أخبار عاجلة

د كافية أكروف لـ الأنباء كورونا | جريدة الأنباء


  • ما يقارب 71 مليون شخص مصاب بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C المزمن على مستوى العالم و3% في الكويت وهي لا تتعدى النسب العالمية المقبولة
  • «الصحة» وفرت العلاجات الخاصة بمضادات الفيروسات منذ 2018 وهي عبارة عن عقاقير فموية لا تستدعي الحقن بالوريد لمواكبة التطور العالمي في العلاج

أجرى الحوار: عبدالكريم العبدالله

أكدت اختصاصي أمراض الباطنية والكبد بمستشفى الأميري د.كافية أكروف أن ما يقارب 71 مليون شخص مصاب بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C المزمن على مستوى العالم، مشيرة إلى انه على مستوى الكويت فنسبة الإصابة لا تتجاوز 3%، وهي لا تتعدى النسب العالمية المقبولة.

وذكرت في حوار لـ «الأنباء» أن وزارة الصحة وفرت العلاجات الخاصة بمضادات الفيروسات منذ 2018 وهي عبارة عن عقاقير فموية لا تستدعي الحقن بالوريد لمواكبة التطور العالمي في العلاج، مبينة أن الوزارة تتبع التوصيات العالمية والتي تتجه لتوفير العلاج لجميع المصابين بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C المزمن ممن تزيد أعمارهم على 12 عاما.

وأشارت إلى أن فيروس كورونا يؤثر بصورة عامة على الكبد ويؤدي إلى ارتفاع في إنزيمات الكبد، ناصحة مرضى فيروس c بأحد اللقاحات المضادة لكوفيد-١٩ لحمايتهم من الإصابة.

وتطرق الحوار إلى خطورة فيروس سي وسبل كشفه وتشخيصه وبروتوكولات العلاج المتبعة له ونصائحها للمرضى، فإلى تفاصيل الحوار:

حدثينا عن فيروس الكبد الوبائي سي أعراضه وكيفية تشخيصه؟ وكيف ينتقل؟

٭ التهاب الكبد الفيروسي C هو التهاب تلوثي للكبد يسببه فيروس التهاب الكبد من نوع C، وشدة المرض تكون متفاوتة بدءا من مرض خفيف جدا مع القليل من المؤشرات (أعراض) أو بدون مؤشرات وحتى في الوضع الصعب الذي يتطلب الدخول للمستشفى لتلقي العلاج. وفي المرحلة الأولى للإصابة بالعدوى (الأشهر الأولى بعد الإصابة بالعدوى بالفيروس) من الممكن أن يظهر المرض على شكل التهاب حاد في الكبد (مرض حاد) أو بدون مؤشرات على الإطلاق.

أو قد يتحول إلى مرض مهدد للحياة. فحوالي 30% من الأشخاص المصابين بالعدوى يتخلصون تلقائيا من الفيروس في غضون 6 أشهر بعد الإصابة بالعدوى دون الحصول على أي علاج لأسباب غير معروفة، بينما غالبية المصابين بالعدوى 70%، تتحول لديهم العدوى بفيروس التهاب الكبد C إلى حالة مرضية مزمنة.

ولدى المصابين بهذه العدوى المزمنة تتراوح نسبة خطر الإصابة بتشمع الكبد بين 15% و30% خلال 20 سنة.

وفي هذا الوضع تتحول أنسجة الكبد السليمة إلى نسيج ندبي لا يؤدي وظيفته (متشمع ومتليف)، علما أن لدى نصف المصابين بالتشمع الكبدي كثرة الندب في الكبد والتي من الممكن أن تؤدي إلى قصور في أداء الكبد وإلى الحاجة لزراعة كبد ولدى قسم منهم من الممكن أن يتطور إلى سرطان الكبد.

أما الأعراض التي قد تظهر على المصاب، فمن الممكن ان لا يشعر المصاب بأي أعراض كما ذكرنا ومن الممكن انه في قليل من الحالات تصاب بالحمى والتعب وقلة الشهية والغثيان والقيء وآلام البطن وآلام المفاصل واليرقان (اصفرار البشرة وبياض العينين

كيف يتم الفحص والتشخيص؟

٭ تشخص حالة عدد قليل من الأشخاص عندما تكون إصابتهم بالعدوى حديثة لأن العدوى الحديثة بفيروس التهاب الكبد C لا تكون مصحوبة بأعراض في المعتاد.

