ميغيل دياز كانيل: المهندس الذي خلف الأخوين كاسترو في قيادة كوبا؟
[ad_1]
خلف ميغيل دياز كانيل، الزعيم الكوبي راؤول كاسترو في مناصبه الأساسية، فبعد أن تولى منصب رئيس البلاد في 2018، نصبه الحزب الشيوعي الكوبي الآن في منصب الأمين العام للحزب الحاكم، الذي يُعتقد أنه أكثر قوة وتأثيرا من منصب الرئيس.
وبهذا التنصيب تكون كوبا قد أنهت مرحلة حكم عائلة كاسترو، ممثلة برئاسة فيديل كاسترو وأخيه راؤول، لأول مرة، منذ أكثر من 60 عاما.
فمن هو ميغيل دياز–كانيل وما مسيرته المهنية والحزبية التي أوصلته إلى قمة هرم السلطة في كوبا؟
كان دياز كانيل بعيدا عن الأضواء نسبيا عندما عُين لأول مرة نائبا لرئيس مجلس الدولة في كوبا في عام 2013، بيد أنه بات منذ ذلك التاريخ اليد اليمنى للرئيس راؤول كاسترو.
وقد أعدَّ خلال السنوات الخمس اللاحقة لتولي الرئاسة ولعملية انتقال السلطة إليه خلفا لكاسترو. وفي عام 2018 طرح اسمه مرشحاً وحيداً للرئاسة حيث انتخب بنسبة تزيد عن 99 في المئة.
وامتلك دياز كانيل (60 عاما) قبل هذا التعيين خبرة سياسية طويلة في أروقة الحزب الشيوعي الحاكم في كوبا أو في مؤسسات الدولة فيها.
صعود مطرد
ولد دياز كانيل في أبريل/نيسان عام 1960، أي بعد أكثر من عام على أداء فيدل كاسترو اليمين رئيسا لوزراء كوبا.
وبعد إنهائه دراسة الهندسة الكهربائية، بدأ حياته السياسية في العشرينيات من عمره، عضوا في اتحاد الشبيبة الشيوعية في سانتا كلارا، المدينة التي شهدت المعركة الأخيرة في الثورة الكوبية وما زالت إلى يومنا هذا تُعرف باحتوائها على ضريح الثائر تشي جيفارا.
وأثناء عمله في تدريس الهندسة في جامعة محلية، شق طريقه في تولي مناصب قيادية في اتحاد الشبيبة الشيوعية ليصبح السكرتير الثاني للاتحاد وهو بعمر 33 عاما.
ولعب أيضا دورا رئيسيا في الحزب الشيوعي في المقاطعة التي نشأ فيها؛ فيلا كلارا، والتي كان يقال أنها خلال فترة قيادته للحكومة المحلية فيها قد تمتعت بحريات أكبر من أجزاء البلاد الأخرى.
ويقول بعض سكانها إنها شهدت إقامة حفلات موسيقى الروك التي كانت ممنوعة في عموم البلاد. وهي أيضا معقل “إيل ميهونخه” أشهر مراكز مجتمع الميم (مجتمع مثليي الجنس ومزدوجي الميول الجنسية والمتحولين جنسيا) الثقافية في كوبا منذ عام 1958.
ويقول مالك المركز إن النادي لم يكن سيستمر في الوجود لولا دعم فيلا كلارا.. فالنادي يُرحب “بأي شخص مختلف” في زمن لم تكن كوبا الشيوعية ترحب بذلك.
“بلا غرور”
وعلى الرغم من عمل دياز كانيل في القيادات الرسمية الكوبية على المستوى المحلي، إلا أنه قضى عشر سنوات أخرى حتى عام 2003، ليصل إلى عضوية المكتب السياسي، وهو اللجنة التنفيذية للحزب الشيوعي، في عام 2009.
وبعد تولي راؤول كاسترو زعامة البلاد عام 2009 خلفا لشقيقه فيديل الذي تنحى طوعا، عُين في منصب وزير التعليم العالي، ثم في منصب نائب الرئيس في عام 2013.
وقد امتدح راؤول كاسترو، وهو الرجل الذي وقف وراء دعم دياز كانيل، ما سماه بصعوده المطرد و “صلابته الأيديويولوجية”.
وعندما اختاره لمنصب الرجل الثاني بعده، شدد كاسترو على القول إن دياز-كانيل يتسم بأنه “بلا غرور”، ويعد ذلك إطراءً في حزب ظل يهيمن عليه الأشخاص الذين قاتلوا إلى جانب فيدل كاسترو في زمن الثورة.
وقال راؤول كاسترو الجمعة، في حديث قبل التنصيب الرسمي لزعيم الحزب الجديد، إنه يسلم القيادة إلى جيل جديد أصغر “مشحون بالعاطفة والروح المناهضة للإمبريالية”.
ويتفق معظم المحللين على أنه حتى لو أراد أن يُحدث تغييرات تهز البنية القائمة، ستظل يداه مقيدتين، بدور المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب، وعلى وجه الخصوص، مع توقع استمرار كاسترو في ممارسة تأثير قوي مخفي على سياسة الدولة حتى بعد تنحيه من مناصبه.
وعلى الرغم من أن دياز كانيل قد أُعدّ طوال السنوات الأخيرة الماضية لخلافة راؤول كاسترو، إلا أنه من الصعب معرفة موقفه بوضوح من عدد من القضايا الأساسية. فهو وإن كان يُصنف في عداد التيار المعتدل في القيادة إلا أن مواقفه الأخيرة تعكس توجها أكثر تشدداً وخاصة في ما يتعلق بالموقف من العلاقة مع الولايات المتحدة وتحرير الاقتصاد الكوبي.
وتنتظر دياز كانيل تحديات كبيرة، فالبلاد تعيش أخطر أزمة اقتصادية تواجهها منذ عقود؛ فقد ضرب وباء كوفيد-19 قطاع السياحة الذي تعتمد عليه في كثير من وارداتها ، كما أضرت الإصلاحات المالية والقيود التي فرضتها إدارة ترامب بالاقتصاد الكوبي، الذي شهد انكماشاً بنسبة 11 في المائة العام الماضي.
[ad_2]
Source link