أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

كيف نواجه انتقاد الآخرين … مقال بقلم الدكتورة هلا السعيد

إيسايكو: كيف نواجه انتقاد الآخرين … مقال بقلم الدكتورة هلا السعيد

حياتنا مليئه بالحبيب والعدو احيانا نعتقد بحب بعضهم لنا ومن ثم نكتشف انه عدو احيانا اعتقد انه صديق فاكتشف انه يريد تدميري او التقليل من قدراتي وانجازاتي ولهذا اليوم سأشارك جميع متابعيني بموضوع بغايه الاهميه وهو…

عنوان الموضوع
((كيف نواجه انتقاد الآخرين))

احب ان أوجه بعض الاسئله لمن ينتقد الاخرين
– من اعطاك الصلحيه بان تكون ناقد للاخرين؟؟
– هل انت مثالي لتنتقد الاخرين؟

وهنا سوف نتحدث عن الموضوع بوجهة نظر متخصصه
فنلاحظ تفنن كثيرون في توجيه سهام النقد لكل من حولهم والانتقاص من قيمة أي شيء يقال أمامهم، لتبدو وكأنها هوايتهم المفضلة، فهم دائما يعترضون ولا شيء يعجبهم او يثير اهتمامهم، وفي احيان كثيرة ليس لديهم مبرر حقيقي لمواقفهم، فقط يريدون إبداء رأيهم المخالف حتى وإن كان هذا الموضوع لا يمسهم من قريب أو بعيد..
وهناك اشخاص لا يفقهون شئ وليس لديهم ثقافه ولديهم مشاكل كثيرة وحياتهم الاسريه او العمليه فاشله ويلاحظ ان لديهم نقاط سلبيه ويحاولون انتقاد الغير وخاصه من هو ناجح ومحبوب من الاخرين وحقق سمعه جميله
هذا انسان لا يعرف شيئا في الحياة الا الانتقاد، فهو شغله الشاغل ولا يمكنه أن يشارك بحديث أو يدلي برأيه او ان يدخل بنقاش الا ليكون الهدف الأساسي والرئيسي هو الانتقاد لتقليل من قيمه من أمامه
وأقول هذا إنسان مريض يفتقد لثقته بنفسه وثقته للأخرين.
ويظهر مرضه يتصيد اخطاء الأخرين وكأنه إنسان كامل وتتعجب من قدرته وكيف يبحث عن أي نقطة سلبية سواء في الشخص أو الموضوع أو الفكرة التي طرحت لتحولها لانتقاد سريع وكأنه يكره أن يرى شيئاً كاملاً أو حتى ايجابياً.
الانسان قد ينتقد لكن بعقلانية أو بعد أن يحدد الأمور الايجابية في الأمر وبعدها ينتقد، الا أنها أحياناً لا تجد أي ايجابية لأي أمر وحتى الأشخاص ما أن يذكر اسم أي فتاة أو شاب حتى تبدأ بانتقادهم بشكل مزعج من ناحية الشكل واللبس والشخصية والعمل. أنها صفة مزعجة جداً بهذه الفتاة جعلت أغلب الفتيات يبتعدون عنها، خصوصاً أن شخصيتها مليئة بالأمور السلبية لكننا لا نعتمد أسلوبها.

وهذه النماذج الناقدة من الأشخاص الذين نجدهم منتشرين بكثر في مجتمعاتنا نقول لهم مصاصون الطاقة الايجابيه والحماس لدي الاخرون وهم منتشرا وبكثرة في المجتمع، حيث هناك أشخاص لا يحبون اظهار الجوانب الإيجابية لدي الاخرين ، إنما دورهم في منع من أمامهم بالتقدم للأمام، فيكون كل همهم وهدفهم وشغلهم الشاغل انتقاد الآخرين بغض النظر عن مدى صحة هذا الانتقاد وجعل من امامهم محبط لديه طاقه سلبيه وبمعني صريح يمتصون التفائل والامل من حياته .
رأي التخصص العلمي بمصاصون الطاقه:
وانا كمتخصصه اجد أن السبب الرئيسي في قيام بعض الأفراد في المجتمع بالانتقاد، يعود في المقام الأول الى :
١-ضعف الشخصية
٢-عدم قدرة الأفراد على القيام بنجاحات
٣-الغيرة والضعف.
٤-الفشل فهو إنسان فاشل بحياته منغمس بمشاكل مع كل من حوله
٥- لا يحب نفسه ولا يحب الأخرين
٦- التنشئة الاجتماعية:
تلعب دورا كبيرا في ذلك ، كما أن النمط المعيشي والظروف الاقتصاديه تلعب دور بتكوين شخصيه سلبيه محبطه تعمل علي التقليل من جهد الآخرين وعدم ابراز أي نجاح لهم والأنانية والانتقاص يؤثر في ممارسة الشخصية لهذا السلوك.

ونلاحظ أن هناك بعض من الأسر تمارس الانتقاد بشكل ملحوظ وأمام الآخرين بتقليل من قيمه افراد الاسرة ويحرجوهم بالمقابل هناك أشخاص لا يتحملون هذا الانتقاد مما يولد مشاجرات ومشاكل بين الأفراد.
وفي ذلك اري أن هذه النوعية من من الناس لديهم مشكلة في محاولة ابراز الذات بشكل خاطئ، ويبحثون دائماً عن نقد الآخرين وكأنها الطريقة الوحيدة التي يثبتون فيها وجودهم.
وهي حالة من عدم الثقة بالنفس كونه يكون قد تعرض لحياة مضطهدة ويسقط ما مر عليه على شكل اضطراب نفسي، مبيناً أنه لا يمكن أن ينتقد نقد بناء لأنه مر في حالات حرمان شديدة وعنف وعزلة ونبذ من الناس.
لذلك يحاولون بشكل مستمر اثبات وجودهم بهذه الطريقة، ودائما يتصدون لأي موضوع بغض النظر عنه من أجل توجيه الأنظار لانفسهم، الا أنهم يشعرون من دواخلهم بأنهم أشخاص سلبيون.
و أن التعامل مع هذه الفئة من الناس يجب أن يكون بالتجاهل وعدم المجاملة، كونهم أشخاصا يعانون من عدم الاتزان النفسي وتدني مفهوم الذات لديهم ما يجعلهم يسقطون مشكلاتهم النفسية جميعها على الآخرين من خلال الانتقاد المستمر.
و ان هذا النمط من الشخصية يرى ان الانتقاد يعطيه قيمة ما، حيث إنه يقدم لمن حوله خدمة معلوماتية نقدية تصحيحية. هذا الشخص القيم عنده مختلفة فهو يرى انتقاداته تصحيح مسار، وملاحظاته مهمة، فهو شخصية في بعض الأحيان تسعى للكمال في كل شيء وهذا يجعل التعامل معه أمر غير سهل.
وهناك كثير من الأشخاص يتقبلون الانتقاد اذا تم تغليفه بقالب إيجابي، اما اذا كان سلبي المضمون وسلبي الاسلوب فهذا أمر ينذر بحدوث الكثير من الصدامات المجتمعية وفي الأسرة ايضا.

ما هي أنواع النقد؟
يمكن تقسيم النقد إلى ثلاثة أنواع رئيسية كالتالي:
1- النقد الذي لا صلة له بالموضوع
مثلا عملت اليوم جيد لكن ملابسك ليست جميله او تسريحه شعرك بشعه فضرب نجاحه بالعمل بتقليل من ملابسه او شكله الخارجي ليذهب انظار الشخص وفرحته بنجاحه بنقاط ضعف
ولعل هذا النوع من الانتقاد هو الأكثر انتشارًا، فالبعض لا يهمهم شيء سوى انتقاد كل شخص وكل شيء، فنجدهم يرمون بتعليقاتهم للآخرين والتي لا تكون ذات صلة في بعض الأحيان بالموقف الراهن. كأن ينتقد أحدهم ملابس زميله في العمل الذي طلب منه أن يعطيه رأيه في العمل الذي انتهى من إنجازه. مثل هذا النوع من الانتقادات لا يستحق أن يتم الرد عليه، أو إيلائه أي أهمية. بل في الواقع، يعتبر تجاهل مثل هذه الانتقادات الحل الأمثل للتغلب عليها.

2- النقد المدمر
مثل انت شخص غبي فاشل لا تمتلك اي ايجابيات
ويأتي هذا النوع من الانتقاد في شكل هجوم مباشر على الشخص وعلى شخصيته حيث يستخدم المنتقد في الغالب عبارات محبطة تقلل من قيمة الفرد وتؤدي إلى قتل شخصيته. عبارات مثل: “أنت شخص غبي ولا تمتلك أي كفاءة!” أنت أناني ومغرور…” كلها تشير إلى النقد المدمر، لذا فإن واجهتك مثل هذه الانتقادات، تأكد من أن هناك شيئًا خاطئًا من وراء هذه الانتقادات تأكد من ان هناك شيئا خاطئا من وراء هذه الانتقادات وأن هناك خللاً ما في الشخص الذي يوجه هذا الانتقاد. . فالشخص الواعي حقا لا يلجأ أبدًا لاستخدام العبارات الجارحة بهدف النقد. ولابد لك في مثل هذه المواقف أن لا تأخذ هذه الانتقادات على محمل الجد وأن تمتلك من الثقة ما يكفي لتجاهلها دون أن تسمح لها بالتأثير عليك.

3- النقد البناء
وهو النقد الذي يهدف إلى تصحيح خطأ أو خلل ما ويقدم تجربة تعلم جديدة للشخص. حيث يستخدم النقد البناء الفعال ما يعرف بـ “تقنية الشطيرة” أو “sandwich technique” باللغة الإنجليزية، وهي تقنية يتم فيها وضع محتوى النقد المراد إيصاله بين عبارتين ايجابيتين، تمامًا كما حال اللحم الذي يوضع بين قطعتي الخبز في الشطيرة. على سبيل المثال، يمكن أن يأتي النقد البناء في شكل عبارة كالتالي:
“اقدر لك حقًا مدى اجتهادك في العمل وسرعة إنجازه، لكني أعتقد أنك يجب أن تكون أكثر حذرًا، فقد نسيت أن ترسل لي الملف المطلوب مع البريد الإلكتروني، وارتكبت بعض الأخطاء في عملية جمع البيانات، ولكن بشكل عام، شكرًا لك على جهودك.”
يسهم هذا النوع من النقد في تطور الفرد ومساعدته على التعلم بشكل أسرع، لذا لابد من الأخذ به وتقبله بروح رياضية والسعي للاستفادة منه. .

طرق فعالة للتعامل مع النقد:
وفيما يلي خمس طرق فعاله تساعدك على تحقيق أكبر فائدة من النقد البناء الذي قد تتلقاه خلال مسيرتك العلمية والمهنية
١- ان تكون ثقتك بنفسك كبيرة وان تفهم الشخص الناقد
هل هو حبيب او عدو ؟
ماهو المقصد من الانتقاد؟
هل حياته مثاليه ؟
٢- كن دائمًا مستعدًا للنقد
لا تخلو حياتنا من النقد، ولا بد أن نتعرض له في مرحلة من مراحل حياتنا. لذا وكما هو الحال مع مختلف المواقف من حولك، حضر نفسك لتلقي بعض التغذية الراجعة السلبية حول أدائك سواءً في العمل أو المنزل أو غيرها. يمكنك أن تستعيد موقفا مشابها في الماضي تعرضت فيه للنقد. كيف شعرت حينها؟ تخيل لو أنك امتلكت القدرة على العودة للوراء، تحديدًا إلى ذلك الموقف، كيف كنت ستتعامل معه هذه المرة؟ أعد تخيل الموقف عدة مرات في رأسك بطريقة تضمن لك الحصول على النتيجة التي أردتها. كما يمكنك أن تستعين بصديق مقرب لك لإعادة تمثيل الموقف الماضي أو تخيل مواقف نقد جديدة والتدرب على الرد بطريقة إيجابية.
٣- تجنب الانسياق وراء مشاعرك
تسبق المشاعر التفكير في غالب الأحيان. بمجرد أن يتلقى أحدهم انتقادًا، سيشعر بأنه يتعرض للهجوم، وتندفع مشاعر قوية في داخله، الأمر الذي قد يدفعه للتصرف دون تفكير مما يسبب الندم في كثير من الأوقات. الأمر الجيد هو ان هذه المشاعر ما تلبث أن تتلاشى بمجرد أن يستلم العقل زمام الأمور، لذا إن شعرت بمثل هذه الأحاسيس القوية، امنح نفسك بعض الوقت قبل أن ترد، خذ نفسًا عميقًا، عد للعشرة، أو قم بأي أمر يشتت انتباهك في الوقت الحاضر حتى تهدأ مشاعرك وتستجمع أفكارك وتتمكن بعدها من تقديم رد يحقق لك نتائج مرضية.
٤- كرر العبارات التي سمعتها إحدى أفضل الطرق للرد على النقد تتمثّل في تكرار الانتقاد الذي سمعته باستخدام كلماتك الخاصة. ذلك ان الشخص الذي انتقدك سيتوقع منك أن تنفعل أو تنكر ما قاله لك، ويجهز نفسه للدفاع عن وجهة نظره هذه، لكن في حال بدأت الحديث بتكرار الجملة أو العبارة التي قالها، فأنت بذلك تسهم في تلاشي دفاعاته هذه وجعله أكثر تقبّلاً لردك ورأيك حول ما قاله.
٥-تغلب على شعورك بضرورة الدفاع عن نفسك
عندما نشعر بأننا نتعرض للهجوم سواءً كان ذلك هجومًا حقيقيًا بالأسلحة أو هجومً شفويًا بالكلمات، فالعقل يبادر مباشرة للدفاع عن نفسه والرد على هذا الهجوم بنفس القوة، لكن في حال دربت نفسك على الاستماع فقط، فأنت بهذه الطريقة اكتسبت أداة قوية تساعدك على تجاوز معظم المواقف الصعبة وتقبّل النقد بروح رياضية. فالاستماع يشعر الطرف الآخر بالراحة ويجعله أكثر انفتاحًا وتقبلاً لسماعك ومعرفة وجهة نظرك حول ما قاله لك.
٦- ناقش باحترام
على الرغم من انك قد تختلف مع الانتقاد الذي وجهه إليك شخص معين، الا انك مع ذلك تستطيع جعل هذا الموقف إيجابيًا لكليكما. يمكنك على سبيل المثال الاعتراف وتقبل فكرة أن الشخص الذي أمامك لديه وجهة نظرة تختلف عن وجهة نظرك، وهكذا فأنت تتجنب الوقوع في فخ محاولة إثبات ان أحدكما محق والآخر مخطئ.
من خلال الاتفاق على ان لكل منكما وجهة نظر مختلفة، يمكنك المضي في النقاش للوصول إلى نقطة التقاء. فإذا وافقت الشخص الآخر بعد النقاش، قد تصل إلى مرحلة تتقبل فيها رأيه وتشكره عليه، وإن لم تفعل، يسعك حينها أن تبدي رأيك وتوضح وجهة نظرك بل وتقترح حلولاً أخرى للتعامل مع الموقف أو تطلب المساعدة إن شعرت بحاجة إلى ذلك. لكن المهم قبل كلّ شيء هو تحافظ على الاحترام المتبادل أثناء النقاش، فهو أساس كل تواصل إيجابي بناء، وفقدانه يعني فقدان المنفعة المرجوة من هذا التواصل وضياعها.

وأخيرا انصحكم…..
التحكم في النفس عندما تضع في موضع الانتقاد ومواجهة الآخرين لان عندما تواجه انتقاد تحدث تغيرات بجسدك، فتجد ضربات قلبك تزداد وتشعر باحمرار وجهك وربما يصل الأمر إلى الشعور ببرودة الأطراف. فلا تترك كل ذلك يتحكم بك ويتحكم بتصرفاتك على العكس حاول أن تهدئ من نفسك، وأن تبعد تأثير الغضب على عقلك ولا تتركه يجعلك تنفعل وتتصرف بناءا عليه بشكل غير لائق، كما أن عدم التحكم في كل تلك الأمور سيؤدي إلى خروج بعض الألفاظ منك دون التفكير فيها.
تذكر الانواع الثلاثه من الانتقاد وكن ذكي بالتعامل مع الناقد
في كل مرة تتعرض فيها للانتقاد، ابدأ بتحديد نوعه، وبعد التأكد من انه نقد بناء، اتبع الخطوات الخمس السابقة للخروج بأكبر فائدة ممكنة منه، اما في حال تبين لك أنه نقد مدمر، فعليك في هذه الحالة تجاهله، لأن الخوض في نقاش مع منتقد يسعى لتدميرك ليس سوى معركة خاسرة لا نفع منها.


الدكتورة هلا السعيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى