أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

الشخصية المشهورة … مقال بقلم الدكتور عبدالله الغامدي

إيسايكو: الشخصية المشهورة … مقال بقلم الدكتور عبدالله الغامدي

يطمح كل إنسان أن يكون له قيمة وقوة، وأهمية ومكانة في بيئته، ولدى مجتمعه، كما يرجو أن يكون من المشهورين والمعروفين بين الناس، فيشار إليه، ويسمع قوله، وتنفذ طلباته، ويعمل الآخرون على رعايته وإجلاله.

وكل إنسان له حاجات أساسية، وحاجات ثانوية، كالحاجة إلى كسب نفوذ وسلطة، واكتساب سمعة ورفعة، وهي التي يكافح من أجل الحصول عليها بوسائل متنوعة، وأساليب مختلفة؛ كتقديم خدمة، وبذل مادة، وتوثيق علاقة، ونيل شهادة، وتطوير مهارة.

وتعد الشهرة سمة ساحرة، جاذبة، مغرية؛ فيها لذة ونشوة، ومتعة ونعمة، لكنها بوجه عام هي نقمة وفتنة، وداء ومعضلة، فالشهرة الواسعة، والأضواء الساطعة؛ قد تجعل الشخص يفتن وينحرف، وقد يصاب بالنرجسية والغرور، والتصلب والتعنت، فلا يأخذ بنصيحة، ولا ينقاد لحقيقة.

أنظر إلى المشهور في أقواله وأفعاله، وشاهد سلوكه ونشاطاته، والتي قد ترى عليها التأخر والبلادة، والقصور والحماقة، وكم من مشهور لديه ضلالات وانحرافات؛ تخالف دين الله تعالى، وفطرته التي فطر الناس عليها.
وكم من مشهور قام بالبطش والجور، والغش والخداع، وكم من مشهور استحل المحرم، وخالف المنهج، وغرر بصنيعه الجاهل والغافل.

بل وقد تجد بين طلاب العلم من يهدف إلى الصيت والتبجيل، والفخر والاشتهار، وهذا فعل يوقعه في أتون الشرك الخفي، فلا ينبغي أن يشرك رضا المخلوق مع رضا الخالق، وفي الحديث الشريف: (من طلب العلم ليجاري به العلماء، أو ليماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه؛ أدخله الله في النار).

ولكن ينبغي إحسان الظن بمن جاءته الشهرة والسمعة، ونال الحفاوة والمكانة، فلا نتهمه باللهث خلفها، أو الجري نحوها، فالنيات لا يعلمها إلا الخالق سبحانه وتعالى، وهو الكريم الأكرم جل جلاله ؛ الذي إذا أحب عبداً جعل له القبول في الارض، وألقى محبته في قلوب الخلق، (إن الذين يعملون الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا)، أي يغرس لهم في قلوب عباده الصالحين محبة ومودة.

فعلى الإنسان المشهور أن يدرك واجباته، ويلتزم بمسؤولياته، وألا يقصد بأعماله سوى طاعة الله تعالى؛ دون اعتبار لرضا البشر، الذين سيحاسبونه على كل صغيرة وكبيرة تصدر منه، أو تظهر عليه.
كما يرجى أن يكون متواضعاً، وفعله سامقاً، وسلوكه عالياً؛ حتى يكون أسوة حسنة، وقدوة صالحة في كل أفعاله، وجميع خصاله.

د.عبدالله سافر الغامدي ـ جده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى