أخبار عاجلة

زخات مطر صيف ضعيفة! | جريدة الأنباء


مفرح الشمري- [email protected]

يتساقط المطر في فصل الشتاء حاملا الخير الوفير ويعتبره الناس أساس الحياة والعطاء لذلك يفرحون بقدومه، لكن «المطر» في مسلسل «مطر صيف» مختلف كليا لأنه يسقط في غير موسمه على شكل قطرات لا تسمن ولا تغني من جوع و«لا يبلل الماشي» كما تقول أغنية فؤاد سالم «حجيك مطر صيف ما بلل اليمشون»!

«مطر صيف» المعروض حاليا على العديد من القنوات الفضائية ومنها شاشة تلفزيون الكويت من الأعمال الدرامية التي تناقش العلاقات الأسرية والانشقاقات التي تصل أحيانا إلى المحاكم وحتى القتل بحجة «اسم العايلة وهذا أو هذي مو من ثوبنا»، القصة فكرتها ليست بجديدة على المشاهدين لأنهم شاهدوها أكثر من مرة في أفلام الأسود والأبيض والأفلام الحالية سواء كانت عربية أو أجنبية، لكن الجديد فيها عودة المخرج مناف عبدال إلى الأعمال العصرية بعد نجاحاته في الأعمال التراثية، والتي حقق فيها جائزة شعلة «الأنباء» لأفضل إخراج العام الماضي عن مسلسله «محمد علي رود» وترشح للجائزة في الموسم الذي سبقه عن «الديرفة».

العمل تأليف ياسر حمداني وهو نصه التلفزيوني الأول، وتتناول أحداثه أكثر من محور وخط درامي، فهنالك في المحور الأول قصة الأب «غانم» (سعد الفرج) الذي يتهم بقتل زوجته ويسجن ظلما، وعندما يخرج من السجن بعد تنازل أهل زوجته التي تزوجها من دون رضا والدته يجمع أولاده «حسين المهدي ومشاري المجيبل وحصة النبهان» حوله ويحاول رعايتهم وتعويضهم عما عانوه طوال فترة غيابه، ويتحمل مشاكلهم وتساعده في ذلك شقيقته «مضاوي» (نور) المتزوجة من «عدنان» (إسماعيل الراشد) الذي يعمل عند شقيق غانم «نايف» كـ «مطراش» لأن شخصيته ضعيفة، وهو الأمر الذي جعل زوجته تتخلى عنه.

يبدأ «غانم» في البحث عن قاتل زوجته للانتقام منه، ويتضح من الأحداث ان القاتلة إحدى قريبات غانم الذي حرم من ورث العائلة بعد ان استغل شقيقه نايف (أحمد مساعد) كره أمه له وكتب «الحلال» لنفسه، رافضا مساعدة شقيقه بعدما قبض عليه بسبب «كمبيالة» بقيمة 75 ألف دينار وقعها عن ولده جاسم الذي توفي بحادث مروري، وعلى الرغم من محاولة أولاد غانم وعمتهم إقناع عمهم «نايف» بتسديد الكمبيالة إلا ان كل محاولاتهم باءت بالفشل فيضطر «عبدالله» (حسين المهدي) المتاجرة بالمخدرات حتى يتمكن من إخراج والده من السجن ولكن يقع في شر أعماله ويدخل السجن بالإضافة إلى أخيه «يوسف» (مشاري المجيبل) بعد مشاجرته مع موظف الجامعة «بدر» (عبدالله بهمن) الذي شوه سمعته من أجل ان ينفرد بحب «شيخة» (روان العلي) والتي تميل إلى يوسف أكثر، وتقوم «أبرار» (حصة النبهان) بقص شعرها حزنا على والدها وإخوتها لأنهم في السجن.

المحور الثاني من العمل هو قصة «مبارك» (عبدالرحمن العقل) وزوجته «ابتهال» (انتصار الشراح) التي تزوج عليها «مها» (ميس كمر) والتي تسعى للانتقام من ابتهال وابنتها «حنان» (منال الجارالله) المصابة بإعاقة ذهنية وحركية فوجدتها «مها» فرصة لتعذيبها خصوصا بعد قرار «مبارك» أن تعيش في بيته بعيدا عن أمها التي غضبت من زواجه، وحتى يرد الصـــاع لـ «سميرة» (زينة مهدي) التي كشفت خبر الزواج، اعترف لها بأنه ليس والدها ولا ابتهال أمها، بل خالتها!.

الرؤية الإخراجية التي يقدمها المخرج مناف عبدال في العمل عادية وتخلو من الإبهار والتشويق، وقد يعود السبب الى ان هذا العمل لم ينفذ لشهر رمضان أصلا وإنما كان من المفترض عرضه قبل رمضان أو بعده لذلك لم يبذل المخرج مناف جهده الذي شاهدناه في «الديرفة» و«محمد علي رود» او حتى «عافك الخاطر»، لذلك تسير أحداثه على إيقاع هادئ وأحيانا ممل، ولولا وجود الفنانين القديرين سعد الفرج وعبدالرحمن العقل لم يكن ليحظى بالمتابعة لرتمه البطيء وكثرة «الفلاش باك»، إضافة إلى ان عملية مونتاج الحلقات لم تكن دقيقة زمنياً ومكانياً، الأمر الذي يتشتت معه ذهن المتابع كما ان القصة عادية جدا ولا تتحمل هذا المط والتطويل.

حشد النجوم وعلى رأسهم سعد الفرج وعبدالرحمن العقل ومعهما انتصار الشراح ونور وميس كمر وحصة النبهان بالإضافة إلى الثلاثي حسين المهدي ومشاري المجيبل وعبدالله بهمن لم يستغله المخرج لتقديم عمل متماسك الأركان رغم وجود هذه الكوكبة من النجوم الذين حاولوا على قدر استطاعتهم ان يتميزوا، كل في دوره، كما شهد العمل سقطات غريبة مثل مشهد قص «أبرار» (حصة النبهان) لشعرها بعد سجن والدها وإخوانها، حيث كان مثيرا للسخرية، حيث ان لون شعرها أسود لكن عند تسليط الكاميرا على الشعر المقصوص يظهر لونه مختلفا، ومثل هذه الثغرات الإخراجية تؤثر حتماً على العمل وهي عديدة!

إلى جانب «غانم» (سعد الفرج) و«مبارك» (عبدالرحمن العقل) تلفتنا «مها» (ميس كمر) التي تثير كره المشاهد لشخصيتها المستفزة بتصرفاتها وحركاتها، فهي تعطيك انطباعا بأنها نقية كالعسل ولكن في الخفاء «حية رمل» تلدغ و«تخش» راسها.

واللافت للنظر أيضا في هذا العمل المقدمة والنهاية والموسيقى التصويرية التي تصدى لتنفيذها مبارك مبارك الذي فاز في شعلة «الأنباء» مرتين على التوالي في الموسم الثاني عن مقدمة مسلسل «الديرفة» والموسم الماضي عن مسلسل «محمد علي رود»، وكنت أتمنى ان تسير أحداث العمل بانسيابية جميلة كموسيقيته في المقدمة والنهاية لأنها تبحر بك إلى مناطق بعيدة من المتعة والخيال، ولكن للأسف جاءت مشاهد أحداث «مطر صيف» البطيئة والمملة في مرات عدة لا تسمن ولا تغني من جوع لأن «زخاتها» لم تكن مؤثرة، وأحد الأسباب الرئيسية في ذلك ضعف الرؤية الإخراجية ونمطية النص.

اقرأ أيضاً





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى