الأمير فيليب المولع بالطبيعة – BBC News عربي
[ad_1]
كان الأمير فيليب طوال حياته مهتماً بالطبيعة وحمايتها. وعادة ما خُططت الجولات الملكية بما يسمح له بإشباع هوايته في التجول في الحياة البرية، ومن بينها زيارته للقطب الجنوبي واستكشاف الحياة الطبيعية فيه بشكل مباشر.
وكان دوق أدنبرة من أوائل الواعين للمخاطر التي تهدد حياة الكثير من الأنواع. ويقول تشارلز سيكريت، المدير السابق لمجموعة الضغط “أصدقاء البيئة”، إن الأمير فيليب “كان محافظاً على الحياة البرية قبل أن يكتسب الأمر شعبيته الحالية”.
وتابع: “تجلى ذلك في إصراره الدائم على لفت أنظار الناس إلى المشاكل الهامة المتعلقة بانقراض بعض الأنواع، وتدمير البيئة الطبيعية للحيوانات البرية”.
وكان من الطبيعي اختيار الأمير فيليب رئيساً لما عُرف آنذاك بـ “الصندوق العالمي للحياة البرية”.
وأضفى الأمير الحماس على الكثير من المبادرات، مثل حملة إنقاذ الباندا.
وكان الحفاظ على الباندا بالنسبة للأمير فيليب جزءاً من احترام التنوع البيولوجي، وليس مجرد الحفاظ على أحد الأنواع ذات المظهر اللطيف.
وقال ذات مرة: “إنه أمر رائع أن يكون في كوكبنا هذا التنوع في أشكال الحياة، وكلها تعتمد على بعضها البعض”.
وتابع: “وأعتقد أنه طالما لدينا نحن البشر قوة القتل والإبقاء، أو الانقراض والاستمرار، يجب أن نمارسها بوازع أخلاقي. لم نتسبب في انقراض أحد الأنواع إن لم نكن مضطرين لذلك؟”.
لكن ثمة واقعة من الماضي ظلت تطارد دوق أدنبرة، ففي أوائل ستينيات القرن الماضي، أثناء زيارته للهند مع الملكة، أطلق النار على نمر.
الدفاع عن الصيد
وتسببت الواقعة في غضب عالمي، والتُقطت صورة آنذاك ظهر فيها النمر على أنه جائزة، الأمر الذي زاد الطين بلة.
والنمور الآن أحد الأنواع المهددة بالانقراض، لكنها لم تكن كذلك آنذاك.
ويقول سيكريت: “كان الأمر مختلفاً في الستينيات. أعتقد أنها واقعة يمكن تقبلها وتسويتها في تاريخ الأمير فيليب”.
وبعد سنوات، أصبح صيد الثعالب مصدر قلق كبير في بريطانيا، ومُنع تماما في إنجلترا واسكتلندا وويلز.
لكن الأمير فيليب دافع عن الصيادين ومحبي الصيد، بطريقة أثارت استياء المجموعات المحافظة على البيئة.
وقال صراحة إنه “ثمة فائدة في حب الناس للصيد، لأنك إذا أحببت لعبة صيد أحد الأنواع، ستكون حريصا على بقائها لتكون متاحة للصيد العام القادم تماما كما المزارع”. وأضاف: “تريد أن تحصدها (الحيوانات)، لا أن تقضي عليها”.
لكن الأمير كان على وفاق مع دعاة الحفاظ على البيئة في الكثير من الأمور الأخرى. وأصبح مستقبل الغابات أحد القضايا التي نظّم الصندوق العالمي للحياة البرية حملات لحمايتها، وذلك بعد تغيير اسمه إلى الصندوق العالمي للطبيعة.
وتحولت الأولوية حينئذ للتعاون مع الحكومات، خاصة في الدول النامية، لإقناعهم بالتوقيع على اتفاقيات للتنمية المستدامة.
وقال: “أعتقد أن الكثيرين يدركون أنه لا يمكن الاستمرار على هذا المنوال إذ كان الضغط عليهم شديدا. لكنهم إذا وقعوا الاتفاقيات الخاصة بحماية البيئة، سيكون لديهم الفرصة للتصدي للمعارضين لإجراءات حماية البيئة”.
وكانت المشكلات الخاصة بالمحيطات والصيد الجائر على رأس القضايا البيئية التي تصدى لها الأمير فيليب خلال عمله ممثلاً للصندوق العالمي للحياة البرية. وتقاعد من رئاسة الصندوق بعد حوالي 20 عاما.
وكان الأمير قد وصل لسن التقاعد الذي يحدده الصندوق، لكنه استمر في نشاطه المعتاد داخل المنظمة، وكان يتصرف باستقلالية.
وحسب تعبير سيكريت “لم يلق الأمير بالاً لنوعية المتلقين أو من يتحدث إليهم، ودائماً ما عبر بصراحة عن ما يجول في رأسه، وتحدث بجرأة عن قناعاته، بغض النظر عن التبعات”.
وأضاف: “وحتى عندما يختلف المرء في الرأي مع شخص ما، فإن أعظم القرائن على سلامة نية الإنسان هو أن يتحدث بقناعة وأمانة، ووضوح”.
وسيفتقد المهتمون بالطبيعة، الروح المقاتلة والتفاني من أجل القناعات، اللتان كان يتمتع بهما الأمير.
[ad_2]
Source link