أخبار عاجلة

لبنان يجتمع تحت خيمة البداوة | جريدة الأنباء


  • إخبار أمام النيابة ضد الوزير المسيء بتهمة إثارة النعرات والقدح والذم.. والنائبة الطبش: لتبدأ المحاسبة من بعبدا

 

بيروت – عمر حبنجر

غطت خطيئة وزير الخارجية التياري شربل وهبه بحق العلاقات اللبنانية – السعودية والخليجية على ما عداها من ملفات لبنانية، وتحول رفض الإساءة التي بدرت من الوزير وهبه باتجاه الأشقاء في الخليج إلى استفتاء عارم، أظهر ان المجتمع السياسي اللبناني في واد، وذهنية التيار الحر التي عبر عنها وزيره، في واد آخر.

وقد تبدى ذلك بتقاطر الشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية الى دارة السفير السعودي وليد البخاري في اليرزة، حيث ضاحية بيروت الشرقية، على مقربة من القصر الجمهوري ووزارة الدفاع، والذي حرص على استقبالهم في خيمة منصوبة في حديقة المنزل، تأكيدا منه أن البداوة التي تناولها الوزير الهمام بالإساءة، هي شرف ومدعاة فخر لكل عربي.

كما الديبلوماسية، عون للأوطان، لا معول هدم لمصالح المواطنين.

وتحولت دارة السفير السعودي الى محطة تضامن سياسي وديني واجتماعي مع المملكة بوجه الكلام الصادر عن الوزير وهبه، وخلفياته العميقة، وكان مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان اول الزائرين، حيث أعلن تضامنه مع السعودية قيادة وحكومة وشعبا ومع سائر دول مجلس التعاون الخليجي، والوقوف وقفة وفاء لهذه الدول الشقيقة التي ما بخلت يوما عن لبنان وعن مساندته، رافضا الإساءة المدانة بكل المعايير.

وأضاف: نحن مؤتمنون على الوفاء للسعودية كجزء من عقيدتنا ومن ثقافتنا الوطنية.

كما قام كل من رئيسي الجمهورية الأسبق أمين الجميل والسابق ميشال سليمان بزيارتين مماثلتين تضامنا مع المملكة.

وحضر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، مستنكرا تصرف الوزير وهبه غير المسؤول، أما وزير الداخلية محمد فهمي، فقد أكد ان زيارة السفير السعودي، شخصية، نافيا «ترك التضامن الحكومي».

وبين المتضامنين وفد نيابي من كتلة «المستقبل» برئاسة النائبة بهية الحريري، التي قالت: «زيارتنا هي زيارة وفاء لمملكة الخير ومملكة الوفاء لوقوفها الى جانب لبنان عبر عقود طويلة، والمملكة ودول الخليج لم يتركوا لبنان ولم يميزوا بين اللبنانيين مطلقا».

وتابعت: «الاستنكار لا يكفي، فقد جئنا نحمل سعادة السفير الاعتذار الى جلالة خادم الحرمين وسمو ولي عهده وحكومة المملكة والشعب السعودي وشعب الخليج على ما صدر والذي لا يمثل رأي اللبنانيين.

فاللبنانيون أهل وفاء». وأضافت: هذه وقفة وفاء واعتذار وختمت «لم تعودنا المملكة على ردات الفعل، المملكة هي أعلى من القضايا الشخصية وتنظر الى لبنان كمكان استقرار وانتظام. ونحن نراهن على حكمة القيمين على مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية».

فيما رأى النائب المستقيل مروان حمادة ان هناك عقل مشوه يعمل على نبش الخلافات والقبور.

وأعلن النائب نهاد المشنوق، تضامنه مع السعودية، متمنيا ألا تتكرر هذه الغيمة السوداء، في حين اعتبر النائب عبدالرحيم مراد ان كلام وهبه مرفوض.

أما وفد القوات اللبنانية فترأسه نائب رئيس الحكومة السابق غسان حاصباني، وتحدث باسمه النائب بيار بو عاصي الذي قال: استنكارنا ليس لكلام الوزير وهبه فقط، انما لاستسهال تدمير العلاقات والجسور مع الدول الخليجية، ما يضرب صميم مصالح اللبنانيين.

وترأس رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط، وفد اللقاء الى دارة السفير البخاري، معتبرا ان كلام وهبه لا أخلاقي وغير مسؤول، ووصفت النائبة رولا الطبش الوزير وهبه بـ «الببغاء» ودعت الى الشروع بالمحاسبة من بعبدا، لأن ما قاله وهبه في العلن يقال في السر والعلن لدى البرتقاليين، وبقاء الرئيس عون دون استقالة خطر على الجمهورية وعلى العيش المشترك.

سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري وفي دردشة مع الصحافيين، طمأن الجميع، الى أن كل ما يحكى عن سعي المملكة لترحيل اللبنانيين عن أراضيها لا أساس له من الصحة».

وأشار إلى أنه «في خضم حرب الخليج لم ترحل بلاده أحدا عن أراضيها، لأن المملكة بنيت على أسس إنسانية.

وأعطى مثالا على ذلك انه عندما توجه الى المملكة لتلقي لقاح كورونا، وجد عائلات لبنانية تنتظر دورها قبله، بعد ان سجلت أسماءها وهو شيء أسعده لأن الدولة لم تفرق بين مواطن ومقيم، لا بالنسبة الى الانتظار في الدور ولا بالنسبة لنوع اللقاح».

ويبدو ان الرئيس ميشال عون أدرك أن اقل ما يمكن ان يؤكد رفضه اساءة الوزير وهبه، هو قطع اللسان الديبلوماسي للأخير بعد التأكد ان مجرد اعتذاره عن الخطأ ليس فضيلة، وتقرر ان يقدم وهبه كتاب استغناء عن مهمته الوزارية، كونه مكلفا وليس ضمن وزراء الحكومة المستقيلة، وقد جرى انتدابه من قبل الرئيس عون، الذي كان مستشارا ديبلوماسيا له، اثر استقالة الوزير الأصيل ناصيف حتي، نتيجة عجزه عن التعايش مع طاقم جبران باسيل المسيطر على وزارة الخارجية.

وقدم وهبه نسخة عن طلب الاعفاء الى الرئيس حسان دياب. هنا طرحت مشكلة البديل، وقد عرض الأمر على نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع زينة عكر، وطبع مرسومها لكنها رفضت، فطرح باسيل اسم وزيرة المهجرين غادة شريم، واذا الرئيس نبيه بري يعترض، فالموقع للموارنة، والمرشحتان المذكورتان، إحداهما أرثوذكسية والثانية كاثوليكية، ومن هنا تسلطت الأضواء على وزير البيئة دميانوس قطار، فتبين ان الأخير مقاطع لرئاسة الجمهورية ولرئاسة الحكومة، ومستقيل من تصريف الأعمال، لأن مارونيته، هي مشكلته بالنسبة لجبران باسيل.

وفي وقت لاحق تم إقناع الوزيرة عكر بقبول المهمة، خصوصا ان اسمها مدرج كوزيرة للخارجية بالوكالة في مرسوم تشكيل الحكومة.

والسؤال الآن، شربل وهبه الى أين؟ هل سيعود الى موقعه كمستشار للرئيس عون في القصر الجمهوري، ام يتجه نحو جواز سفره الفنزويلي؟

وكان وهبه قال بعد تقديم كتاب الإعفاء من المهمة للرئيس عون: طلبت إعفائي من مهامي ومسؤولياتي، وحرصا مني على عدم استغلال ما صدر عني للإساءة الى لبنان واللبنانيين».

في هذا الوقت تقدم عدد من المحامين بإخبار أمام النيابة العامة التمييزية ضد الوزير وهبه بجرم إثارة النعرات الطائفية والتعرض لدولة شقيقة وقدح وذم، خلال مقابلته التلفزيونية».

 

اقرا ايضا





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى