أخبار عاجلة

هل تغني السلال الغذائية عن موائد | جريدة الأنباء


ليلى الشافعي

مع حلول بداية شهر رمضان كل عام تعودنا أن نرى اجتماع الفقراء حول موائد الإفطار في المساجد وفي المناطق العمالية بمختلف مناطق ومحافظات الكويت والأماكن التي يتواجد فيها عدد كبير من العمال والفقراء، حيث تقدم لهم الوجبات الجاهزة التي يتكفل بها المحسنون من أهل الكويت، لكن مع الظروف الطارئة لتفشي وباء كورونا، وحرصا على صحة الجميع لجأت الجمعيات والمبرات الخيرية بتوزيع السلال الغذائية للأسر وللعمالة وللمحتاجين، فهل تغني هذه السلال عن إفطار الصائم؟ هذا ما سنعرفه من خلال هذا التحقيق.

أكد رئيس مجلس إدارة جمعية الحكمة الكويتية د.أحمد الملا، أن توزيع السلال الغذائية على المحتاجين قد عوضت عن ولائم الافطار وأنها تعتبر بديلا مناسبا، لافتا الى أن ولائم الإفطار سيبقى لها جوها الرمضاني الخاص، لكن الظروف الحالية اقتضت التوقف عن ولائم الإفطار للاشتراطات الصحية لمقاومة الوباء.

وقال: وقد تمت معالجة ذلك عن طريق توزيع الوجبات الجاهزة في مقرات تواجد العمالة، وقامت الجمعية بتوزيع عدد 150 وجبة إفطار على عمال هيئة التعليم التطبيقي، وذلك يوميا ومستمر طوال شهر رمضان بإذن الله.

من جهته، قال رئيس مجلس ادارة جمعية الهداية الخيرية بندر بن دليل: السلال الغذائية هي حدث طارئ وهو بديل عن وجبات إفطار الصائم، فكانت السلال الغذائية تماشيا مع إجراءات مكافحة جائحة كورونا.

وأكد بن دليل أن الأصل في مشروع إفطار الصائم هو الوجبات الجاهزة، وأرى أنها الأفضل، فانتشار الموائد في المساجد كانت فيه فرحة وسعادة للمحتاجين، وتعتبر مظهرا من مظاهر الشهر الكريم، لذا قامت جمعية الهداية بتوزيع كوبونات شراء بجانب السلال وزعت على الأسر المتعففة.

لم تعوّض

ويضيف عضو مجلس الإدارة رئيس لجنة المشاريع الداخلية في الجمعية الكويتية للوقف الإنساني والتنمية فيصل الدغيشم قائلا: لا أعتقد أن توزيع السلال قد عوض بشكل كامل نظرا لظروف الحظر الجزئي، بل دخل مستفيدون آخرون وهم طلبة البعثات وحراس الأمن في الجامعات وكليات التعليم التطبيقي، أما من فقد هذه فهم سائقو التكاسي والباصات والركاب وعمال بعض الجهات القريبة من المساجد.

من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة جمعية الصفا الخيرية محمد الشايع، إنه انطلاقا من قول الباري تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء

ولا شكورا)، وقوله صلى الله عليه وسلم: «خياركم من أطعم الطعام»، وفي ظل أزمة انتشار فيروس كورونا، والتزاما بالاشتراطات الصحية، فقد قامت الجهات الخيرية في دولة الكويت بتنفيذ مشروع السلال الرمضانية عوضا عن ولائم إفطار الصائمين الذي اعتاده أهل الكويت في شهر رمضان المبارك، بحيث تشتمل على عدة أصناف من المواد الغذائية الأساسية التي تكفي أسرة مكونة من خمسة أفراد طوال الشهر الفضيل.

وبين الشايع أن هذه السلال أغنت عن الحاجة الى ولائم الإفطار، حيث وفرت المؤونة للأسر المتعففة والعمال والمحتاجين وأعانتهم على أداء هذه الفريضة، مضيفا أن تنفيذ هذا المشروع داخل الكويت يعكس الدور الفاعل للجهات الخيرية الكويتية.

عدم توافر أماكن الطهي

ويرى مدير عام جمعية إنسان مبارك العازمي إن السلال الغذائية كمواد غير مطهية تجزئ وتدخل في فضل إفطار الصائم كما أفتى بعض العلماء، وبظروفنا الطارئة بجائحة كورونا تعتبر بديلا ناجحا الى حد ما، لكن هناك مواقع وجهات لا يستطيع المستفيدون طهي الطعام كالعمالة في الجهات الحكومية وفي المستشفيات وغيرها من ناحية الأمن والسلامة، ومن ناحية عدم توافر أماكن تحضير الطعام، فالحاجة لتوفير ولائم جاهزة قائمة، لذا فإننا كجمعية إنسان قمنا بالترتيب حسب الإجراءات الصحية الاحترازية بتنفيذ الولائم لحاجة العمالة هناك، وقد قمنا في غيرها من مواقع بتوفير ما يزيد على 5000 سلة غذائية للأسر الفقيرة والعمالة التي لديها أماكن لتحضير الطعام.

ويضيف رئيس مجلس إدارة جمعية الأسر المتعففة بدر المبارك، أن السلال الغذائية في رمضان للأسر المتعففة ضرورية، ومع ذلك فلا ننكر أن موائد الإفطار في المساجد كان يتجه لها كثير من العمال، لكن لظروف تفشي كورونا كان الأفضل للجميع توزيع سلال وكذلك أخذنا الإذن من وزارة الشؤون بتوزيع الوجبات الجاهزة لسد حاجة العمال الذين لا تسمح ظروفهم بمغادرة عملهم.

موائد الإفطار الأساس

من جهته، أكد رئيس مجلس إدارة مبرة العوازم الخيرية حمد البسيس، أن توزيع السلال الغذائية لم يغن عن موائد الإفطار التي كانت تخدم فئة كبيرة من العمالة، هؤلاء تضرروا حيث لا يوجد لديهم وقت ويرجعون من عملهم متأخرا، كما أنهم لا يعرفون الطبخ.

وقال: لذا تقوم مبرة العوازم بتوزيع الوجبات الجاهزة أمام المساجد، حيث نوزع يوميا حوالي 1650 وجبة أمام مساجد الكويت بدءا من الوفرة الزراعية والوفرة الصناعية والعبدلي والرميثية وسلوى، ومساجد أخرى، حيث يبدأ التوزيع الساعة الخامسة على المحتاجين بالإضافة إلى توزيع 100 سلة غذائية يوميا على الأسر المتعففة.

وأضاف رئيس مجلس إدارة جمعية مناهج الصالحين الخيرية عبدالمحسن بن عريج: نعم عوضت السلال الغذائية موائد الطعام في المساجد ودخلت السلال بشكل جديد لم يعرفه الكثير من الناس من قبل كإفطار صائم، وكانت وجبات الإفطار للعمالة وجانب من الأسر، لكن الآن بحمد الله توجد لدينا سلال غذائية لإفطار الصائم للعمالة خاصة بهم، وتمت مراعاة أن تشمل على المعلبات الجاهزة لسهولة تحضيرها للإفطار من علب الخضار والفول والتونة والتمر وغيرها.

وهناك سلال غذائية أخرى للأسر، ولفت الى أنه تم توزيع السلال يوميا يستفيد منها 2000 شخص يوميا، وهدفنا أن نصل في 13 رمضان الى توزيع 10500 سلة، ولكن تظل فوائد إفطار الصائمين للفقراء في رمضان عرفا إسلاميا بدأ منذ عهد النبوة الى عهدنا هذا، وسيعود بإذن الله بعد انجلاء غمة كورونا، وسنظل أيضا نوزع السلال للعائلات.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى