ما المهارات التي تحتاج إليها لبدء مشروع تجاري ناجح؟
[ad_1]
- جيرمي هاويل
- مراسل شؤون الأعمال، بي بي سي
كانت سارة ميريك تعمل في قطاع توليد الكهرباء من الرياح منذ 20 عاما، عندما طرأت لها فكرة جديدة جديرة بأن تصبح مشروعا تجاريا. إذ تساءلت ماذا سيحدث لو أقامت مزارع رياح تمتلكها الأسر والأفراد وليس شركات الطاقة.
تقول سارة ميريك: “استطاعت الشركات الكبرى إقامة مزارع الرياح لتوليد احتياجاتها من الكهرباء، لكن الأسر الصغيرة لم تستطع توليد احتياجاتها من الكهرباء من الرياح. وقد رأيت أن هذا غير منصف، ولهذا شرعت في تأسيس شركة “ريبل” لتصحيح ما رأيت أنه خلل كبير في السوق”.
وشرعت سارة في تأسيس شركة “ريبل إينرجي” منذ أربع سنوات، وتبني في الوقت الراهن مزرعة رياح في جنوب ويلز، وستولد المزرعة الكهرباء من الرياح في ديسمبر/كانون الأول القادم.
وشارك في تمويل هذه المزرعة 730 شخصا من الجمهور بمبلغ 1.5 مليون جنيه إسترليني. وسيحصل هؤلاء على تخفيض في فواتير الكهرباء، مقابل الطاقة التي تسهم بها مزرعة الرياح في شبكة الكهرباء المحلية. وتدير شركة “ريبل إينرجي” مزرعة الرياح وتجني أرباحا من خلال تحصيل الرسوم من المساهمين.
وتقول سارة: “إن هذه المحطة هي أول مزرعة رياح يمتلكها المستهلكون في المملكة المتحدة، فقد أسسنا شركة تعاونية تمتلك مزرعة الرياح. ويستثمر المساهمون أموالهم فيها، ونقدم لهم المزايا نظير امتلاكهم بعض الحصص فيها عبر هذه الشركة”.
وتقول سارة إن تأسيس شركة تبني مزارع الرياح وتوّلد الكهرباء وفي الوقت نفسه ترعى مصالح مئات المساهمين، ليس بالأمر الهين.
فقد فوجئت سارة من كثرة المهارات التي كان يتوجب عليها إتقانها لكي يقف مشروعها على قدميه، وتقول: “كان التحدي الأكبر أمامي هو تعدد الأدوار والمسؤوليات التي يفترض بي، بوصفي مؤسسة لشركة ناشئة، الاضطلاع بها”.
وتضيف: “لقد عملت سابقا في شركات كبرى، حيث تضطلع في المعتاد بوظيفة محددة، وتؤدي نفس المهام في إطار تخصصك. لكن في الواقع، إذا كنت تؤسس شركة ناشئة بمفردك، عليك أن تؤدي جميع المهام في الشركة، بدءا من كتابة خطة العمل ومرورا بالتسويق للمشروع وتطوير الأعمال ووصولا إلى تطوير المنتج. فعليك أن تضطلع بكل شيء”.
والتحقت سارة بدورات تدريبية لمدة ستة أشهر عن كيفية تأسيس شركة. وكانت تدرس في المساء وفي عطلات نهاية الأسبوع، وكانت تعمل حينها بدوام كامل في شركة “فيستاس” لتوربينات الرياح الدنماركية، وكانت أيضا في هذه الاثناء ترعى طفليها”.
لكنها تقول إن إتقان النواحي القانونية والمحاسبية للمشروع كان يستحق كل هذا العناء. وتقول: “إن الإلمام بكل صغيرة وكبيرة في الشركة آتى ثماره. فأنت بذلك تكتسب فكرة عامة وفهما شاملا للشركة، لأنك ترى بنفسك الانسجام بين التخصصات وبعضها. فبإمكانك أن ترى أن التسويق يمثل جزءا من تطوير الأعمال، وهذا بدوره يمثل جزءا من علاقات المستثمر”.
وتقول سارة إن مزرعة الرياح في ويلز مجرد مشروع تجريبي، وتعتزم بناء المزيد من محطات توليد الكهرباء من الرياح وتشغيلها، وبعدها ستنتقل إلى توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية.
وتقول: “إن إتقان جميع المهارات التي تحتاجها لإدارة مشروعك التجاري، سيساعدك على توسيع مشروعك وتطويره على أسس ثابتة وراسخة. وسترى بنفسك كل ما يحدث من حولك وكيف تحقق الشركة نموا”.
وتضم شركة “ريبل” في الوقت الراهن 11 موظفا، يشغلون وظائف متخصصة. لكنها ترى أن المدير التنفيذي قبل أن يعين موظفين لابد أن يضطلع بوظائفهم أولا بنفسه. وتقول: “سيأتي وقت تحتاج فيه لتعيين موظفين أخرين، كالمحامي أو المحاسب، لكنك إذا أديت وظيفتهم بنفسك، ستدرك ما الذي تريده تحديدا منهم”.
وتقول مفسرة: “بإمكانك حينها أن تحدد الأدوار المطلوبة منهم بالتفصيل. فإذا حصلت الشركة على عقد، على سبيل المثال، سيكون بمقدورك فحصه بإمعان، والتعليق عليه، ولن تعتمد على رأي هذا الموظف”.
وترى أن رواد الأعمال الجدد الذين يحاولون التهرب من تعلم الجوانب التي يعتقدون أنها جوانب إدارية معقدة، قد يواجهون مشاكل كبيرة.
وتقول: “قد تشعر أنك لا تستطيع تأدية بعض المهام، مثل قراءة عقد. لكن عليك أن تحاول، فربما تبرع في هذا المجال”.
وتردف القول: “عندما تؤسس مشروعا جديدا، يكون المال المتوفر محدودا، وعليك أن تبذل كل ما في وسعك لتحقيق كفاءة الإنفاق. فإذا كنت لا تفهم جميع جوانب الشركة، قد تغفل عن شيء ما ويؤدي دون أن تدري إلى إهدار الكثير من الوقت والمجهود”.
[ad_2]
Source link