فيروس كورونا: ما سبب الارتفاع الحاد في عدد الإصابات في تركيا؟
[ad_1]
- محمود حمشيجي
- بي بي سي تركي – اسطنبول
يهيمن الزحام على كل شيء.. الشوارع ومراكز التسوق وحركة المرور. يتوافد البعض إلى محطة الحافلات الرئيسية للخروج من اسطنبول، بينما يحاول البعض الآخر تخزين المشروبات الكحولية وسط أنباء عن “حظر المشروبات الكحولية”.
هذا هو المزاج السائد مع استعداد تركيا يوم الخميس للدخول في أول إغلاق كامل بسبب وباء فيروس كورونا بهدف الحد من زيادة عدد الإصابات والوفيات.
وتهيمن على مجموعات تطبيق واتسآب الآن رسائل حول كيف ستكون الحياة في الأيام القادمة.
وكان يُنظر إلى تركيا في هذا الوقت من العام الماضي على أنها تجربة ناجحة في مكافحة الوباء، بل وأشادت بها منظمة الصحة العالمية.
وبعد مرور عام، أصبحت تركيا من بين البلدان الأكثر تضرراً من كوفيد-19 بمعدل إصابات هو الأعلى في القارة الأوروبية.
كيف ارتفع معدل الإصابة في تركيا
لا تزال أنقرة فخورة بإجمالي عدد الوفيات المنخفض نسبيا والذي يبلغ حوالي 39 ألف حالة، وتقول السلطات إن الوباء لا يزال تحت السيطرة بفضل نظام الرعاية الصحية القوي في البلاد، لكن الارتفاع المفاجئ في عدد الحالات مثير للقلق.
وفي أعقاب فترة ثانية من القيود التي دخلت حيز التفيذ في نوفمبر/تشرين الأول من العام الماضي، انخفض عدد حالات الإصابة اليومية إلى حوالي 6 آلاف في وقت ما في منتصف فبراير/شباط الماضي.
ولكن موجة جديدة اجتاحت تركيا بمجرد أن بدأت الحكومة في تخفيف القيود في مارس/ آذار الماضي.
فأعادت الحكومة بعد ذلك مجدداً فرض القيود في بداية أبريل/نيسان الجاري، لكن ذلك الإجراء لم يكن كافياً للحد من انتشار العدوى.
فقد بلغ معدل انتشار العدوى ذروته في أبريل/نيسان الجاري حيث كانت هناك أكثر من 60 ألف حالة إصابة جديدة يومياً وأكثر من 300 حالة وفاة.
لماذا حدث ذلك؟
وفقاً للمنتقدين، فقد رفعت الحكومة التركية القيود في وقت مبكر جداً، ولم تكن عملية التلقيح تجري بالسرعة الكافية.
فقد تم تلقيح أكثر من 22 مليون شخص حتى الآن في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 82 مليون نسمة.
وتستخدم تركيا بشكل أساسي لقاح سينوفاك الصيني، بالإضافة إلى أعداد أقل من لقاح فايزر-بيونتيك.
وقال وزير الصحة التركي فخر الدين قوجه مؤخراً: “لقد سرعنا دبلوماسية اللقاحات فيما يتعلق بلقاحات سينوفاك وفايزر-بيونتيك واللقاح الروسي سبوتنيك”.
ومن الانتقادات الأخرى الموجهة للحكومة أن حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظم مؤتمرات حاشدة في مارس/ آذار الماضي بينما تم حظر العديد من التجمعات الاجتماعية والاحتجاجات العامة.
ويقول الخبراء أيضاً إن السلالات الجديدة، وخاصة سلالة كنت البريطانية قد ساهمت في زيادة معدل الإصابات.
وأياً كان سبب الموجة الجديدة، فقد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أخيراً عن إغلاق كامل بدأ اعتباراً من الساعة 19:00 مساء الخميس بالتوقيت المحلي (16:00 بتوقيت غرينتش) حتى 17 مايو/آيار المقبل.
ما هي الإجراءات الجديدة؟
- سيضطر الناس إلى البقاء في المنازل باستثناء الخروج لتسوق الضروريات والعلاج الطبي العاجل
- سيتطلب السفر بين المدن موافقة رسمية
- ستغلق المدارس وستُفرض قيود صارمة على القدرة الاستيعابية لمستخدمي وسائل النقل العام
- ستكون مبيعات المشروبات الكحولية محدودة
- ستكون بعض الأعمال معفاة من القيود الجديدة
ويشعر العديد من الخبراء بالسعادة إزاء الإغلاق الجديد لأنهم يقولون إنه ضروري.
ومع ذلك، يجادل البعض بأن الإغلاق لن يستمر لفترة كافية لمكافحة ارتفاع الحالات وأنه قد لا يكون فعالاً للغاية إذا لم يكن مدعوما ببرنامج تلقيح أسرع، ويرون أن أي تدابير يجب أن توفر أيضاً دعماً اقتصادياً لذوي الدخل المنخفض.
وهناك تصميم في عموم المجتمع التركي على رؤية نهاية لهذه الموجة، ولدى الحكومة هدف واضح.
وقال أردوغان: “في الوقت الذي تدخل فيه أوروبا مرحلة إعادة الفتح مجدداً يجب أن نخفض بسرعة عدد حالات الإصابات لدينا إلى أقل من 5 آلاف حتى لا نتخلف عن الركب”.
ومن المقرر أن تستمر الإجراءات طوال بقية شهر رمضان وعيد الفطر الذي يليه.
وكانت تركيا قد شهدت في العام الماضي انخفاضا بنسبة 70 في المئة في عدد الزوار الأجانب، وتأمل صناعة السياحة أن يساعد الإغلاق في إعادة الفتح في الوقت المناسب لموسم السياحة في الصيف.
[ad_2]
Source link