غزة وإسرائيل: من المنتصر بعد وقف إطلاق النار؟
[ad_1]
- جيرمي بوين
- محرر شؤون الشرق الأوسط – بي بي سي
بعد إعلان وقف إطلاق النار، خرج الفلسطينيون في غزة، والذين كانوا في مخابئ معظم الوقت خشية التعرض للقتل خارجها، وتجولوا في أحيائهم لأخذ فكرة أوضح عما فعلته إسرائيل فيها.
ويتفحص الناس أكواما من الركام الخرساني للأبراج التي قصفتها إسرائيل. حتى أن الركام أغلق بعض الشوارع، وتعمل الحفارات على مدار الساعة لنقل هذا الركام. ولم يكن أي مما رصده الفلسطينيون مفاجئا، فكل ما حدث نقلته شاشات التليفزيون بالتفصيل. لكن البعض يحبون أن يروا ما حدث بأعينهم.
وفي بلدة خان يونس في غزة، شُيعت جنازات تسعة من المقاتلين الذين قتلوا إثر انهيار جزء من شبكة الأنفاق التي استهدفتها إسرائيل.
وقال الساسة والقادة الإسرائيليون إنهم ألحقوا خسائر بالغة بما أطلقوا عليه “البنية التحتية الإرهابية” التي تديرها حماس والفصائل الأصغر في غزة. إن الدمار الذي لحق بالمباني واضح. ولم أتمكن من رؤية أي بنى عسكرية تحت الأرض، لكن الكلام الدائر هنا مفاده أن حماس صُدمت من قدرة إسرائيل على قتل رجالها في الوقت الذي ظنوا أنهم في مأمن تحت الأرض.
لكن الحالة المعنوية بين مؤيدي الفصائل المسلحة في غزة شأن آخر، إذ تبدو صلبة، وربما عضدتها الحرب الأخيرة التي استمرت 11 يوما.
وتوقفت خان يونس لإقامة صلاة الجنازة. وصلى آلاف الرجال في ملعب رياضي، ومشوا خلف النقالات التي تحمل أجسادا ملفوفة بأعلام فلسطين، وأصواتهم تصدح بشعارات تعبر عن دعمهم وتأييدهم وهم في طريقهم إلى المدافن.
وادعت كل من إسرائيل وحماس النصر في هذه الحرب.
وأعلن القادة الإسرائيليون قائمة بالمباني التي دُمرت، وأسماء قادة ومقاتلي حماس الذين اُستهدفوا وقتلوا، وتحدثوا النجاح الباهر للقبة الحديدية في اعتراض صواريخ حماس.
وفي المقابل، ترى حماس أن البقاء والنجاة من الحرب نصرٌ في حد ذاته. وظهر قائدها في غزة، يحيى سنوار، منتصرا في الشوارع بعد خروجه من مخبئة بعد وقف إطلاق النار. وتنظر حماس إلى سجل الانتصارات السياسية ببعض الرضا.
وسُمعت شعارات حماس في المسجد الأقصى في القدس بعد أداء الصلاة، على بعد 96 كيلومترا من غزة. وأرسلت بذلك حماس رسالة للفلسطينيين بأنها على استعداد للقتال والتضحية في سبيل حقوقهم في القدس. وتصر إسرائيل على أن القدس بأكملها عاصمتها الدائمة، وهي أحدى أكبر نقاط الخلاف مع الفلسطينيين.
ويحظى الرئيس الفلسطيني محمود عباس باعتراف دولي كممثل للشعب الفلسطيني برئاسته لمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الأراضي المحتلة، وكان من المفترض أن تكون نواة لإعلان دولة فلسطين وفقا لاتفاق أوسلو في تسعينيات القرن الماضي.
لكن الفلسطينيين غير راضين عن أداء الرئيس، فقد ألغى الانتخابات التي كانت مقررة في مايو/أيار الجاري والتي بدا أنه سيخسرها. ولم يتمكن الفلسطينيون من التصويت في أي انتخابات رئاسية أو تشريعية منذ عام 2006.
وفي المقابل، لاقت رسالة بسيطة من حماس باستعدادها للقتال حتى الموت من أجل القدس صدى واسعا لدى الفلسطينيين اليائسين من قدرة الرئيس على الحد من، ناهيك عن وقف، الزيادة المطردة في الاستيطان الإسرائيلي، الذي يعد غير شرعي بعرف القانون الدولي، في الأراضي التي يجب أن تقوم عليها دولتهم.
وفي إسرائيل، سيعود رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمعركة البقاء السياسي التي كان يخوضها قبل حربه مع حماس.
وتجري محاكمة نتنياهو في تهم فساد ربما تضعه في السجن كسلفه إيهود أولمرت. وفي العاشر من مايو/أيار، اليوم الذي صعدت فيه حماس الصراع بإطلاقها صواريخ على القدس، كان رئيس الوزراء على وشك خسارة منصبه.
وكان نتنياهو مجرد مسير أعمال للمنصب بعد رابع انتخابات غير حاسمة تُجرى خلال عامين. وبعد شهر من المحاولات، فشل نتنياهو في تشكيل حكومة ائتلافية تحصل على الـ 61 صوتا اللازمة لتأمين أغلبية برلمانية.
وكان قد حان دور خصمه الأكبر يائير لبيد، الذي كان على بعد أيام، وربما ساعات، من إعلان حصوله على الأصوات اللازمة لتشكيل الحكومة. وانهارت خطط لبيد أثناء القتال. ما زال لديه الوقت لإعادة هذه الخطط، إلا أن الاحتمال الأرجح هو إجراء انتخابات خامسة.
كما يتعين على إسرائيل التعامل مع انهيار التعايش بين الأغلبية اليهودية والأقلية العربية الفلسطينية، التي تشكل نحو 20 في المئة من السكان. وزادت الأزمة بسبب خطاب نتنياهو الإقصائي والاستقطابي الذي يجذب القوميين اليهود المتشددين.
ويعد وقف إطلاق بمثابة هدنة، كما حدث في جولات سابقة من الصراع بين إسرائيل وحماس. فالصراع لم يحل بعد، ولم يتجمد حتى. وسيستمر وقف إطلاق النار حتى يتعرض للاختبار في أزمة جديدة. قد تكون هذه الأزمة صاروخا يُطلق من غزة، أو المزيد من عنف الشرطة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين في القدس.
أو ربما يأتي الاختبار في شكل دعوى قضائية يقيمها مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين لطرد الفلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح الواقع في القدس الشرقية المحتلة. وقد كانت محاولة طرد الأسر الفلسطينية من منازلها في الحي ومنحها لمستوطنين يهود سببا في اندلاع أعمال العنف في القدس في الأساس.
وأُرجئ الحكم في القضية كمحاولة متأخرة لتهدئة الأوضاع. لكن القضية لم تسقط، والحكم سيصدر إن عاجلا أو آجلا. فربما يكون جدول القضاء في إسرائيل هو التحدي الأكبر لوقف إطلاق النار الحالي.
[ad_2]
Source link