ما هو الخطر الذي يحذر منه العلماء تحت بحيرة كيفو في جمهورية الكونغو الديمقراطية؟
[ad_1]
يقبع خطر داهم تحت بحيرة بالقرب من مدينة غوما في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ويقول العلماء إن الحمم تسري تحت بحيرة كيفو منذ الانفجار المميت الذي وقع في بركان جبل نيراغونغو يوم السبت الماضي.
ويخشى الخبراء من أن حدوث انفجار آخر تحت البحيرة قد يؤدي إلى إطلاق سحابة من الغازات السامة والخانقة.
ويُعرف مثل هذا النوع من الانفجارات بـ “ثوران المياه العذبة”، ويشكل خطرا كارثيا – وإن كان نادر الحدوث – على سكان غوما.
وقال المتخصص في علم البراكين والصحفي العلمي، الدكتور روبن جورج أندروز، لـ بي بي سي إن حدوث مثل هذا الانفجار سيكون مروعا، “لكن لا أحد يعلم قطعا متى قد يحدث، أو إن كان سيحدث من الأساس”.
وطُلب من آلاف السكان مغادرة غوما، التي أصبحت مهجورة الآن، خشية حدوث هذا الانفجار أو غيره من الأنشطة البركانية.
وقال أحد السكان: “هناك حمم تحت أرض البلدة الآن، ويمكن أن تنفجر في أي وقت الآن. هذا أمر مروع”.
وأمر الحاكم العسكري لمقاطعة شمال كيفو، نديما كونغبا، بإخلاء المدينة قبل يوم واحد، وقال إنه تم رصد الحمم تحت بلدة غوما وبحيرة كيفو القريبة منها.
وأضاف: “ولا يمكن استبعاد حدوث انفجار جديد تحت الأرض أو البحيرة”.
لكن كيف يحدث ثوران المياه العذبة، وما الذي يجعله بهذه الخطورة؟
ما هو ثوران المياه العذبة؟
يحدث ثوران المياه العذبة نتيجة تدفق الغازات المذابة المتراكمة في أعماق البحيرة. وقد تتسرب غازات مثل ثاني أُكسيد الكربون أو الميثان إلى مياه البحيرات من خلال التنفيس البركاني.
ويحتاج إطلاق هذه الغازات من المياه إلى تغير ما في بيئة البحيرة.
وقد يكون هذا التغير انفجار أو زلزال أو انزلاق أرضي أو ارتفاع طفيف في درجة حرارة المياه.
ولهذا السبب يقلق العلماء بشأن وجود الحمم تحت البحيرة.
ونظريا، يمكن للحمم أن تتسبب في ارتفاع درجة حرارة المياه، فيذوب ثاني أُكسيد الكربون ويختلط بسرعة في الطبقات العليا من البحيرة ويتبخر في الهواء.
والأمر أشبه بفتح زجاجة مياه غازية بعد رجها بشدة. وبمجرد ان ينفتح الغطاء، ينطلق الضغط ويسمح بخروج ثاني أُكسيد الكربون.
ما سبب خطورته؟
إن زيادة تركيز ثاني أُكسيد الكربون في الهواء قد تطغى على مستويات الأُكسجين في الهواء وتؤثر على القدرة على التنفس.
ويقول الدكتور أندروز إن بحيرة كيفو بها تحتوي على نحو 300 كيلومتر مكعب من ثاني أُكسيد الكربون، وهو غاز لا يُرى بالعين، وليست له رائحة، وأكثر كثافة من الأُكسجين. وإذا زادت كميته في الهواء عن الأُكسجين، يمكن أن تكون له تأثيرات شديدة الخطورة، وأحيانا مميتة.
وحدث هذا الأمر من قبل في بحيرة الكاميرون، وكانت له تبعات كارثية.
ففي عام 1986، أطلقت بحيرة نيوس ثاني أُكسيد الكربون المذاب بعد حدوث انزلاق أرضي، ما أدى إلى اختناق نحو 1800 شخص في القرى المحيطة.
