العملات الرقمية: ما مستقبلها وما تأثيرها على البيئة؟
[ad_1]
عملات لا تراها بعينيك ولا تلمسها بيديك، بل عبارة عن أرقام ورموز تجدها على شاشة الكمبيوتر، لكل عملة رمز أو إشارة، لكن هل يعني عدم رؤيتها ولمسها أنها غير مؤثرة في البيئة بشكل من الأشكال؟
لاقت العملات الرقمية (المشفرة) وخاصة البيتكوين، رواجاً واسعاً في معظم أنحاء العالم بعد أن تداولها كبار المستثمرين، وعلى رأسهم إيلون ماسك، الذي روج لها في فبراير/شباط واستثمر فيها 1.5 مليار دولار. مما شجع كثيرين على الإقبال على شرائها أملاً بالربح السريع.
لكن عاصفة ضربت العملات الرقمية وخاصة البيتكوين مؤخراً بعد تعليق إيلون ماسك قبول العملة المشفرة كطريقة لدفع قيمة سيارات تيسلا، “بسبب مخاوف تتعلق بالمناخ” وكذلك فرض الصين قيوداً جديدة على استخدامها.
ولكن، قد يتبادر إلى أذهاننا سؤال عن علاقة عملة رقمية افتراضية غير ملموسة بالمناخ، وعن كيفية تسببها بأضرار بيئية كبيرة؟
الجواب يكمن في كيفية تعدين العملات الرقمية.
تعدين العملة الرقمية
تعدين عملة البيتكوين هو عملية إنشاء عملة جديدة باستخدام أجهزة الكمبيوتر لحل الخوارزميات وفك الشفرات الرياضية المعقدة. ويقوم مستخدمو بيتكوين الذين يُطلق عليهم مجازاً اسم “عمال المناجم”، بعملية حفظ البيانات وعمليات التداول وتسجيلها في سلاسل محاسبية تسمى كل منها “سلسلة الكتل”، وهي أشبه بدفتر الأستاذ العام في عالم المحاسبة.
وتتطلب عملية حفظ البيانات وتسجيلها في سلسلة الكتل أجهزة كمبيوتر ذات كفاءة وفاعلية عالية جداً.
ونظراً لأن العملة لا مركزية أي أنها لا تخضع لسيطرة الحكومات. يتم تحديثها باستمرار من خلال شبكة من أجهزة الكمبيوتر المصممة لهذا الغرض حول العالم.
وتستغرق عملية تعدين البيتكوين الواحد في المتوسط حوالي 10 دقائق على الشبكة لحل البرنامج المعقد ومعالجة كتلة ما. وتنتهي العملية باستخدام كمية كبيرة من الطاقة الكهربائية نظراً لإقبال الكثيرين على تعدين العملة ليحصلوا بالمقابل على عملات بيتكوين والإعفاء من رسوم معالجة المعاملات.
علاقة الصين بانبعاثات الكربون
في البداية، كان بإمكان “عمال المناجم” العمل في تعدين العملة المشفرة باستخدام كمبيوتراتهم الشخصية، ولكن مع ارتفاع سعر العملة الرقمية، تطلب الأمر أجهزة أكثر كفاءة وفاعلية، مما يعني استهلاك طاقة أكبر.
ويتم تعدين 75 في المئة من عملة البيتكوين في الصين وخاصة في المناطق الريفية، ويأتي ثلثا الطاقة الكهربائية المستهلكة في الصين من الفحم الحجري، أي أن معظم الطاقة الكهربائية المستهلكة لهذا الغرض مصدرها ضار بالبيئة. وكلما ارتفع سعر البيتكوين، ارتفعت معها كمية الطاقة المستهلكة أيضاً وبالتالي زيادة التلوث البيئي وانبعاثات غاز الكربون الذي يسرع من عملية الاحتباس الحراري.
وتوجد أكبر مرافق تعدين البيتكوين حالياً في الصين التي تعتمد بشكل كبير على الفحم الحجري في توليد الطاقة الكهربائية. ويرجع ذلك إلى رخص أسعار الكهرباء فيها.
