انقلاب ميانمار: ملكة جمال البلاد تقف في وجه الجيش
[ad_1]
نادرا ما تتصدر خطابات المتسابقات في مسابقة ملكة الجمال عناوين الصحف.
لكن عندما تحدثت هان لاي، ملكة جمال ميانمار، الأسبوع الماضي ضد الفظائع المزعومة التي ارتكبها جيش بلدها، جذب خطابها الانتباه.
وقالت في احتفال ملكة جمال غراند انترناشيونال 2020 في تايلاند: “اليوم في بلدي ميانمار… هناك الكثير من الناس يموتون. أرجوكم ساعدوا ميانمار. نحن بحاجة لمساعدتكم الدولية العاجلة الآن”.
منذ أكثر من شهر بقليل، كانت هان لاي البالغة من العمر 22 عاما في شوارع يانغون، أكبر مدينة في ميانمار، للاحتجاج ضد الجيش.
بدأت الاضطرابات في ميانمار قبل شهرين عندما سيطر الجيش على البلاد، ما أدى إلى إلغاء انتخابات ديمقراطية فاز فيها حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية بزعامة أونغ سان سوتشي بأغلبية ساحقة.
عندما خرج عشرات الآلاف من الناس إلى الشوارع، في جميع أنحاء البلاد للاحتجاج على الانقلاب، استخدم الجيش خراطيم المياه لتفريقهم. وبعد أسبوع تصاعد رد الجيش إلى إطلاق الرصاص المطاطي ثم الذخيرة الحية.
وجاء اليوم الأكثر دموية في الصراع يوم السبت الماضي، عندما قتل أكثر من مئة شخص. وقدرت مجموعة مراقبة محلية العدد الإجمالي للقتلى بأكثر من 500. ووفقا لمنظمة إنقاذ الطفولة، 43 من القتلى كانوا من الأطفال.
وقررت هان لاي، طالبة علم النفس في جامعة يانغون، استخدام المسابقة كمنصة للتحدث عن وطنها على المسرح الدولي.
وقالت لبي بي سي في مقابلة هاتفية من بانكوك: “في ميانمار، يحتجز الصحفيون… لذلك قررت التحدث علانية”.
وهي قلقة الآن من أن خطابها الذي دام دقيقتين ربما يلفت انتباه الجيش لها. وقالت إنها قررت البقاء في تايلاند لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.
وقالت هان لاي إنها كانت تعلم قبل مغادرتها إلى تايلاند أنها من المحتمل أن تعرض نفسها للخطر، وستحتاج إلى البقاء هناك لفترة من الوقت.
وقالت: “أنا قلقة للغاية على عائلتي وأمني، لأنني تحدثت كثيرا عن الجيش وعن الوضع في ميانمار. يعلم الجميع في ميانمار أن هناك قيودا على التحدث عما يحدث”.
“نصحني أصدقائي ألا أعود إلى ميانمار”.
مخاوف الفتاة ليست باطلة. إذ ذكرت وسائل إعلام رسمية أن القوات الأمنية أصدرت، الأسبوع الماضي، مذكرات توقيف بحق 18 من المشاهير و”المؤثرين” على مواقع التواصل الاجتماعي وصحفيين اثنين، بموجب قانون ضد المواد “التي تهدف إلى تمرد أحد أفراد القوات المسلحة أو التجاهل لواجبهم”. كل هؤلاء تحدثوا ضد الانقلاب.
وقالت هان لاي إنه لم يتصل بها الجيش أو أي مسؤول آخر بعد خطابها، لكنها قالت إنها تلقت تعليقات تضمنت تهديدات على حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضافت “هددوني على مواقع التواصل الاجتماعي قائلين عندما أعود إلى ميانمار .. السجن ينتظرني”. هي لا تعرف من يقف وراء تصريحات التهديد. وقالت إن الغالبية العظمى من تعليقات وسائل التواصل الاجتماعي كانت داعمة.
وتابعت هان لاي قائلة إن العديد من زملائها الطلاب، الذين احتجت معهم في الأسابيع الأولى بعد الانقلاب، قد سجنوا. وبحسب جماعة ناشطة في جمعية مساعدة السجناء السياسيين، فقد اعتقل ما لا يقل عن 2500 شخص في الحملة العسكرية القمعية.
وذكرت هان لاي أن أحد أصدقائها قُتل.
وقالت: “لم يكن يحتج حتى. ذهب إلى مطعم ليشرب بعض القهوة ذات مساء وأطلق أحدهم النار عليه”.
وأضافت هان لاي إن عائلتها في أمان، لكن التواصل معهم متقطع لأن الإنترنت يُقطع بانتظام في ميانمار. وطلبت من بي بي سي عدم نشر اسم بلدتها لحمايتهم.
تصريحات هان لاي حول السياسة في بلده بما في ذلك النقد المباشر لجيش ميانمار والدعوات في مقابلة مع المعجبين على القناة الرسمية للمسابقة إلى “الفوز بالثورة”، ليست شائعة بين المشاركات في المسابقة، اللاتي غالبا ما يفضلن البقاء ا بعيدا عن السياسة،.
وفي حديثها قبل المسابقة، دعت ليف تشيلي، ملكة جمال كمبوديا، المعجبين إلى الابتعاد عن السياسة.
لكن هان لاي ترى أن التحدث علنا هو “واجبها”. ووصفت زعيمة بلادها التي أطاح بها الجيش، أونغ سان سوتشي، بأنها “أكبر إلهام لها”. واتُهمت الزعيمة الديمقراطية المخلوعة الأسبوع الماضي بانتهاك قانون الأسرار الرسمية في ميانمار، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى السجن 14 عاما.
وخططت هان لاي سابقا للتدرب لتعمل مضيفة طيران بعد التخرج، لكنها قالت إنها غير متأكدة الآن من المسار الذي يجب أن تسلكه. وقالت إن البعض حاول إقناعها بدخول السياسة، لكنها لا تعتقد أن هذا مجالها.
في غضون ذلك، تخطط هان لاي للاستمرار في التحدث علانية.
وقالت: “هذه جرائم ضد الإنسانية، ولهذا السبب نريد أن تتخذ الأمم المتحدة إجراءات عاجلة. نريد عودة قائدتنا ونريد عودة الديمقراطية الحقيقية”.
[ad_2]
Source link