حزب فوكس اليميني المتشدد في إسبانيا ينوي اقتسام السلطة في مدريد
[ad_1]
يدلي الناخبون بأصواتهم في الانتخابات المحلية بالعاصمة الإسبانية، مدريد، في الرابع من مايو/ أيار المقبل، وهي الانتخابات التي احتلت مركز الاهتمام في حملاتها قضية إدارة الأزمات المتعلقة بكورونا وسط انقسام شديد يعكسه المشهد السياسي الإسباني.
ويبدو أن زعيمة المحافظين في مجلس مدينة مدريد، إيزابيل دياز أيوسو، تقترب من تحقيق الفوز بهذه الانتخابات وسط حملات انتخابية شابها بعض العنف الذي بلغ حد التهديد بالقتل، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى أن الحزب الشعبي، الذي تنتمي إليه إيزابيل، في طريقه إلى مضاعفة عدد مقاعده في مجلس مدينة مدريد.
لكن هذا الفوز قد لا يكون كافيا بالنسبة لها لتفادي الحاجة إلى دعم حزب آخر من أجل تشكيل الإدارة في العاصمة.
ويدير الحزب الشعبي شؤون مدينة مدريد منذ 26 سنة، كما دخل في ائتلاف يحكم المدينة مع حزب المواطنين، الذي يبدو أنه يصارع من أجل الحصول ولو على مقعد واحد في المجلس في هذه الانتخابات منذ 2019.
وقد يضطر الموقف الراهن إيزابيل للجوء إلى تشكيل ائتلاف بمشاركة حزب فوكس اليميني المتشدد، وهو ثالث أكبر حزب في البرلمان الإسباني.
“أريد الحكم وحدي”
حتى الآن، تتجنب رئيسة مجلس مدينة مدريد، 42 سنة، الرد على الأسئلة التي تتناول الاحتمالات المطروحة أمامها.
وقالت إيزابيل دياز أيوسو: “أريد أن أحكم وحدي، فالائتلافات ليست جيدة، خاصة وقت الحاجة إلى إجراء إصلاحات عميقة تلزم لاستعادة الحياة الطبيعية في مدريد”.
ويأمل فريق أيوسو، حتى إذا لم تتمكن الرئيسة المحافظة لمجلس المدينة من تأمين الأغلبية المطلقة في المجلس بواقع 69 مقعدا، أن يكون هناك انقسام بين الأحزاب اليسارية يقلل من فرص منع مرشحتهم من تشكيل حكومة أقلية. وفي ضوء هذا الاحتمال، تظل أيوسو في حاجة إلى دعم حزب فوكس في إطار جهود دعم وتأييد على مستوى أقل من الائتلاف.
ورغم الهجوم الذي تعرض له حزب فوكس بسبب زعمه أن أطفال المهاجرين يشكلون عبئا على الميزانية المحلية، أظهرت نتائج استطلاع رأي أجرته مؤسسة متروسكوبيا أن حوالي 78 في المئة من أنصار الحزب الشعبي الإسباني يؤيدون دخول الحزب في ائتلاف مع حزب فوكس اليميني المتطرف.
وقالت أيوسو إن شعار حملتها “حرية” يلخص أيدولوجيتها التحررية وفكرها اليميني الوسطي.
وتتضمن هذه الأيدلوجية تشجيع خفض الضرائب وتشجيع مصارعة الثيران علاوة على التخفيف النسبي للقيود المفروضة من أجل الحد من تفشي فيروس كورونا.
وكانت أيوسو، خلال الموجات السابقة من الوباء، تدفع في اتجاه التقليل من القيود من أجل حماية اقتصاد العاصمة. ومعنى ذلك، على سبيل المثال، فتح الحانات والمطاعم بشكل أقرب إلى الأوضاع الطبيعية في مدريد مقارنة بغيرها من المدن الإسبانية.
وقالت إيزابيل: “أثناء الأشهر الأصعب على الإطلاق من انتشار الوباء، أظهرنا للجميع أن العيش بأسلوب الحياة في مدريد يعني أن يتصرف الناس بمسؤولية بينما يتم التعامل معهم كأشخاص راشدين”.
لكن معارضي هذا النهج السياسي يركزون على أن مدريد بها ثاني أعلى معدل انتشار للعدوى لكل 100000 من السكان بعد إقليم الباسك. كما يشيرون إلى أن العاصمة الإسبانية بها أعلى نسبة إشغال لوحدات العناية الفائقة لمرضى كوفيد19، إذ يحتل تلك الوحدات 44 في المئة من إجمالي المرضى بالوباء في مدريد.
ووقع صدام بين أيوسو ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو صانشيز، الذي ينتمي للحزب الاشتراكي، بسبب مطالبة رئيس الحكومة المتكررة للإدارة في العاصمة باتخاذ إجراءات أكثر صرامة. وأثناء الحملة الانتخابية، اتهم صانشيز أيوسو بممارسة “الاستقطاب والإهانات والإثارة”، مؤكدا على أن هذا “ما لا تحتاج إليه مدريد”.
في المقابل، اتهمت أيوسو الحكومة المركزية في إسبانيا بأنها خاضعة لسيطرة متشددين على غرار النظام الحاكم في فنزويلا.
وابل من التهديدات بالقتل
عكست الطبيعة الحادة للحملة الانتخابية الانقسام العميق بين اليسار واليمين حول السياسات الوطنية. وتلقى بعض الساسة وابلا من التهديدات بالقتل، أغلبهم من اليسار. كما استهدفت تلك التهديدات أيوسو أيضا، مما زاد من التوتر الذي يسود المشهد السياسي في مدريد.
وكان بابلو إغليسياس، من حزب أونيدوس بوديموس، من السياسيين الذين تلقوا مثل هذه التهديدات، إذ أكد أن بعض أفراد أسرته استُهدفوا بينما تلقى هو رسالة عبر البريد تحتوي على أربع طلقات نارية فارغة.
لكن عضوة مجلس مدينة مدريد عن حزب فوكس، روسيو مانستيريو شككت في مزاعم التهديد التي رددها إغليسياس، رافضة إدانة هذا التهديد. وأدى ذلك إلى قرار من قبل الأحزاب اليسارية الرئيسية – أونيدوس بوديموس والاشتراكيون وماس مدريد – بمقاطعة المناظرات الانتخابية التي يشارك فيها الحزب اليميني المتشدد.
في غضون ذلك، أشار إغليسياس، الذي استقال من منصبه كنائب لرئيس وزراء إسبانيا من أجل خوض انتخابات المحليات في مدريد، إلى أن التصويت المقبل يمثل خيارا مصيريا بين أحزاب اليسار من جهة والحزب الشعبي وحزب فوكس من الجهة الأخرى.
وكتب النائب المستقيل لرئيس الوزراء الإسباني تغريدة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قال فيها: “الديمقراطية أو الفاشية – 4 مايو/ أيار”، في إشارة إلى التصويت المرتقب.
[ad_2]
Source link