل نظارات الكسوف المعتمدة، أو جهاز عرض مثقوب.

ويبدأ “المسار الحلقي”، وهو المسار عبر سطح الأرض حيث يظهر القمر بالكامل داخل قرص الشمس في مشهد بديع، عند شروق الشمس في أونتاريو بكندا، في الساعة 09:49 بحسب توقيت غرينتش.

والمكان الذي يتمتع فيه الناظر بأكبر قدر من مدة الكسوف، وهي أربع دقائق تقريباً، هو المنطقة الواقعة عند منتصف مضيق ناريس، وهي القناة الضيقة التي تفصل الأرخبيل الكندي عن غرينلاند.

أما في الأماكن الأخرى، فستكون هناك فرصة لرؤية 90 في المئة من قرص الشمس محجوباً.

ولا يمكن أن يكون كل كسوف كلياً، إذ إن مدار القمر حول الأرض ليس دائرياً تماماً. وتتراوح مسافة بعد القمر عن الأرض ما بين حوالي 356.500 كيلومتر و406.700 كيلومتر.

ويجعل هذا الاختلاف الحجم الظاهري للقمر في السماء متغيرا بنسبة 13 في المئة.

وقالت الأستاذة الجامعية، لوسي غرين، التي تعمل في مختبر علوم الفضاء بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس: “يمنحنا الكسوف فرصة للتواصل مع الشمس”.

وأضافت: “عادة ما تكون الشمس ساطعة بشكل مذهل، ولا نوليها الكثير من الاهتمام نوعاً ما. لكن أثناء الكسوف، بشكل أو بآخر، نستطيع – إذا نظرنا بأمان – مشاهدة القمر وهو ينزلق أمام الشمس، ويذكرنا هذا بالنظام الشمسي الذي نعيش فيه، ويعمل على مدار الساعة”.