والفرق في حالة الكونغو هو حجم البحيرة والتجمعات السكانية المحيطة بها.
ويبلغ عمق بحيرة كيفو 475 مترا، وهو ضعف عمق بحيرة نيوس. كما تبلغ مساحة بحيرة كيفو 2700 كيلومتر مربع، مقابل 1.58 كيلومتر مربع لبحيرة نيوس.
ويقول أندروز إنه في حالة حدوث ثوران بركاني كبير تحت المياه، “قد يتدفق كل هذا الغاز بما يكفي لإغراق كل شواطئ بحيرة كيفو، وهو أمر شديد الخطورة”.
ما فرص حدوث ذلك؟
الإجابة المختصرة: هي أنه لا يمكن لأحد الجزم بحدوثته. حتى علماء البراكين المخضرمين لا يمكنهم حساب الأمر بدقة.
ويقول الدكتور أندروز إن توقع ما قد يحدث في الأيام المقبلة “أمر شديد الصعوبة”.
وأضاف أنه رغم تأكد العلماء من وجود الحمم تحت بحيرة كيفو، إلا أنه لا يمكنهم التأكد من احتمالات اختراقها للسطح أو توقيت حدوث ذلك، أو نوع الثوران الذي قد يحدث.
“وأفضل ما يمكن فعله هو توخي الحذر. أنا سعيد بإخلاء المنطقة تحسبا لحدوث أسوأ الاحتمالات”.
ما هي الاحتمالات الأخرى؟
ثوران المياه العذبة هو واحد من بين ثلاثة احتمالات حذر منها مرصد بركان غوما.
أما الاحتمال الثاني فهو حدوث انفجار جديد في براكين جبل نيراغونغو على ارتفاع 3500 متر.
وحال حدوث ذلك، قد تتدفق المزيد من الحمم جنوبا نحو بلدة غوما، ما يهدد المباني الموجودة في طريقها.
ويقول أندروز إنه على الرغم من بعد البركان عن بلدة غوما بنحو عشرة كيلومترات، “إلا أن الحمم قد تتدفق بسرعة سيارة مسرعة، ما يجعل من الصعب أن نسبقها”.
وقد يضيف هذا الاحتمال للمأساة التي وقعت عند انفجار البركان يوم السبت، الذي تسبب في مقتل 32 شخصا على الأقل وتشريد الآلاف وفق تقديرات الأمم المتحدة.
أما الاحتمال الثالث فيرتبط بتسريب غاز الميثان من البحيرة.
ويمكن أن يشتعل غاز الميثان إذا تسرب بتركيزات عالية. ولهذا، رأى جان إغيلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين أن البقاء في غوما لم يعد آمنا.
وقال إغيلاند لـ بي بي سي إن “بحيرة كيفو لم تعد آمنة لأن هناك كميات هائلة من غاز الميثان الحبيسة في قاع البحيرة، ويمكن أن تنتطلق في الهواء بفعل البركان أو الزلازل المستمرة في المنطقة”.
ما الوضع في الكونغو الآن؟
أعلنت الأمم المتحدة يوم الجمعة أن حوالي 40 ألف شخص نزحوا من بلدة غوما خوفا من حدوث ثورة بركانية جديدة.
وطالبت الأمم المتحدة “بمساعدات دولية عاجلة لدرء الكارثة التي تحدق بالأطفال”.
وقال مراسل بي بي سي في غوما إن البلدة أشبه بمدن الأشباح. وامتلأت بلدة ساك، التي تبعد نحو عشرين كيلومترا، بالسكان النازحين.
كما نزح آخرون إلى دولة رواندا المجاورة، أو حديقة فيرونغا الوطنية، أو عبر بحيرة كيفو.
وتحاول المنظمات الإغاثية توفير الطعام والمأوى والمياه والخدمات الصحية.
وقال أحد المسؤولين في مرصد بركان غوما لوكالة رويترز إن خطر حدوث انفجار ثانٍ بدأ ينحسر يوم الجمعة، مع تراجع شدة وتواتر الهزات الأرضية.
[ad_2]
Source link