أخبار عاجلة

مارغريت مغامرة نص ودور | جريدة الأنباء

[ad_1]

قراءة نقدية: محمد بسام الحسيني

يصح في مسلسل «مارغريت» أن نقول انه عمل محيّر لجهة ردود الفعل الأولية عليه وتأثيره على النقاد والمشاهدين.. فإما أن تُحبّه أو لا.

هو مغامرة نص ودور تخوضها الفنانة حياة الفهد في تعاون متجدد مع الأخوين شمس (محمد وعلي)، لكنها مغامرة محسوبة على غرار «أم هارون»، العمل الذي قدمته في العام الماضي، واحدث تأثيراً كبيراً فنياً وسياسياً.

المسلسل ليس خفيفاً أو سطحياً، بل يرتكز على رمزية تضج بالرسائل السياسية بدءاً من الرشوة المجتمعية التي يمارسها المتنفذون ليسهل عليهم التحكم بأهل السياسة والناس، ولا يستثنى رجال الأمن ورجال الدين طبعاً.. فالكل يؤدي دور الدمية بيد مارغريت سواء عن حسن أو سوء نية، ومن يرفض، كجبران الصحافي، هناك دائماً وسيلة لتطويعه وتركيعه وتدفيعه الثمن!

«مارغريت» إذن واجهة أنيقة لرواية قصة ذات مغزى ورسائل..

في المضمون، القصة جميلة، لكن الحوارات شكسبيرية ممسرحة، وغالباً ثقيلة أكثر من اللازم على الأذن بالنسبة لمسلسل تلفزيوني، وربما ما شجع الممثلين على الجنوح نحو «الإلقاء المسرحي» كون بيئة القصر اشبه بخشبة مسرح، حيث تدور دسائس الخدم والمستشارين والحاشية الانتهازية والخائنة المجسّدة بشخصية مزيد (حسن البلام)، بالموازاة نتابع مشاكل أفراد عائلة مارغريت وصراعاتهم وكوابيسهم وعقدهم النفسية وطموحاتهم، فالابنة الكبرى المتنمرة على زوجها عاقرـ بحسب والدتها التي لا تتورع عن الإتيان بضرة لابنتها في مكيدة لحماية الثروة.

الابنة الوسطى محاطة بهلاوس ابنتها التي تدفعها للاعتقاد بأنها ارتكبت جريمة قتل وصيفتها عبر دفعها على الدرج، رغم أن الفاعل الحقيقي هو وصيفة أخرى استغلت الموقف.. أما الابنة الصغرى فطموحها الغناء.

لون المسلسل ليس جديداً على الدراما الخليجية وإنما نادر نسبيا على غرار «إفراج مشروط» للكاتب عبدالمحسن الروضان قبل موسمين، لكنه الأول من نوعه في مسيرة الفنانة حياة الفهد التي تطل كـ «دوقة» أو سيدة إقطاعية، ويبدو أنها تستمتع بأدائها محاطة بمجموعة جيدة من الممثلين.. هبة الدرّي تواصل إثبات أنها الجوكر القادر على أداء أي شخصية مهما كانت صعوبتها.

حسن البلام سبق أن خاض تجربة الابتعاد عن الكوميديا، بل كان رائداً في بطولة مسلسل «اليوم الأسود» للكاتب فهد العليوه قبل سنوات، وها هو يعود بشخصية مثيرة للجدل، لكن يُحسب عليه في «مارغريت» بعض المحاولات الأشبه بالخروج عن النص، ومزج السخرية بالمواقف الجادة في غير مكانها، كمشهدي المقبرة.. وسؤاله حبيب مارغريت السابق إن كان سيقضي معها عطلة في المالديف! لكن بالمقابل، عندما تقترب الدراما من حدود المسرح والحوارات المسرحية فذلك لا شك ملعب يجيد البلام فيه التسديد، لذلك نراه يُمتعنا في العديد من المشاهد سواء بضحكة أو نظرات وانفعالات الشر، مثبتاً نجاحه في الوقوف كبطل لعمل أمام حياة الفهد.

ريم أرحمة، أخيراً تبدأ بالحصول على أدوار بعيدة عن النمطية تظهر قدراتها التمثيلية الكبيرة، وهي نجمة العمل بامتياز، واختيار أكثر من موفق.. معقدة نفسياً، طيبة، جميلة، وأنيقة في آن.. وريم تجيد التعبير عن الخلطة في هذا العمل.

ليالي دهراب موفقة في أدائها .. بشار الشطي، لا تكفي الحلقات الأولى لحسم شخصيته حتى الآن، لكن حضوره في تصاعد، أما الثنائي نور الشيخ وخالد الشاعر، فكان من الأفضل ألا يكونا من جديد طرفي قصة حب مشتركة، بعد ظهورهما مكرراً، وهو ما يضفي شيئاً من الفتور على خط كان يجب أن يكون أكثر زخما، وهو من أخطاء «الكاستينغ».

من جهته، يؤدي حمد العماني دوراً عادياً مقارنـــة بظهــــوره الأجمل هذا الموسم في مسلسل «سما عاليــــة»، رغم أن شخصية فواز التي يؤديها ليست بسيطة.

إخراجياً، العمل جيد، ويلتف المخرج باسل الخطيب على محدودية اللوكيشنات لتأمين التناغم مـــــع روح المسلسل بخلق مشهدية مستوحاة من الطابع الإنجليزي داخل القصر، وفي الحديقة والخَضار الممتد فيها والمعتمد كخلفية للعديد من المشاهد ووجود الخيول.. ليوحي بأن البيئة العربية المحيطة بمارغريت تأثرت بوجودها.

ويلفتنا بعض الومضات مثل مشهد حمل «مارغريت» لقطّ على طريقة «دون كورليوني» في فيلم «العرّاب»، حيث تمتزج ملائكية المظهر بشرّ النوايا «المافياوية»، ومشهد الثلوج الذي اجتهد فريق الإخراج والتطوير قدر المستطاع في تقديمه كصورة جديدة على العين في عمل خليجي، رغم بدائيتها.

الإضاءة الخافتة المعززة بموسيقى تصويرية باعثة على التوتر تلعب دورها أيضاً، والأهم الأزياء التي تشهد عناية متزايدة بالأعمال الخليجية عموماً خلال الأعوام الأخيرة مع الماكياج، وهو ما دفعنا في لجنة جائزة «شعلة الأنباء للدراما» إلى إضافة هذه الفئة في دورة هذا العام الرابعة التي تنطلق ترشيحاتها في شهر نوفمبر المقبل.

أزيــــاء مســــلســــل «مارغريت» من تصميم ابتسام الحمادي، وهي مصممة لامعة في المجال ولمساتها واضحة ومؤثرة في العمل.

يبقى الحكم النهائي على «مارغريـــت» معلقاً على ما ستحمله باقي الحلقات ثم النهاية.. استكمـــالا للـــبدايــــة التي انطلقت بتعدد الرواة كل حسب طريقة حكمه على الواقع ومن منظوره بأسلوب مثير.

لكن أياً تكن النهاية أمر لابد منه، تحية للفنانة القديرة حياة الفهد على كسر النمطية وجرأة التنويع واستمرار العطاء.



[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى