سادات بكر: هل تضعف مزاعمه قبضة أردوغان وحزبه؟
[ad_1]
باتت مقاطع الفيديو التي ينشرها زعيم المافيا التركي سادات بكر والتي يزعم فيها “تورط الشخصيات الحكومية المقربة من أردوغان، في جرائم قتل وتجارة المخدرات”، الأكثر مشاهدة على الإطلاق من أي مسلسل تركي شعبي خلال الأيام القليلة الماضية.
وفي المقاطع التي بلغ عددها حتى الآن ثمانية، يتهم فيها بكر شخصيات نافذة في الحكومة التركية بالقتل والاغتصاب وتهريب السلاح والمخدرات والابتزاز والتلاعب بالإعلام.
وتسببت فيديوهاته باضطراب توازن القوى داخل الدولة التركية عبر تحريض المجموعات المتنافسة ضد بعضها البعض. كما يشير بكر إلى أن الأنشطة المزعومة غير الشرعية تشمل تركيا وسوريا وروسيا وأذربيجان وكولومبيا وفنزويلا.
ووفقاً لما نشره بكر الذي قرر “كشف المستور”، تتم الأنشطة المزعومة في مراكز تجارية وفنادق وشواطئ وكازينوهات وساحات في اسطنبول وأنقرة وتشمل عمليات قتل خارج حدود تركيا.
فما هي الاتهامات التي أطلقها بكر ضد المسؤولين الأتراك وعلى رأسهم وزير الداخلية سليمان صويلو الحالي والسابق محمد أغار وساسة آخرين؟
اتهامات متبادلة
يزعم بكر أن وزير الداخلية التركي الحالي سليمان صويلو، هو من ساعده العام الماضي على الهرب من تركيا عبر إبلاغه أنه مستهدف من قبل الشرطة التركية، مما مكنه من الفرار إلى خارج البلاد قبل اعتقاله.
وقال بكر مشيراً إلى جرائم القتل التي حدثت في تسعينيات القرن الماضي، إنه أرسل شقيقه أتيلا بكر، لقتل صحفي قبرصي تركي يدعى كوتلو أدالي في عام 1996، بناء على طلب وزير الداخلية السابق محمد أغار. كما زعم أن لأغار يداً في مقتل صحفي معارض بارز آخر، يدعى أوغور مومجو، عام 1993.
وكان الصحفي القبرصي قد قتل بالفعل عام 1996 ولم يتم الوصول الى القتلة حتى الآن.
ومن بين ضحايا القتل أيضاً، ساواش بولدان، زوج برفين بولدان، الزعيمة المشتركة الحالية لحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد في تركيا.
وأقرت محكمة الاستئناف، تزامناً مع نشر الفيديوهات، إعادة محاكمة الوزير السابق محمد أغار ومعه 17 آخرين ممن تمت تبرئتهم في عام 2019 من جرائم قتل لم يتم حل ألغازها منذ التسعينيات من القرن الماضي.
ونفى صويلو، المقرب من الرئيس رجب طيب أردوغان، مزاعم بكر وقال إن “مقاطع الفيديو جزء من مخطط دولي”، وأن هذه المزاعم باطلة تماماً و”تستهدف الدولة التركية”. ودعا إلى إجراء تحقيق في مزاعمه متهماً بكر بتشويه سمعته والتشهير به.
وقال أردوغان إن حزبه، حزب العدالة والتنمية، جلب السلام إلى تركيا من خلال محاربة رجال عصابات أمثال بكر وإنه “سيحبط هذا السيناريو القذر أيضاً”.
وكان بكر الذي يبلغ من العمر 49 عاماً، قد قضى عدة احكام بالسجن في تركيا بتهم منها الاحتيال وإدارة عصابات إجرامية وتجارة المخدرات.
لكنه فرّ من البلاد منذ العام الماضي إلى دبي بعد أن علم أنه سيعتقل من قبل الشرطة.
“انتقام”
يدعي بكر أن تحركه في هذا التوقيت هو بمثابة انتقام لسوء معاملة الشرطة لأبنائه وأسرته خلال مداهمة منزله بحجة التحقيق في نشاط عصابته.
ويزعم بكر أن وزير الداخلية أبلغه لكي يتسنى له الفرار من البلاد قبل أن ينشب الخلاف بينهما.
وهرب بكر في البداية إلى البلقان ثم المغرب وأخيراً استقر في دبي حيث بدأ بصب جام غضبه على الوزير وشخصيات أخرى من خلال إطلاق هذه المقاطع المصورة.
نجح بكر في ضرب أعدائه ببعضهم وباتت حكومة رجب طيب أردوغان والمقربون منها في وضع لا يحسدون عليه، فلا أحد يعلم، من هو المستهدف التالي في سلسلة فيديوهاته.
وقال زعيم المافيا، إن صويلو استخدمه كأداة سياسية ضد برءات آلبيراق صهر أردوغان الذي كان وزيراً للمالية، في إطار حملة التشهير بآلبيراق.
تراجع شعبية أردوغان وحزبه
وتحاول الحكومة التركية النهوض باقتصاد البلاد المتعثر في الوقت الذي فاجأهم زعيم المافيا بكشف خبايا الدولة وأسرارها.
ووفقا لاستطلاع أجراه معهد استطلاعات الرأي التركي “ميتروبول”، فقد انخفضت نسبة تأييد حزب العدالة والتنمية بنسبة 33 في المئة منذ الانتخابات الأخيرة التي جرت في يونيو/حزيران 2018.
ويتعين الآن على أردوغان وصويلو توضيح موقفهما والتعامل مع تراجع شعبية أردوغان وحزبه في استطلاعات الرأي.
ويعرف بكر تماماً كيف يستفز خصومه، ففي إحدى فيديوهاته الموجهة إلى “أعدائه”، يقول لهم: “ستُهزمون بهذه الكاميرا وقاعدتها الثلاثية الأرجل”.
لكن بكر لم يستهدف حكم الرئيس أردوغان ولم ينطق حتى الآن بكلمة ضده بشكل مباشر. ولا يزال يتحدث عن الرئيس باحترام ويشير إليه بكلمة “الأخ الأكبر طيب”.
كما يتحدث بتعاطف عن قادة المعارضة التركية.
“دولة مركزية ذات ديمقراطية محدودة”
ويقول غوناي يلدز، الصحفي في بي بي سي، في عالم السياسة التركية “يحدث الكثير خلف الكواليس، فالدولة شديدة المركزية وذات ضوابط وتوازنات ديمقراطية محدودة. لكن هناك توازن مستمر بين مجموعات الدولة العميقة”.
ويضيف أن مجموعات القوى هذه، أو كما تسمى في تركيا بـ “الدولة العميقة”، عبارة عن “منظمة سرية تضم عسكريين ومدنيين داخل الدولة حيث تكون للأجهزة الأمنية دور كبير في تحديد سياسة الدولة”.
ويدرك بكر أن المركز الحقيقي للسلطة لا يكمن بالضرورة في الحكومة المنتخبة، فقد ابتكر الشعب التركي مصطلح “الدولة العميقة” للإشارة إلى صناع القرار الحقيقيين.
ضرب أعدائه ببعضهم
يقول بكر إنه نشر مقاطع فيديو للتشهير بصهر أردوغان، ولم يتوقف عن ذلك إلا بعد أن طلب منه صويلو ذلك.
ويبدو أن هذه ليست المرة الأولى التي يقول فيها بكر إنه وقع ضحية التنافس بين صويلو وآلبيرق، اللذان يتنافسان على النفوذ داخل أروقة السلطة.
ففي أحد مقاطع الفيديو السابقة له على موقع يوتيوب، قال بكر موجهاً كلامه إلى صويلو: “ألم تحرضني ضد برءات البيرق؟ ألم تقل لي أنك لا تحكم اسطنبول بل برءات آلبيرق هو الذي يحكم؟”.
ونشر زعيم المافيا محادثة هاتفية له مع رجل الأعمال رشاد حجي أوغلو، الذي قال صويلو عنه إنه صديقه.
ويكشف الحديث الذي دار بين الإثنين، علاقة بكر الوطيدة ليس بصويلو فحسب بل بكل عائلته.
ويقول بكر إنه حتى الآن “فعل الكثير من أجل صويلو و أبعد كل أعدائه عن طريقه”، لكنه الآن، وبعد أن حقق مآربه أدار له ظهره، ويتساءل غاضباً، لماذا “تخلى عني صويلو وخانني بعد كل مافعلته من أجله”.
واتهم صويلو في 19 مايو / أيار بكر، بأن له صلات بفتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة، وأنه منخرط في مخطط كبير لتهريب المخدرات.
وقال بكر في رده على اتهام صويلو له: “لكنك كنت دائماً ممن يثنون على غولن، وحتى مستشاروك يثنون عليه”.
تجارة المخدرات في أعلى المستويات
ومن بين المزاعم التي أطلقها بكر أن نجل رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم وقائد الشرطة والوزير السابق محمد آغار، جزء من مخطط دولي لتهريب المخدرات إلى تركيا.
وتحدث بكر عن عملية ضبط مخدرات في كولومبيا في 9 يونيو/حزيران من العام الماضي، حيث أعلنت السلطات الكولومبية في ذلك الوقت أنها ضبطت 4.9 طن من الكوكايين كانت متجهة إلى تركيا.
وأوضح بكر: “كان الكوكايين يأتي سابقاً إلى تركيا عبر كولومبيا. ولكن عندما ضبطت السلطات الكولومبية أطنان الكوكائين، كان لا بد من إيجاد طريق آخر جديد”.
ويتابع: “لجأوا إلى فنزويلا، التي يبلغ طول حدودها مع كولومبيا 800 كيلومتر. من السهل تهريبها من كولومبيا إلى هناك لأن إدارة مكافحة المخدرات ليست لديها سيطرة هناك. كما يوجد ميناء اللاذقية السوري الذي لا يخضع للسيطرة الأمريكية”.
وادعى بكر أن نجل بن علي يلدرم مكث في فنزويلا أربعة أيام محاولاً إيجاد طرق بديلة لنقل الكوكائين.
وزعم أن الكوكائين المهرّب إلى تركيا يتم توزيعه على اليخوت، مضيفًا أن التهريب يتم أيضاً عبر ميناء اللاذقية في الساحل السوري.
“دعم الإرهاب في سوريا“
ولمّح بكر مراراً إلى أنه سيكشف عن بعض “الأخطاء” الأخرى التي ارتكبتها شخصيات حكومية بارزة لها علاقة بالصراع الدائر في سوريا.
وقال: “سأجعل من أخباركم عناوين رئيسية للصحف العالمية”.
ويقول الصحفي والمعلق روشين شاكير في تغريدة: “إن هذا الإيحاء المتكرر بشكل متزايد ليس من قبيل الصدفة، بل يعكس حقيقة أن كتلة السلطة الحالية آخذة في الانهيار”.
مطالبات بإقالة وزير الداخلية
في أعقاب انتشار هذه الفيديوهات طالب زعماء الأحزاب التركية المعارضة بإقالة سليمان صويلو على الفور.
وقال زعيم “حزب المستقبل”، أحمد داود أوغلو: “يبدو أن وزير الداخلية غير قادر على الاستقالة. يجب إقالته دون انتظار دقيقة واحدة ويجب أن تبدأ الإجراءات القضائية على الفور، فعصابات التسعينيات لا يمكن أن تحكم تركيا”.
وقال أكرم إمام أوغلو، عمدة اسطنبول وأحد كبار مسؤولي حزب الشعب الجمهوري المعارض: “يجب على صويلو تقديم استقالته في أقرب وقت ممكن، فهذه هي الطريقة التي ينبغي أن تبدأ بها عملية التحقيق”.
وصرح النائب في البرلمان التركي عن حزب “حزب الديمقراطية والتقدم” مصطفى ينر أوغلو: “لا يستطيع وزير الداخلية سليمان صويلو أن يواصل مهامه في ظل هذه الاتهامات وعليه أن يستقيل فوراً “.
[ad_2]
Source link