ما أهداف زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط؟
[ad_1]
علقت صحف عربية على جولة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في المنطقة (رام الله وتل أبيب وعمان والقاهرة) لتثبيت وقف إطلاق النار في الأراضي الفلسطينية.
وتراوحت آراء الكُتاب بين من يعتبر زيارة بلينكن للمنطقة “جولة علاقات عامة” ومن يصفها بأنها ستكون فاشلة وأن المطلوب من واشنطن هو “منع دولة الاحتلال من انتهاكاتها في القدس”، وبين من يرى أن هدفها هو “سرقة الانتصار الفلسطيني”. لكن آخرون اعتبروها مجرد محاولة من إدارة بايدن “لحرف الانتباه عن احتواء صعود الصين”.
“ستكون فاشلة”
ترى جريدة القدس العربي اللندنية أن جولة بلينكن “لن تحمل الكثير من المفاجآت، ولن تسفر عن تحقيق المعجزات في تغيير مسارات أربع سنوات من الانحياز الأمريكي التام لسياسات دولة الاحتلال”.
وتقول الجريدة في افتتاحيتها: “مع ذلك فإنه ليس من الإعجاز أن يفلح بلينكن في رسم خارطة طريق واضحة تعيد وضع الإدارة الأمريكية في مواقع فاعلة سبق أن حدد ملامحها رؤساء مثل بيل كلنتون وجورج بوش وباراك أوباما… ليس عسيرا على البيت الأبيض إعادة التشديد على أن مسألة القدس جوهرية في تشكيل هوية الدولة الفلسطينية المقبلة، وهي أكثر تعقيدا من مجرد اختزالها إلى موضوع نزاع حول العبادات والمقدسات وملكية العقارات وأركيولوجيا التاريخ”.
وتؤكد أنه “ليس من الإعجاز إجبار الاحتلال على وقف الاستيطان والالتزام بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة في هذا الصدد، أو الكف عن سياسات التهويد والتمييز العنصري وإنكار الحقوق الأبسط للفلسطينيين سواء أكانوا تحت الاحتلال أو في أراضي 1948”.
وترى أن “خريطة كهذه سهلة التصميم، ولكنها صعبة التنفيذ لاعتبارات كثيرة لم تعد خافية على أحد”.
وبالمثل، يرى ماهر أبو طير في جريدة الغد الأردنية أن بلينكن في الأردن “لن يأتي بجديد، بل سيعبر كما هو معروف عن موقف واشنطن مما يسمى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ورغبة واشنطن بعودة المفاوضات، وقيام دولة فلسطينية، وضرورة إنعاش غزة اقتصاديا، وإعادة إعمار القطاع، وأهمية نبذ العنف، وحماية الأبرياء، وهي خلاصات سبق أن سمعناها من كل الرؤساء الأمريكيين ووزراء الخارجية في الولايات المتحدة الأمريكية”.
ويقول الكاتب إنه “حتى لا تكون جولة الوزير… مجرد جولة لتحسين سمعة الإدارة الأمريكية، في المنطقة، أو جولة علاقات عامة، فلا بد أن يفهم الوزير مسبقا الخطوط التي تتجاوزها إسرائيل كل مرة، من عدم قبولها قيام دولة فلسطينية ناجزة ومكتملة، والاعتداءات في القدس وعلى المسجد الأقصى، بما يمس الفلسطينيين والوصاية الأردنية، ورفض إسرائيل التنازل عن القدس الشرقية، واستحالة بدء مفاوضات سلام، في ظل تمسك المشروع الإسرائيلي بالضفة الغربية، وغور الأردن، وإصراره على بقاء المستوطنات وغير ذلك”.
ويؤكد أن “جولة الوزير ستكون فاشلة، فهو يأتي في سياق جولة علاقات عامة، ليثبت أن واشنطن غير منحازة، وأن لديها تصورا لحل القضية الفلسطينية، وعلى الأرجح سوف تغادر الإدارة موقعها مثل غيرها، قبل أن تحقق شيئا، كما أن الإدارة الحالية ستجعل تركيزها على الملف الإيراني، وكل ما يهمها هو تهدئة الأوضاع في فلسطين خلال الفترة المقبلة، بشكل عام”.
