أخبار عاجلة

نبض مؤقت بالغ في العواطف والأداء | جريدة الأنباء


عبدالحميد الخطيب

فكرة الجمع بين المفاهيم الاجتماعية الناتجة عن مواقف حياتية مختلفة، خصوصا التي تحدث بين الأزواج، وبين الصراعات النفسية الداخلية للإنسان وتعامله مع الثقافات المختلفة في البيئة المحيطة حوله، هذه الفكرة كانت الخط الأساسي الذي سارت عليه أحداث مسلسل «نبض مؤقت» والذي تتناول قصته عددا من القضايا الآنية، مثل علاقة الآباء والأمهات بأبنائهم، وقضايا الشباب، والسمنة عند الصغار، وقضايا المرأة العاملة وربة المنزل، وتأثير «السوشيال ميديا» على أفكار الناس.

قصة المسلسل

يقدم العمل مجموعة قصص لكل منها خط خاص بها بمشاكله ومواقفه وأفراحه وأحزانه، وتجتمع كل هذه القصص عند بيت «طيبة» (هيا عبدالسلام) وفي المستشفى الذي تعمل فيه كطبيبة للنساء والولادة، فمع كل «نبض» لطفل جديد يصل إلى الدنيا نجد «نبضاً» لإنسان راشد بالغ يخفت بسبب الضغوط التي يتعرض لها. تدور القصة حول الدكتورة «طيبة» (هيا عبدالسلام) التي لم تتمكن من إنجاب الأطفال، وتحاول تعويض ذلك في حبها واهتمامها الشديد بزوجها «طلال» (شهاب جوهر) الذي يبادلها هو الآخر المشاعر نفسها ويسعى إلى إرضائها وعدم الحديث عن عدم إنجابها حتى لا يجرح مشاعرها، في الوقت الذي ينمو فيه الشك بداخل «طيبة» والتي تعتقد أن «طلال» يخونها وأنه متزوج من غيرها، لكنه في كل مرة يثبت لها العكس وأنه على العهد باق وراض بما قسمه الله له.

وفي خط مواز، نتعرف على «دلال» (هنادي الكندري) شقيقة «طيبة» والتي تعاني من إهمال زوجها «سلطان» (عبدالعزيز النصار) لحياتهما وعمله، ويكون نتيجة ذلك الفصل، فتسعى إلى تعويض راتبه باستغلال موهبته في الطبخ حتى تعيد التوازن إلى حياة أسرتها، في الوقت الذي تحارب بكل ما أوتيت من قوة سمنة ابنها الصغير الذي تأثرت صحته بصورة كبيرة نتيجة شراهته في الأكل.

وتأخذنا الأحداث إلى «عبدالله» (ميثم بدر) الشقيق الوحيد لـ «طيبة» و«دلال»، وهو شاب طيب مسالم مع الجميع وعاقل في تصرفاته، لكن مشاكله مع زوجته «منال» (روان العلي) لا تنتهي، خصوصا أنها لا تحب شقيقتيه، كما أنها لا تتوقف عن استخدام «السوشيال ميديا» وهو ما يرفضه.

وفي المستشفى الذي تعمل فيه «طيبة»، تدور قصة حب بين «فارس» (علي الحسيني) و«وفاء» (شوق الهادي) والتي يعترضها في البداية فارق الثقافة بينهما، فهو متشدد ويرفض التحرر لدى النساء، وهي تعيش حياتها وفق قناعاتها التي بنتها في بيتها وأثناء دراستها في الخارج، ويجتمعان على رغبة كل منهما في الارتباط بالآخر، لكن هذا الفارق في الثقافة كان سبب اعتراض أسرة «فارس» على خطبته منها.

الكاتبة والنص

حاولت الكاتبة مريم القلاف أن تنقل أفكارها من خلال نص يتضمن شخصيات تتفاعل اجتماعيا فيما بينها بصورة طبيعية نتيجة القرابة أو الزمالة، لكن بالغت في شحن العمل بالتأثير العاطفي فيما بين هذه الشخصيات، خصوصا فيما يخص المرأة، ما أعطى المسلسل بعداً حزيناً في أوقات كثيرة، نتيجة المواقف المؤثرة المتتالية التي تكررت بشكل مستفز، مثل مواجهة «طيبة» الدائمة لفكرة عدم قدرتها على الإنجاب، و«دلال» ومعاناتها من تصرفات زوجها طوال الوقت، و«وفاء» وقصة حبها التي تواجه العراقيل، و«منال» وجدالها الدائم مع زوجها، كما أن تركيز الكاتبة مريم القلاف على الصراعات النفسية لأبطال القصص من رجال ونساء ووضوح ما يعانونه من هواجس وتعقيدات، جعل التحولات الدرامية خلال الحلقات خالية من الغموض ومتوقعة، ولن تكون هناك مفاجأة إذا أعجب «طلال» بأخرى غير «طيبة» وتزوج منها، أو نجاح «سلطان» في تغيير نفسه من أجل «دلال»، وإطاعة «منال» لأوامر «عبدالله»، وعودة «فارس» لـ «وفاء» وزواجهما.

عباءة هيا

وبالحديث عن الإخراج، لم يبتعد سعود بوعبيد عن عباءة هيا عبدالسلام الإخراجية والتي عمل معها العام الماضي كمخرج ثان لمسلسل «مانيكان»، حيث تظهر بصمات هيا واضحة في «نبض مؤقت»، لاسيما في مشاهد الفواصل بين لقطات المستشفى والمنزل، وأيضا في مشاهد الاتصالات الهاتفية عند انقسام الشاشة إلى نصفين لإظهار طرفي الحديث في وقت واحد، بجانب تتري المقدمة والنهاية، ومن الأمور التي تؤخذ على الإخراج هو التركيز على الوجوه وتحديدا العيون بشكل مبالغ فيه، بالإضافة إلى المط والتطويل في بعض المشاهد، وهو ما انعكس على ديناميكية الأحداث وظهرت بطيئة ومملة.

أداء الممثلين

اعتمد «نبض مؤقت» على البطولة الشبابية لمجموعة من النجوم الذين كانوا بأدائهم «نقطة مضيئة» في هذا المسلسل، فهيا عبدالسلام لعبت ببراعة على وتر المشاعر لدى المشاهد بأداء تلقائي، ناضج، خال من التصنع لشخصية «طيبة»، وكون معها شهاب جوهر ثنائيا جميلا بتجسيده لدور «طلال» المحب العاشق وإن كانت العاطفة التي يظهرها لزوجته في بعض المشاهد «أوفر»، وتقدم هنادي الكندري دور «دلال» بإتقان شديد، أما عبدالعزيز النصار فأحكم قبضته على شخصية «سلطان» ويجسدها ببساطة وبما يتماشى مع الكوميديا التي بداخله.

ونجح ميثم بدر في إظهار سمات شخصية «عبدالله»، التي يؤديها بشكل مختلف، في حين تثبت روان العلي أنها صاحبة موهبة لا يستهان بها، حيث تجسد دور «منال» بطريقة متزنة، لنصل إلى علي الحسيني الذي يلعب دور «فارس» بإجادة كبيرة، خصوصا الحالة النفسية التي يصارعها ضمن الأحداث، وترافقه في قصته شوق الهادي حيث تجسد شخصية «وفاء» بمهارات تمثيلية عالية وتركيز.

اقرأ أيضاً





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى