من هو الباب المبشر بالديانة البهائية؟
[ad_1]
يحتفل البهائيون يومي 22 و23 مايو/ أيار، بانطلاق الدعوة البابية في مدينة شيراز الإيرانية، وتعني إعلان تاجر شاب يدعى علي بن محمد رضا الشيرازي، أنه “حاملٌ لرسالة قدّر لها أن تحدث تحولاً في الحياة الروحية والاجتماعية للبشر”، بحسب الموقع الرسمي للديانة البهائية.
اتخذ الشيرازي لنفسه لقب “الباب”، ومن بين تلاميذه بهاء الله الذي يعده البهائيون المنتظر الموعود. أطلق الباب ثورة فكرية، لكن حياته انتهت بالإعدام رمياً بالرصاص حين كان في الثلاثين من عمره. فمن كان، وما هي رسالته؟
من هو علي الشيرازي؟
ولد الشيرازي في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 1819 في مدينة شيراز، على عهد الدولة القاجارية التي حكمت إيران وأرمينيا وأذربيجان لنحو 130 عاماً.
نشأ الشيرازي في كنف عائلة من التجار، تنسب إلى أحد فروع سلالة الإمام الحسين. وتوفي والده حين كان رضيعاً، فكفله أحد أخواله، وتولى تربيته وتعليمه.
من المرويات عن طفولته وشبابه لدى أتباع البهائية، أنه حين التحق بمدرسة تعليم الدين، أدهش معلمه الشيخ، فاعتذر عن تعليمه، لأنه لا يحتاج إلى تعليم.
عمل الشيرازي مع خاله في التجارة، وتزوج في سن الثانية والعشرين من خديجة بجم ابنة خاله، وأنجب منها ابناً سماه أحمد، توفي في سن صغيرة.
خلال شبابه، تأثر الشيرازي بالشيخية، وهي مدرسة فكرية شيعية اثنا عشرية أسسها أحمد الإحسائي، وخلفه كاظم الرشتي الذي أوصى تلاميذه بانتظار قرب ظهور الموعود المنتظر.
من ذلك التقليد الشيخي، انطلق تلميذ الرشتي، الملا حسين بشروئي، في رحلة إلى العراق وبلاد فارس، بحثاً عن الموعود.
وبحسب المرويات البهائية، وصل بشروئي إلى مدينة شيراز في 22 مايو/ أيار 1844، وهناك التقى بشاب دعاه لزيارة بيته.
لم يكن ذلك الشاب إلا علي الشيرازي. وبعد حوار امتد بينهما لأكثر من ساعتين، تأكد الضيف أن مضيفه يحمل خصال الموعود.
وفي ذلك المساء، أعلن الشيرازي تلقيب نفسه بالباب، وبأنه يحمل رسالة روحانية لخير العالم، وبأن “البشرية تقف على أعتاب عصر جديد”.
ومن مآثره في ذلك اللقاء، كتابة أول النصوص البهائية المسمى “قيوم الأسماء”، وهو نص تفسيري لسورة يوسف.
ويعد تاريخ إطلاق دعوة الباب بداية التقويم البهائي.
انتشار الدعوة وإعدام الباب
لم يقابل إطلاق الدعوة البابية بالترحيب من قبل رجال الدين والمعلمين الشيعة في إيران، وصبغت بداياتها بالاضطهاد.
وبحسب النصوص التاريخية، آمن بالباب في البداية 18 شخصاً، يسميهم البهائيون “حروف الحي”، بشروا بالرسالة في عدد من المناطق الإيرانية وصولاً إلى العراق.
استمر تبشير الباب وأتباعه ست سنوات، ولاقى استجابة شعبية، لكنه لم يحظ باعتراف المرجعيات الدينية، وتسبب بإزعاج السلطات السياسية التي اعتقلته عدة مرات.
وما زاد من اهتمام الناس به، بحسب موسوعة “بريتانيكا”، أنه كان يتمتع بمعرفة فقهية واسعة، وبشخصية كاريزماتية، وكان يحاجج ويجادل الفقهاء والمجتهدين ومبعوثي الشاه الذين حاولوا ثنيه عن دعوته.
اصطدمت البابية بالتعاليم الإسلامية القائلة بأن النبي محمد هو خاتم الأنبياء، إذ أعلن الباب أن “لكل عصر رسوله”، وأن كل نبي “هو مظهر من المظاهر الإلهية المتجددة”.
لذلك وبالرغم من انتشار الدعوة في بعض مناطق إيران، إلا أنها قوبلت بالرفض التام في مناطق أخرى، واتهمت “بالهرطقة”، خصوصاً مع إعلانها قرب عودة الإمام المهدي، آخر أئمة الشيعة، من غيبته.
مع تعاظم أثر الدعوة البابية، وإعلانها ديانة مستقلة، حكم على الشيرازي بالإعدام، فقتل رمياً بالرصاص، في تبريز، عام 1950، بأمر من رئيس الوزراء حينها ميرزا تقي خان أو “الأمير الكبير”.
حفظت جثة الباب في أماكن سرية لأكثر من نصف قرن تقريباً، إلى أن وصلت عام 1909 إلى جبل الكرمل في حيفا، حيث أقيم مرقد لتكريمه، ودفن فيه.
البهائية واستكمال الدعوة
كان ميرزا حسين علي نوري، أحد أبرز أتباع الباب، ولعب دوراً مهماً في إرساء دعائم الحركة الدينية الجديدة.
ينحدر نوري من عائلة ثرية، وكان ابن أحد الوزراء. وبعد وفاة الباب، اتخذ نوري لقب بهاء الله، وأعلن ديانته المستقلة التي تعرف اليوم بالبهائية.
عام 1852، تعرض شاه إيران لمحاولة اغتيال فاشلة، اتهم بها بهاء الله، وكانت بداية لرحلة سجنه ونفيه واضطهاده الطويلة.
يؤمن أتباع الديانة البهائية أن الباب كان المبشر بـ”الموعود الحقيقي” بهاء الله. ويؤمنون أن الوحي الإلهي نزل عليه خلال سنوات السجن الطويلة التي أمضاها بالتفكير والكتابة.
وبعد إطلاق سراحه من دون محاكمة، صودرت أملاك بهاء الله، وأبعد إلى العراق، ومن بعده إلى تركيا، ثم إلى عكا حيث سجن لأكثر من أربعين عاماً، كتب خلالها العديد من النصوص المقدسة لدى أتباعه.
توفي بهاء الله في عكا سنة 1892، ودفن فيها، ويعد مرقده هناك، قبلة البهائيين خلال صلواتهم.
وكان من أتباع الباب أيضاً، أخ بهاء الله غير الشقيق، صبح أزل، الذي أسس بدوره، بعد وفاة الباب، ديانة تعرف بالبابية الأزلية.
وتماماً مثل أخيه، نفي صبح أزل إلى العراق ثم تركيا، ثم إلى قبرص حيث توفي عام 1912.
يبلغ أتباع الأزلية اليوم بضعة آلاف، فيما يزيد عدد البهائيين عن 5 مليون يتوزعون في مختلف أنحاء العالم، ولكنهم ما زالوا يتعرضون للتضييق في دول عدة، خصوصاً في إيران واليمن.
[ad_2]
Source link