“سرقة الانتصار الفلسطيني”
يرى عبد الباري عطوان، رئيس تحرير جريدة رأي اليوم الإلكترونية اللندنية، أن الهدف الرئيسي من جولة بلينكن في المنطقة “هو سرقة الانتصار الفلسطيني الذي تحقق خلال حرب الأيام الـ11 الأخيرة، وتفتيت الوحدتين الجغرافية والديمغرافية الفلسطينية غير المسبوقة في التاريخ الحديث، والغطاء هو تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة إعمار قطاع غزة”
ويضيف بأن إدارة الرئيس بايدن “لا تريد إنقاذ قطاع غزة وأهله من جرائم الحرب الإسرائيلية وإنما كسب الوقت وإنقاذ إسرائيل نفسها من صواريخ المقاومة، وإيصال أسلحة حديثة لها”.
وتقول جريدة القدس الفلسطينية في افتتاحيتها إن المطلوب من أمريكا هو “منع دولة الاحتلال من انتهاكاتها في القدس خاصة في المسجد الاقصى وحي الشيخ جراح وبطن الهوى وغيرها من القضايا خاصة الاستيطان السرطاني لأن دولة الاحتلال عملت وتعمل على إفشال حل الدولتين من خلال الاستيطان وعمليات التمييز العنصري والتهجير والتطهير العرقي وغيرها الكثير الكثير”
وتضيف: “مرة أخرى نقول إن العبرة في التنفيذ على أرض الواقع وليس فقط التصريحات رغم أنها منقوصة”.
وتعليقا على تصريح بلينكن من أن واشنطن ستتعامل مع “المعتدلين” الفلسطينيين من أجل إطلاق تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، يقول عمرو الشوبكي في المصري اليوم إن جولته “يجب أن تدعم المعتدلين عمليا وليس بالكلام، وهذا لن يتم إلا بإطلاق مسار جديد للتسوية السلمية يقوم على قرارات الشرعية الدولية وحق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس”.
“صعود الصين”
من ناحية أخرى، يقول مروان قبلان في العربي الجديد اللندنية إن “المطلع على فلسفة إدارة بايدن الخارجية يجد أن مهمة بلينكن لا تعدو كونها محاولة لمنع حصول ما من شأنه حرف الانتباه عن احتواء صعود الصين، التي باتت الناظم الرئيس للسياسة الخارجية الأمريكية، كما كان الصراع مع الشيوعية الناظم الرئيس لها خلال فترة الحرب الباردة”.
ويضيف: “هذا التوجه يعززه تغير الأهمية الاستراتيجية لمناطق العالم في السياسة الأمريكية، فالولايات المتحدة تميل إلى التركيز على مناطق في العالم أكثر من أخرى؛ بحسب طبيعة المصالح التي تمتلكها فيها من جهة، والتحديات والأخطار التي تواجهها من جهة أخرى. ونظرا إلى أن كلا من المصالح والمخاطر متغيرة، فإن الاهتمام الأميركي بمنطقة معينة يتغير وفقا لتغيرها”.
ويرى أن “هذا يعني أننا أمام مرحلة تهدئة أو تجميد للصراعات في المنطقة، ويفسر ذلك كل التحركات الأمريكية الراهنة فيها، بما فيها جولة بلينكن، والتي تدور تحت عنوان تخفيف الالتزام الأمريكي في منطقة تعتقد إدارة بايدن أن نتائج الاستثمار فيها جاءت عكسية، إذ أدت محاولات التغيير إلى انهيار الاستقرار من دون أن يتحقق الرخاء أو الديمقراطية (لا أمن، ولا خبز، ولا حرية)، وأن الصين استغلت انشغال واشنطن بقضايا المنطقة لتصعد في غفلة منها”.
[ad_2]