ونشر خبراء صينيون دراسة حول الاستهلاك المتزايد للطاقة وانبعاثات الكربون الناجمة عن استهلاك الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة الكهربائية، فوجدوا أنه “من المتوقع أن يصل استهلاك الطاقة المستهلكة في سلسلة الكتل المستخدمة في التعدين سنوياً في الصين، إلى 296.59 تيرا واط في الساعة بحلول عام 2024، والتي ينتج عنها 130.50 مليون طن متري من انبعاثات الكربون. أي ما يعادل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري السنوية لكل من جمهورية التشيك وقطر”.
كما أشار تقرير أعدته جامعة كامبريدج إلى أن تعدين البيتكوين يستهلك أكثر من 120 تيرا واط في الساعة سنوياً، وهذا يعادل الاسهتلاك السنوي للطاقة الكهربائية لكل من ماليزيا أو السويد أو الأرجنتين.
أرقام
يقدر مركز كامبريدج للتمويل البديل، إنه حتى يوم 19 أيار/ مايو، وصل استهلاك الصناعة للطاقة إلى 147.8 تيراواط في الساعة. ويمثل ذلك زيادة كبيرة من حوالي 121.9 تيراواط/ ساعة منذ أن اشترت شركة تيسلا ما قيمته 1.5 مليار دولار من عملة البيتكوين في فبراير/شباط من العام الحالي.
ويقول المركز، إن إنتاج عملة بيتكوين يستهلك حالياً ما يقدر بنحو 0.59 في المئة من إنتاج الكهرباء العالمي، أي ما يكفي لتشغيل جميع غلايات الماء في بريطانيا لمدة 33 عاماً.
عملات رقمية واعدة أقل ضرراً بالبيئة؟
يقول الخبراء إن جميع العملات المشفرة ضارة بالبيئة نسبياً، لكن تأثير بعضها أقل وفقاً لإحصاءات مراكز البيانات ” TRG”.
وتقول الشركة، التي يقع مقرها في هيوستن بولاية تكساس الأمريكية، إن عملة ” XRP ” الرقمية أقل ضرراً، لاستخدامها 0.0079 كيلوواط في الساعة.
بينما تستهلك عملة “دوجكوين” التي روج لها إيلون ماسك كثيراً، 0.12 كيلو واط في الساعة. أما الإثيريوم فتستهلك 62.56 كيلو واط في الساعة.
وتأتي البيتكوين الأكثر نجاحاً في عالم العملات المشفرة، في أسفل القائمة، إذ تستهلك 707 كيلو واط في الساعة الواحدة.
ما مستقبل العملة الرقمية؟
يعتبر ماسك العملات المشفرة “فكرة جيدة من نواح عديدة، ومتفائل بمستقبلها” ولكنه يعتقد أن ذلك لا يجب أن يكون على حساب البيئة.
وقال إنه “لا ينوي بيع عملات البيتكوين التي اشترتها شركته تيسلا وإنها تعتزم استخدامها في المعاملات بمجرد انتقال التعدين إلى طاقة أكثر استدامة” مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وإنه سينظر في العملات المشفرة الأخرى التي تستخدم أقل من واحد في المئة من الطاقة المستخدمة في تعدين بيتكوين.
لكن تصريحاته أثارت جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي وتعرض لانتقادات كثيرة بسبب تغريداته المتضاربة.
وقال أليكس ماشينسكي، مؤسس ومدير شركة سيلسياس للعملات الرقمية لبي بي سي تريندينغ: “كانت لإيلون ماسك علاقة قصيرة جداً بالبيتكوين، أعتقد أن لم يدرك بمن تزوج، أعرف أن تيسلا تمثل السيارات الصديقة للبيئة، لكن هذه السيارات تستهلك نفس كمية الكهرباء التي تستخدم في تعدين البيتكوين، لذلك اعتقد أنه كان طلاقاً سابقا لأوانه بين إيلون وبيتكوين، وأنا متأكد من أن تجارة العملات الرقمية ستعمل بشكل جيد بدون إيلون ماسك”.
[ad_2]
Source link