أحداث القدس: هل تقف المنطقة على حافة حرب إقليمية؟ – صحف عربية
[ad_1]
- قسم المتابعة الإعلامية
- بي بي سي
علّقت صحف عربية على المواجهات الجارية في الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة على خلفية أحداث العنف التي تجري في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية واقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى وقيام الفصائل الفلسطينية في غزة بقصف بلدات إسرائيلية بالصواريخ وقصف إسرائيل أهدافا في غزة بالطائرات.
وحذر عدد من الكُتاب من أن المنطقة تقف على حافة حرب إقليمية في ظل تبادل القصف بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة.
واعتبر عدد آخر أن “الانتفاضة” الحالية كشفت للدول العربية التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل أنها “واهمة” وأن الأحداث الأخيرة عرّضت اتفاقات السلام مع إسرائيل إلى “الموت الحتمي”.
وفي المقابل، دافع كُتاب إماراتيون عن “الخطوة التاريخية” التي اتخذتها الإمارات بتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل وأن بلادهم لم تتخلْ يوما عن القضية الفلسطينية وأنها أرادت “إرساء سلام حقيقي في المنطقة يعود ثماره على الجميع”.
“المقاومة الشعبية”
يقول عبد الباري عطوان، رئيس تحرير “رأي اليوم” الإلكترونية اللندنية، إن “فصائل المقاومة… باتت تتبنى خطة قتالية عملياتية جديدة عنوانها الرئيسي استخدام صواريخ ‘السجيل’ المزودة برؤوس متفجرة، ذات قدرة تدميرية عالية جدا، وبكثافة ضخمة، ومزودة بأجهزة تضليل متطوّرة، قادرة على تجاوز القبب الحديديّة والوصول إلى أهدافها بدقّةٍ مُتناهية”.
ويرى أن “المشهد الجديد ما زال في بداياته، والمُواجهة الكُبرى ربما باتت وشيكة، فنحن على أبواب انتفاضة مسلحة قد تستمر أشهرا، انتفاضة على غِرار الانتفاضة المسلحة الثانية، مع فارق أساسي أنها مدعومة بالصواريخ وليس بالحجارة والأسلحة الفردية فقط، وقد تفتح الأبواب أمام انتقالها، أي الصواريخ، من قطاع غزة إلى الضفة الغربيّة، وهُنا مقتل الدولة العبريّة الحقيقيّ وبَدء العدّ التنازليّ لنهايتها”.
وتقول جريدة “القدس” الفلسطينية: “المقدسيون الذين يواجهون شرطة قوات الاحتلال منذ بداية الشهر الفضيل، إنما يعيدون بذلك الاعتبار للمقاومة الشعبية التي تتغنى بها كافة الفصائل والقوى الفلسطينية، دون أن يتم تجسيد ذلك على أرض الواقع، فجاء المقدسيون ليقولوا كلمتهم بعد أن ملوا الانتظار من قياداتهم الذين لم يحركوا ساكنا ويتغنون بالأقوال وبيانات الشجب والاستنكار التي لا تنفع مع احتلال احلالي استيطاني غاشم”.
وتضيف الجريدة في افتتاحيتها: “المطلوب حاليا بعد ما قدمه ويقدمه المقدسيون الذين توحدوا في ساحات المواجهة مع قوات الاحتلال تستفيد كافة القوى والفصائل وكذلك السلطة الفلسطينية من هذه التجربة عميقة الدلالات والعبر وتجاوز مرحلة إلغاء الانتخابات، والعمل على وضع استراتيجية عمل موحدة عمادها المقاومة الشعبية التي هي السبيل المتاح حاليا لمواجهة غطرسة دولة الاحتلال وجرائمها بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا ومنازلنا”.
ويرى عمر حلمي الغول في “الحياة الجديدة” الفلسطينية أن “هبة القدس العظيمة… حملت دلالات وأبعادا سياسية وقانونية وكفاحية عدة، أهمها: أولا أكدت للقاصي والداني في العالم كله، أن القدس لأبنائها الفلسطينيين العرب، وهي عاصمة دولتهم الأبدية، وأن المساس بها وبهويتها وتاريخها ومستقبلها يهدد بعواقب غير محمودة، ولا يمكن إلا أن تكون للشعب الفلسطيني”.
“مشاريع التطبيع”
وانتقد محمد سليم قلالة في “الشروق” الجزائرية الدول العربية التي طبّعت علاقتها مع إسرائيل، قائلا إن أحداث القدس الأخيرة “كشفت للمُطَبِّعين المتحالفين مع مغتصب الأرض والعرض أنهم واهمون في مسعاهم، صغار في مواقفهم، غير قادرين على أن يصدحوا بكلمة حق لنصرة أقدس مقدسات شعوبهم”.
ويضيف: “إنه زمنُ بداية انتصار الشعب الفلسطيني على عدوه الغاشم وليس أبدا زمن الهزيمة والانكسار. لقد انتصرت قوة الموقف هذه المرة على موقف القوة في القدس الشريف، والأهم من ذلك كشفت محدودية ووهم مشروع المُطبِّعين”.
ويقول رشيد حسن في “الدستور” الأردنية: “إن روعة أهلنا الثائرين في القدس والأقصى… تتجلى في رفض الخطاب العربي- الإسلامي الرسمي القائم على التنديد والاستنكار فقط، ودعوتهم الصريحة للأشقاء بوقف التطبيع وقطع العلاقات مع العدو”.
ويرى أن “انتفاضة القدس المجيدة وضعت الدول العربية أمام مأزق خطير، ووضعت الأمة كلها أمام حقيقة الحقائق هي: إما الوقوف مع القدس والأقصى والحفاظ على هويتهما العربية- الإسلامية وإنقاذهما من التهويد، وإما الاستمرار في التطبيع وتصديق الرواية الصهيونية القائمة على الإفك والكذب والتزوير”.
ويضيف: “طريقان لا ثالث لهما، فإما أن نكون أو لا نكون”.
وفي الجريدة نفسها، يقول فارس الحباشنة: “المواجهات الأخيرة عرضت كل اتفاقيات السلام إلى الموت الحتمي وإعلان دفنها، وأسقطت وعرت كل محاولات ومشاريع التطبيع مع إسرائيل”.
“حروب الشتائم”
وفي “البيان” الإماراتية، دافعت رئيسة التحرير منى بوسمرة عن موقف بلادها في توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل.
وقالت: “ما تسعى إليه الإمارات من خلال معاهدة السلام مع إسرائيل، جاء في مسار واضح وجلي للجميع، يتطلع إلى إرساء سلام حقيقي في المنطقة تعود ثماره على الجميع، دولا وشعوبا، وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني الشقيق، الذي أوقفت المعاهدة، ضمن أولى نتائجها الإيجابية، مشروع ضم إٍسرائيل لأراضيه”.
وأضافت: “كانت الإمارات في خطوتها التاريخية هذه، تضع في أولويات رؤيتها ضمان فتح الطرق أمام استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه كاملة غير منقوصة وفق ما نصت عليه الشرائع الدولية، وبما يحقق حل الدولتين، وينهي حالة الصراع الطويلة التي أنهكت المنطقة وشعوبها، وأخرت تنميتها وازدهارها”.
وقالت الكاتبة: “تدرك الإمارات أن العمل الجاد والمخلص وحده القادر على نصرة الحقوق العادلة، وأن استنفاد الطاقات في غير ذلك من الصراعات الجانبية وحروب الشتائم، لا تثمر إلا أسباب القطيعة والتفرقة، عربيا، وضياع الجهود، واستغلال معاناة الشعوب لحسابات ضيقة وأجندات مشبوهة”.
وأضافت أن هذا “هو ما تبتعد عنه الإمارات في نهج إيجابي يصبو إلى مواقف موحدة وواقعية لتحقيق الأهداف المنشودة في ترسيخ دعائم قوية لاستقرار المنطقة، تعود بنتائج وتأثيرات إيجابية لصالح الجميع في سلام دائم يعيد الحقوق إلى أصحابها وينهي حالة الصراع الطويلة التي دفعت المنطقة كلفتها باهظا”.
[ad_2]
Source link