قصة “اختفاء” إنكارينا البولندية في السعودية
[ad_1]
- لورانس بيتر
- بي بي سي نيوز
الخيول العربية الأصيلة، المفعمة بالحيوية والسريعة والرشيقة عزيزة على قلوب شيوخ الخليج وغيرهم من الأثرياء. وتتوق بولندا، التي يوجد بها بعض أجود سلالات الخيول العربية الأصيلة، لاستعادة فرس من المملكة العربية السعودية.
فقد كان من المفترض أن تعود الفرس إنكارينا، التي تبلغ من العمر 4 سنوات، في أغسطس/آب الماضي من السعودية إلى مزرعة جانو بودلاسكي لخيول السباق ذات الشهرة العالمية والواقعة في شرق بولندا.
وتم تأجير هذه الفرس العربية الفائزة بجوائز دولية في عام 2019 إلى مزرعة خيول سباق سعودية غير معروفة، لكن جهود المزرعة البولندية فشلت حتى الآن في استعادتها، والآن أصبحت الحكومة البولندية تتولى هذه المسألة.
وتقول ألينا سوبيسزاك، الخبيرة البولندية في شؤون الخيول العربية الأصيلة التي تدير صفحة متخصصة في هذا الشأن على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لبي بي سي: “لا أحد يعرف ما الذي يجري، أنا قلقة بشأن الظروف التي تعيشها إنكارينا حالياً، إنها فرس خاصة للغاية”.
ولا يوجد تفسير سعودي للتأخير في مسألة إعادة إنكارينا إلى بولندا. وقال نائب وزير الزراعة البولندي إن هناك محادثات دبلوماسية مع السعوديين بشأن اختفاء إنكارينا، لكنه لم يدل بالمزيد من التفاصيل.
فرس بطلة من مزرعة خيول سباق شهيرة
تعتبر المزارع الثلاث المرموقة المملوكة للدولة في بولندا كنوزا وطنية، ومزرعة جانو بودلاسكي التي تأسست عام 1817 هي أقدم المزارع الثلاث.
وجذبت مزادات “فخر بولندا” مشترين دوليين جيوبهم عامرة بالمال، والعديد من أولئك المشترين من دول الخليج. وفي عام 2015 وصل سعر فرس إلى 1.7 مليون دولار في أحد تلك المزادات ولكن مزرعة جانو بودلاسكي احتفظت بها بغرض التكاثر.
لكن المزرعة تعاني منذ ذلك الحين من ديون متزايدة وعدم استقرار أثارها تعديل إداري قبل 5 سنوات.
وقد بدأت إنكارينا، الفرس البولندية الصغيرة ذات القيمة الخاصة، وهي في سن الثانية في الفوز بجوائز دولية.
وتم تأجير إنكارينا، الكستنائية اللون، إلى السعوديين مقابل 43 ألف يورو مع تأمين إضافي. ويوفر تأجير الخيول، بالنسبة إلى مزارع خيول السباق المتعثرة، دخلا حيوياً. ولا يمكن لمزرعة لجانو بودلاسكي هذه الأيام الاعتماد على المزادات، فقد تكبدت خسارة بمبلغ 340 ألف دولار في عام 2019 حتى قبل وباء كوفيد الذي أغلق المزرعة أمام الزوار.
“مثل منطاد بلا هواء”
ومع ذلك، فإن حالة الفرس إنكارينا في الخليج باتت تثير القلق. ففي عرض أقيم في مارس/ آذار من عام 2020 في إمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة جاءت إنكارينا في المرتبة 11 من بين 13 مهرة في فئتها. وتقول ألينا سوبيسزاك، الخبيرة البولندية في شؤون الخيول العربية الأصيلة إن مثل هذه النتيجة بالنسبة لمثل هذه الفرس المتميزة تعد “فضيحة مدوية”.
وقالت آنا ستويانوفسكا مفتشة تربية الخيول الوطنية البولندية سابقاً والتي كانت حكما في العرض، لبي بي سي: “إن إنكارينا كانت في حالة سيئة للغاية، متعبة وضعيفة، مثل منطاد بلا هواء”.
وأضافت قائلة: “إنها فرس جميلة للغاية، لكنني لم أتعرف عليها”.
وتابعت قائلة إن الفرس إنكارينا بدت وكأنها سئمت العروض وكانت تسافر إلى الفعاليات لشهور دون انقطاع.
وقد تحاول بولندا إعادة إنكارينا عبر دولة الإمارات العربية المتحدة.
كان هذا هو الحل في وقت سابق من هذا العام عندما تم توقيع صفقة لإرسال الفحل البولندي خط الاستواء من المملكة العربية السعودية إلى بطولة دبي الدولية للجواد العربي. وقد عاد الحصان في النهاية إلى بولندا.
ما الذي يجعل الخيول العربية البولندية مميزة؟
اشتهرت الخيول العربية بقدرتها على التحمل والرشاقة والذكاء وقد بدأت سمعة الخيول العربية مع التوسعات الإسلامية المبكرة، وقد اعتز بها الأتراك العثمانيون لاحقاً.
وبعد انتصار الجيش البولندي على العثمانيين عند بوابات فيينا عام 1683، بات لدى البولنديين تقليد تربية الخيول العربية.
وتتمسك بولندا منذ قرون بتقاليد تربية الخيول العربية التي استخدمت في الزراعة إلى حد كبير، ولكنها للأسف استخدمت في ساحة المعارك أيضا، وهي عوامل جعلت الخيول أكثر أهمية. وقالت آنا ستويانوفسكا: “كانت هناك حاجة إلى خيول جيدة للنقل والزراعة والجيش، كانوا بحاجة إلى سلاح فرسان جيد”.
وقد دمرت ألمانيا النازية الكثير من دولة بولندا في الحرب العالمية الثانية، لكن مزرعة جانو بودلاسكي الثمينة لم تصب بأذى.
وفي ظل الشيوعية، تسبب احتكار الدولة لكل شيء في البؤس للعديد من المواطنين البولنديين. وتقول ستويانوفسكا: “لكن سيطرة الدولة على مزارع الخيول المهمة كانت الشيء الجيد الوحيد الذي تركته الشيوعية فلقد منحنا ذلك الفرصة لمواصلة تكاثر الخيول العربية الأصيلة عبر أجيال من الإدارات البشرية”.
وأوضحت قائلة إن المزارع المملوكة للقطاع الخاص غالبا ما تعاني عندما يبتعد الأبناء عن مجال عمل الآباء.
الخلاف السياسي حول أقدم مزرعة
وتوضح قضية الفرس إنكارينا حاليا مشاكل أوسع نطاقاً تعاني منها أقدم مزرعة في بولندا. فقد غرقت مزرعة جانو بودلاسكي في حالة من الجدل في ظل حكومة حزب القانون والعدالة القومي المحافظ في بولندا.
ففي عام 2016، أقالت وكالة الملكية الزراعية الحكومية (إيه إن آر) التي تمتلك المزرعة مديرها ماريك تريلا، وكذلك رئيس مزرعة حكومية أخرى و ستويانوفسكا، مفتشة تربية الخيول الوطنية.
ويرى النقاد المتحمسون للخيول العربية الأصيلة في عمليات الطرد هذه خطوة سياسية من قبل حزب القانون والعدالة لممارسة سيطرة أكثر صرامة على الموارد المالية لأكبر ثلاث مزارع خيول سباق في البلاد.
وكانت هناك مخاوف من أن تتضرر سمعة تربية الخيول في بولندا من قبل المديرين الأقل خبرة، وقد اجتذبت عريضة احتجاج على موقع تشينج دوت أورغ أكثر من 5 آلاف توقيع.
ومن بين أفضل زبائن مزرعة جانو بودلاسكي، مربية الخيول البريطانية شيرلي واتس زوجة عازف الطبول تشارلي واتس من فريق رولينغ ستونز. لكن في عام 2016 ، نفق فرسان ثمينان كانت قد أعارتهما إلى مزرعة جانو بودلاسكي فاستعادت على وجه السرعة فرسين أخريين، كانتا حاملتان، إلى مزرعة هالسدون الخاصة بها في منطقة ديفون الإنكليزية.
وكانت شيرلي واتس تساعد في برنامج التربية الخاص بماريك تريلا، مدير مزرعة جانو بودلاسكي السابق، لكن عندما أُقيل من منصبه توقفت عن زيارة تلك المزرعة البولندية.
ويعد ياروسلاف لاسينا، الحكم التشيكي في المؤتمر الأوروبي لمنظمات الحصان العربي، من بين النقاد الآخرين لخطوة الوكالة الحكومية في بولندا.
ومن جانبه، رفض فالديمار هوميكي رئيس وكالة الملكية الزراعية الحكومية البولندية (إيه إن آر) الاعتراضات على الإجراءات الحكومية، ووصفها بأنها “عاطفية وغير معقولة للأسف”، مشيراً إلى أن هناك حاجة إلى إدارة جديدة لتحسين كفاءة المزرعة وإشراف الدولة على أنشطتها.
وطلبت بي بي سي من وزارة الزراعة البولندية والمزرعة التعليق، لكن لم يرد أي تعليق من الجانبين.
وقالت آنا ستويانوفسكا: “المهم بالنسبة لحكومتنا ليس الجودة أو المعرفة، ولكن الولاء”.
وتعد هذه أوقات عصيبة بالنسبة لأقدم مزرعة تربية لخيول السباق في بولندا، لكن سمعتها الدولية وإمكانات خيولها يجب أن تكون كافية لضمان استمرارية تقاليدها الجميلة.
[ad_2]
Source link