وفي صفوف الأشخاص الذين تتحول حالتهم إلى عدوى مزمنة بفيروس التهاب الكبد C، لا تشخص العدوى أيضا في الغالب لأنها تظل غير مصحوبة بأعراض طوال عقود قبل أن تظهر أعراض ثانوية تنجم عن تضرر كبدي خطير.

وتشخص العدوى بفيروس التهاب الكبد C على مرحلتين:

1- يحدد الفحص للكشف عن أضداد فيروس التهاب الكبد C باستخدام اختبار مصلي للأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى بالفيروس.

2- إذا أثبتت نتائج الاختبار وجود أضداد لفيروس التهاب الكبد C، فمن الضروري إجراء اختبار الحمض النووي للكشف عن وجود الحمض النووي الريبي (RNA) لفيروس التهاب الكبد C بغرض تأكيد الإصابة بالعدوى المزمنة لأن حوالي 30% من الأشخاص المصابين بالعدوى بالفيروس يتخلصون تلقائيا من العدوى كما ذكرت آنفا بفضل استجابة مناعية قوية دون حاجة إلى العلاج.

ورغم تخلصهم من العدوى، فإن نتائج اختبار الكشف عن أضداد فيروس التهاب الكبد C تظل إيجابية لديهم.

وبعد تشخيص إصابة الشخص بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C المزمن، ينبغي تقييم درجة تضرر الكبد لديه (تليف الكبد وتشمعه).

ومن الممكن تقييم تضرر الكبد عن طريق أخذ خزعة من الكبد، ولكن مع تطور طرق التشخيص والعلاج فإنه ومنذ عدة سنوات وتحاشيا لعمل خزعة الكبد قامت وزارة الصحة بتوفير أجهزة الفيبروسكان، وهو الجهاز المستخدم لإجراء سونار دقيق للكبد لتحديد نسبة الألياف والدهون بالكبد، وهو يعد أيضا من ضمن مجموعة متنوعة من الاختبارات غير الباضعة، ويستخدم تقييم درجة تضرر الكبد لتوجيه قرارات العلاج والتدبير العلاجي للمرض.

وماذا عن كيفية انتقاله؟

٭ الإصابة بالفيروس الذي يؤدي إلى التهاب الكبد الفيروسي من نوع C تحدث عندما يصل دم ملوث بفيروس التهاب الكبد C إلى جسم شخص غير مصاب، فضلا عن الاتصال المباشر لدم ملوث بالفيروس مع دم لشخص غير مصاب من الممكن أن يؤدي إلى الإصابة بالفيروس، شرط أن تكون كمية الدم كافية لنقل العدوى، وهذه الإمكانية محتملة عن طريق الاستخدام المشترك وبشكل متكرر للأدوات الحادة الملوثة بالدم، مثلا: إبرة، حقنة، سكين حلاقة، وأجهزة الوشم والثقب.

ويكون الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى هم:

– الذين حصلوا على وجبة دم أو منتجاته قبل سنة 1992 «وتلك كانت السنة التي بدأوا فيها بفحص تواجد الفيروس في منتجات الدم».

– من قام أو يقوم بحقن المخدرات.

– من مروا بإجراءات طبية اختراقية، وشم أو ثقب في أماكن بدون مراعاة التعقيم بشكل مناسب.

– من ولدوا، وعلى ما يبدو كذلك حصلوا على تطعيمات أو مروا بعلاجات اختراقية، في دول تم التبليغ فيها عن عدم التشديد على التعقيم أو تبديل الإبر.

-خطر الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي من نوع C المرتبط بممارسة الجنس أقل ولكنه ممكن، حيث إن الخطر لحدوث ذلك يزداد عند وجود مرض جنسي (يشمل HIV) أو عندما تتم ممارسة الجنس مع عدة شركاء، بدون التشديد على استخدام الواقي.

إحصائيات

ما احدث إحصائيات الكبد الوبائي سي في العالم وفي الكويت؟

٭ هناك ما يقارب 71 مليون شخص مصاب بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C المزمن على مستوى العالم.

‏بينما تشير الإحصائيات في الكويت إلى ما يقارب 3% وهي لا تتعدى النسب العالمية المقبولة.

وأحب التنويه بأن الإصابة ‏بالفيروس الكبدي سي تختلف من منطقة الى أخرى ومن إقليم الى آخر فمن الممكن أن تتركز العدوى بفيروس التهاب الكبد C لدى فئات سكانية معينة، وعلى سبيل المثال تعزى 23% من حالات العدوى الجديدة بفيروس التهاب الكبد C و33% من الوفيات الناجمة عنه إلى تعاطي المخدرات بالحقن.

ومع ذلك، لا تشمل تدخلات الاستجابة الوطنية في الغالب متعاطي المخدرات بالحقن والسجناء.

وفي البلدان التي تعاني من عدم كفاية ممارسات مكافحة العدوى، فغالبا ما تتوزع العدوى بفيروس التهاب الكبد C بشكل واسع في صفوف السكان عموما.

وهناك سلالات متعددة (أو أنماط جينية) من فيروس التهاب الكبد C ويختلف توزيعها حسب الإقليم، ومع ذلك، لا يزال توزيع الأنماط الجينية غير معروف في العديد من البلدان.

سبل العلاج

‏- ما آخر تطورات علاج فيروس الكبد الوبائي سي وما احدث العلاجات المتوافرة لدينا في الكويت؟

٭ منذ عام 2012 تم اكتشاف مضادات فيروسية ذات مفعول مباشر تستهدف جميع الأنماط الجينية والتي أحدثت صرحا وثورة علمية رائعة في مجال علاجات هذا الالتهاب الوبائي والتخلص منه.

وحسبما هو موصى به من قبل منظمة الصحة العالمية فإن الكويت توجهت منذ عام 2018 بتوفير العلاجات الخاصة بمضادات الفيروسات هذه وهي عبارة عن عقاقير فموية لا تستدعي الحقن بالوريد كما هو في العلاجات القديمة، وذلك لتتواكب مع التطور العالمي في العلاج وتستهدف الشفاء والقضاء على هذا الالتهاب الكبدي الوبائي والتخلص منه.

مع التنويه انه لا تستدعي العدوى الجديدة (ويقصد بهذا الالتهاب الحاد للفيروس) العلاج دائما إذ يتخلص بعض الأشخاص من العدوى بفضل استجابتهم المناعية دون الحاجة لعلاج، ولكن يكون العلاج ضروريا إذا أصبحت العدوى بالفيروس مزمنة، كما انه من الممكن أن تشفي الأدوية المضادة للفيروسات أكثر من 95% من الأشخاص المصابين بالعدوى بالتهاب الكبد C، مما يحد بالتالي من خطر الوفاة بسبب تشمع الكبد وسرطان الكبد.

ومن الممكن أن يشفي العلاج بهذه المضادات معظم المصابين بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C، وتكون مدة العلاج قصيرة (بين 12 و24 أسبوعا في المعتاد) وتعتمد على وجود تشمع الكبد أو عدم وجوده.

والكويت كدولة ممثلة بوزارة الصحة تتبع التوصيات العالمية والتي تتجه لتوفير العلاج لجميع المصابين بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C المزمن ممن تزيد أعمارهم على 12 عاما.

برنامج وطني

– هل يوجد برنامج الوطني للكشف عن الوباء الكبدي في الكويت؟

٭ نعم، حيث عمدت وزارة الصحة بالكويت إلى إنشاء البرنامج الوطني للكشف عن الوباء الكبدي في الكويت وذلك للكشف المبكر للمرض والقضاء عليه مباشرة قبل تطور الحالة المزمنة الى تليف الكبد، حيث يتم إجراء فحوصات استقصائية من خلال ذلك البرنامج، مما يساعد في الكشف عمن هم مصابون من غير الشعور بأعراض ويكون الهدف هم تشخيص حالاتهم ومعالجتهم بأسرع وقت حتى لا يتقدم بهم الحال للوصول إلى التليف الكبدي والذي يعرضهم لمواجهة خطر المضاعفات من نزف الدوالي، الاستسقاء، التهاب تجويف البطن، الغيبوبة الكبدية انتهاء بالسرطان الكبدي الأولي، وبالتالي تقديم العلاج مباشرة لمن أصيب بهذا الفيروس قبل أن يتمكن منه.

وهناك هدف عالمي تماشيا مع تعليمات منظمة الصحة العالمية WHO وهو تكثيف الجهود لتحقيق الغاية المتمثلة في علاج المصابين بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C بنسبة 80% في العالم بحلول عام 2030.

ما علاقة فيروس كورونا في الكبد الوبائي سي، وهل لهذا الفيروس تأثير على هذا المرض؟

‏٭ يؤثر فيروس كورونا بصورة عامة على الكبد ويؤدي إلى ارتفاع في إنزيمات الكبد في الكثير من الحالات بغض النظر عن ماهية ووضع الكبد سواء كان لمريض يشتكي أساسا من مرض بالكبد أو أن يكون الكبد سليم لدى المصاب بفيروس كوفيد- 19 المستجد، كما أن هناك بعض المضادات الحيوية التي لا يحبذ استخدامها لمن هم يعانون من أمراض كبدية.

ورغم انه يعد مريض الكبد من المرضى القليلين المناعة والذين قد يؤثر عليهم بشكل أكثر فيروس كورونا 19 المستجد، لكن لا يوجد شيء خاص بالتهاب الكبد الفيروس سي على وجه الخصوص او ليس هناك تأثير واضح على فيروس كورونا لمرض الكبد التهاب الكبدي سي.

هل تستطيع القول إن المصاب الكبد الوبائي سي يستطيع ممارسة حياته الطبيعية؟

‏٭ ذلك يتعلق بالمرحلة التي وصل إليها المريض، ففي المراحل الأولية للمرض وقبل الوصول إلى التليف الكبدي أو التشمع تكون حياته جدا طبيعية لا يشعر بشيء، ولكن عند تقدم الحالة والإصابة بالتشمع تبدأ حياته بالتأثر حيث يتكرر دخوله المستشفى بسبب المضاعفات كما يمنع عنه قيادة السيارة، خوفا من تعرضه لنوبة الغيبوبة الكبدية أثناء القيادة ومع استمرار تعرضه للمضاعفات يكون الحل هو زراعة الكبد، وبذلك يبدأ المريض بحياة جديدة وكبد جديد ولكن يستوجب الاستمرار على أدوية مثبطات المناعة، التي تصبح جزءا من حياته حيث إنها تساعد على تقبل الجسم الكبد المزروع وعدم رفضه.

ما مخاوف المرض؟

‏٭ في الحقيقة كما ذكرت ان المخاوف تتعلق بالمرحلة التي وصل اليها المريض فعندما يصل لمرحلة تشمع الكبد وما هو وراء هذا التشمع من مضاعفات كالاستسقاء ودوالي المريء والنزف منها، والتهابات في داخل تجويف البطن بعد تجمع الماء بالبطن والقدمين، حيث انه في القدمين فيدخل في التهابات متكررة وتكون مناعته ضعيفة، ويتكرر معها دخول المستشفى وتتأثر حياته بدرجة كبيرة وقد تصل الى الأشد خطورة وهو سرطان الكبد الأولي والوفاة.

‏هل يصنف الكبد الوبائي كمرض خطير؟

٭ نستطيع القول نعم، عندما يصل إلى المراحل المتقدمة فقد يكون سببا للوفاة نتيجة مضاعفات النزف والالتهابات وسرطان الكبد.

هل توجد تطعيمات لالتهاب الكبد الوبائي سي؟

٭ لا يوجد في الوقت الحالي لقاح ناجح ضد التهاب الكبد C ومع ذلك، تتواصل البحوث في هذا المجال.

هل يستطيع المصاب بالتهاب الكبد الوبائي أن يحصل على لقاح كورونا؟

٭ بالطبع نعم يستطيع المصاب بالتهاب الكبد الوبائي أن يحصل على لقاح كورونا، بل بالعكس نحن نشجع هؤلاء المرضى، حيث انهم ضعيفو المناعة وقد يساعدهم اللقاح على تخفيف نسبة الإصابة بنسبه تتجاوز الـ 95% وفي حال حدوث الإصابة رغم التطعيم سيساعدهم التطعيم على التخفيف من حدة المرض ويجنبهم الحاجة لدخول المستشفى أو العناية المركزة.

هل من كلمة أخيرة؟

‏٭ نتمنى لجميع المرضى الشفاء العاجل ومن لم يصيبوا بهذا التهاب ننصحهم بأخذ الاحتياطات اللازمة والابتعاد عن كل ما قد يعرضهم لخطورة الإصابة بهذه الالتهاب الوبائي، كما أنصح جميع المرضى بالتوجه لتلقي اللقاح المناسب ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) بالإضافة إلى أخذ التطعيمات الأخرى مثل لقاح التهاب الكبدي (ب) و(أ) حيث إنها متوفرة، ونقول «دام عزج يا كويتنا وديرتنا الحبيبة» التي توفر كل سبل الراحة والعلاج واللقاحات الواقية لأبناء هذا الوطن.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى