هل هناك مستفيد من التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟
[ad_1]
لا تزال الصحف البريطانية تسلط الضوء على التوتر المتصاعد بين إسرائيل والفلسطينيين وتناولت تحليلا للأحداث الراهنة وأبعادها الإقليمية.
والبداية من صحيفة الغارديان التي رأت في افتتاحيتها أن الأحداث الأخيرة اشتعلت بسبب قرار السلطات الإسرائيلية منع الفلسطينيين من التجمع عند باب العامود خلال شهر رمضان، وخطط لطرد مئات الفلسطينيين من منازلهم التي عاشوا فيها على مدى عقود في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة، ومنحها للمستوطنين اليهود.
وأضافت الصحيفة أن “كل هذا حدث في سياق أزمات سياسية مزدوجة. حيث يحاول نتنياهو التمسك بالسلطة فيما تتقدم محادثات التحالف بين خصومه وكذلك سير قضية محاكمته بالفساد”.
ورأت الصحيفة أن “وقود ما يجري عمره عقود”. فبالإضافة إلى “حصار الأجيال” في غزة، الذي يحرم القطاع من العمل أو الكهرباء أو مياه الشرب النظيفة، أدى فيروس كورونا، والتفاوت البائس لحملات التطعيم بين إسرائيل والأراضي المحتلة إلى زيادة الاستياء من العيش في ظل حكومة تسيطر من دون توفير الحماية”.
وقالت الغارديان إن “الاضطرابات التي شهدتها البلدات العربية في إسرائيل يوم الإثنين تُظهر مدى اتساع وعمق الغضب من نوع الظلم المتراكم الذي دفع هيومن رايتس ووتش مؤخرا إلى اتهام المسؤولين الإسرائيليين بارتكاب الفصل العنصري”.
وذكرت الافتتاحية بضرورة أن تكون الأولوية “لخفض التصعيد لحماية أرواح المدنيين، الذين يتم التعامل معهم بمثل هذا التجاهل القاسي والقاتل من قبل كل من الحكومة الإسرائيلية والمسلحين الفلسطينيين”.
وقالت إنه “يجب على المجتمع الدولي أن يلقي بثقله”. كما حثت الإدارة الأمريكية الجديدة على “إدانة ما تفعله السلطات الإسرائيلية، أسوة بإدانتها لهجمات المتشددين ليس فقط بشأن ردها العسكري، ولكن أيضا بشأن الإجراءات التي أدت بشكل متوقع إلى اندلاع العنف الأخير”.
“وجودنا اليومي معركة”
وإلى صحيفة الإندبندت، حيث كتبت منى دجاني مقال رأي عرضت فيه البعد الشخصي للأحداث الجارية في الشيخ جراح، حيث أن عائلة الكاتبة هي واحدة من العائلات التي تواجه الطرد.
وتقول الكاتبة “أنا ابنة وحفيدة المقدسيين الفخورين. قصتهم هي قصة ملايين الفلسطينيين – قصة الكفاح من أجل الوجود”.
وتضيف “في النكبة عام 1948، أصبح أجدادي لاجئين وأجبروا على ترك منزلهم الجميل في حي البقعة فيما أصبح يعرف بالقدس الغربية. وجد أجدادي ملجأ في الشيخ جراح، وهي منطقة تقع خارج البلدة القديمة في القدس”.
وتتابع دجاني في وصف تاريخ العائلة من المنطقة المقدسية: “لقد بنوا منزلا محبا، وزرعوا الأشجار لتغذية جذورهم في الأرض، وكانوا جزءا من مجتمع قوي الترابط. عندما كنا أطفالا، شعرنا بالأمان هناك. نشأنا كمقدسيين فخورين يعيشون في قلب المدينة. لكننا علمنا أيضا أن خطر الطرد يلوح في الأفق”.
وترى الكاتبة أن “النكبة لم تكن بالنسبة للفلسطينيين مجرد حدث. إنها حالة مستمرة لوجودنا. نواجه الأمر في كل مرة تطردنا السياسات الإسرائيلية من منازلنا، وتهاجمنا في أماكن عبادتنا، وتحد من وصولنا إلى الأماكن الثقافية والسياسية في مدينتنا”.
وتضيف أن “هذا ليس صراعا جديدا – نحن نكافح ضد منظمة المستوطنين في المحاكم الإسرائيلية منذ عقود. نحن لا نؤمن بهذه المحاكم. بعد كل شيء، فهم يطبقون في النهاية تشريعات تمييزية. إنهم ليسوا إلى جانبنا. إنهم لا يروننا كبشر متساوين يريدون فقط البقاء في منازلهم، ويريدون العدالة والحق في العيش في مدينتهم”.
وتقول إن “أهل الشيخ جراح صمدوا وصمودهم مهول. لقد شهدنا جميعا في الأسابيع القليلة الماضية شجاعتهم، حيث توحد المقدسيون والفلسطينيون من جميع أنحاء فلسطين”.
وتضيف “الوضع في القدس بعيد كل البعد عن الهدوء الذي تشهده في الأيام الأخرى. الترهيب والمضايقة وهدم المنازل والتمييز والعزل هي القاعدة بالنسبة للعائلات المقدسية. وجودنا اليومي معركة”.
وختمت دجاني بالقول: “رسالتنا واضحة: لن نذهب إلى أي مكان. نريد أن نظل، وأن نستمر في بناء الذكريات، وأن يكبر أطفالنا ويعرفوا منزلهم ومدينتهم كما فعلنا. هذه مدينتنا. هذه بيوتنا. نحن نرفض أن نمحى”.
“إيران هي المستفيد الوحيد”
وإلى صحيفة التايمز التي نشرت مقالا لروجر بويس بعنوان “أخطاء إسرائيل الفادحة في القدس تفيد إيران فقط”.
ورأى الكاتب أن “إسرائيل أخطأت في الوقوع في فخ من صنعها. حيث جرى فجأة إطلاق صواريخ من قطاع غزة على إسرائيل. بالإضافة إلى هجوم الطائرات الإسرائيلية على قادة حماس والجهاد الإسلامي، والاحتجاجات في جميع أنحاء الضفة الغربية. كما بات هناك حديث أيضا عن انتفاضة جديدة واحتمال حقيقي بأن صفقة القرن لدونالد ترامب ستموت قبل أن تزدهر”.
واعتبر بويس أن تصريحات المرشد الأعلى في إيران على خامنئي وإشادته بـ”دماء المقاومة النقية التي تسري في عروق الفلسطينيين”، بالإضافة إلى تأكيد الأمين العام لحزب الله بأن موت 45 إسرائيليا في حادث التدافع إشارة إلى أن إسرائيل غير مستعدة لمواجهة الحرب، تعني أن هناك “شيئا ما يجري في إيران”.
وتابع الكاتب في التايمز أن “طموح إيران هو على الأرجح أن تظهر حماس كقوة فلسطينية موحدة تدير الضفة الغربية حيث تم تأجيل الانتخابات مؤخراً من قبل رئيس السلطة الفلسطينية المتوتر والمريض، محمود عباس. ومن شأن ذلك أن يزيد الضغط على إسرائيل.
وقال “فوجئ المراقبون الإسرائيليون بالسرعة التي قفزت بها حماس لدعم الفلسطينيين في القدس الشرقية، والسرعة التي أطلقت بها الصواريخ باتجاه المدينة. لم تكن إيران متفاجئة على الإطلاق. إنه جزء من خطة عمل محور الثورة”.
ويرى بويس أن إيران “تريد دق إسفين بين إسرائيل وأصدقائها العرب الجدد الذين يعملون معا على وضع استراتيجيات لاحتواء انتشار القوة الإقليمية لإيران”.
واعتبر أن “تأجيج المشاكل بين الفلسطينيين وإسرائيل يساعد طهران على إظهار الجانب السلبي لتوثيق التعاون مع الإسرائيليين”.
وبرأيه “ستؤدي أحداث هذا الأسبوع إلى انتكاسة محاولات بناء أرضية مشتركة أكثر بين إسرائيل والدول العربية”.
وختم بالقول إن “الفلسطينيين، برغم أنهم ربما يشعرون بالرضا عن تصريحات التعاطف، لا يمكنهم أن يأملوا في الاستفادة من تمرد دموي آخر. على الرغم من كل ضجيجهم بشأن الانحدار المفترض للجيش الإسرائيلي، فإن أهداف حماس السياسية لن تعززها حرب أخرى مكلفة على غزة في الوقت الحالي. المستفيد الوحيد سيكون إيران، المتمردة الدائمة في الشرق الأوسط”.
[ad_2]