أمازون: ما المعركة التي تدور بين الشركة وعمالها؟
[ad_1]
- جاين ويكفيلد
- محررة التكنولوجيا
شارك العمال في شركة أمازون في بيسمير بولاية ألاباما الأمريكية في استفتاء تاريخي، ليقرروا ما إذا كانوا يريدون أن تمثلهم نقابة عمالية في المتاجر الكبرى ومتاجر البيع بالتجزئة والجملة.
ومن المنتظر الإعلان عن النتائج الأسبوع المقبل، وإذا جاءت بالموافقة على هذا التحرك، فسيكون ذلك أول اتحاد نقابي للعاملين في أمازون في الولايات المتحدة.
وتقول أمازون إن الرواتب والمزايا التي يتلقاها العاملون فيها هي الأفضل في سوق العمل، وخاضت صراعا لإقناع العمال بالتصويت ضد هذا التحرك.
ويتفق الكثيرون على أن نتيجة هذا التصويت ستكون لها تداعيات كبرى على قوانين العمل في الولايات المتحدة.
ويقول بيتر رومان-فريدمان، رئيس مكتب غوبتا ويسلر للاستشارات القانونية، إن “السؤال الأهم في الولايات المتحدة الآن هو ما إذا كنا سنحصل على معاملة عادلة للعاملين في الشركات التي ستسيطر على مستقبلنا”.
“وستكون هناك تداعيات على الاقتصاد الحقيقي، وكذلك على شركات التكنولوجيا”.
“وفكرة أن يحصل العمال على مقعد على طاولة المفاوضاتهي مبدأ راديكالية بالنسبة للناس في وادي السيليكون”.
لم يريد العمالتمثيلاً نقابياً؟
لدى أمازون في الولايات المتحدة 800 مقر عمل، يعمل فيها 950 ألفا من العاملين بدوام كامل أو جزئي، ولا يشعر الكثيرون منهم بحاجة للانضمام لنقابة.
وبالنسبة لمن يريدون الانضمام لنقابة، لا يتعلق الأمر بالرواتب، إذ تدفع أمازون للعامل 15 دولاراً في الساعة في المتوسط، بجانب امتيازات أخرى.
لكن الأغلبية تتفق على أن ظروف العمل في المخازن قد تكون قاسية، فمتطلبات الوظيفة كثيرة، ويشكو الكثير من العاملين من آلام في الظهر وغيرها من المشاكل البدنية، نتيجة العمل لساعات طويلة غالبا ما تتطلب الوقوف في نفس المكان.
ويشير آخرون إلى مشاكل الصحة العقلية الناجمة على تكرار المهام، أو الشعور بأنهم ترس في ماكينة ضخمة لا يشعر فيها أحد بمشاكلهم.
ويشعر العاملون أن هناك الكثير من الأشياء الخارجة عن سيطرتهم، مثل نسق الورديات، والإجازات الأسبوعية والمرضية، والفصل عن العمل.
وأحد أكبر المشكلات هي الوقت المستقطع من مدة الوردية.
فعند بداية الوردية، يحسب النظام الإلكتروني الخاص بأمازون أوقات العمل والراحة المتعلقة بمهمة ما بناء على توقيت المسح الإلكتروني للقطع.
ويشكو البعض من شعورهم بانتهاك آدميتهم كون التكنولوجيا تراقب كل خطواهم.
هل يتبول العاملون في زجاجات؟
ونشر حساب أمازون تغريدة غير معتادة الأسبوع الماضي، رداً على ما قاله عضو مجلس الشيوخ الأمريكي مارك بوكان أن العمال يضطرون أحيانا للتبول في زجاجات لأنهم يشعرون بعدم وجود وقت كافٍ للذهاب لدورة المياه.
وكتب بوكان: ” منح 15 دولاراً في الساعة لا يجعل مكان عمل مثالياً طالما تعرقل انضمام العمال للنقابة وتجعلهم يتبولون في زجاجات”.
وردت أمازون: “هل تصدق حقا ما يشاع عن التبول في زجاجات؟”
“إذا كان الأمر كذلك، لما عمل أحد لدينا”.
وشارك الآلاف تغريدة أمازون، وقال الكثيرون إنها تسيء لسمعة الشركة.
وكان صاحب رواية التبول في الزجاجة البريطاني جيمس بلادوورث حيث كان يعمل متخفياً في أحد من مخازن أمازون في بريطانيا، في إطار بحث كان يقوم بإعداده حول العمال ذوي الرواتب الأقل في بريطانيا.
ورد بلادوورث على تغريدة أمازون بتغريدة يقول فيها “كنت أنا من اكتشف التبول في الزجاجات. صدقوني هذا الأمر يحدث”.
وفي الدورية العادية التي تستمر لمدة عشر ساعات، يحصل العاملون على فترتين للراحة، كل واحدة مدتها نصف ساعة.
هل تعرقل أمازون الانضمام للنقابة؟
وظهرت عدة اتهامات لأمازون بعرقلة التحرك النقابي، من بينها:
- تعديل نظام الإشارات خارج المخزن، لتقليل الوقت المتاح لمسؤولي النقابة لتوزيع المنشورات على العمال.
- حاولت الطعن على قرار المجلس الوطني لعلاقات العمال بإمكانية التصويت عن طريق البريد، لكنها فشلت.
- إدارة حملة كبيرة تطالب العمال بالتصويت ضد الانضمام للنقابة، عن طريق الرسائل النصية والملصقات والإشارات.
- دشنت حملة إعلانات ضد النقابة على منصتها، تويتش، لكنها أزالتها لاحقا.
وقال رئيس النقابة، ستيوارت آبلباوم، آنذاك إن أمازون “لم تترك حجراً في مكانه، وحاولت بكل الطرق، بما في ذلك الإعلانات على تويتش، في محاولة لترهيب وخداع العمال للتصويت ضد إنشاء نقابة”.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلنت الشركة عن حاجتها لأثنين من محللي الذكاء الصناعي، تشمل مهامهم الوظيفية مراقبة النشاط النقابي. لكنها ألغت الإعلان بعد أن انتشر الأمر في الأخبار المحلية.
ما الذي تقوله أمازون؟
قالت أمازون لـ بي بي سي إن “عضوية نقابة العاملين في المتاجر الكبرى ومتاجر البيع بالتجزئة والجملة تراجعت بحوالي 25 في المئة أثناء رئاسة آبلباوم لها، لكن هذا ليس مبررا لما يفعله من تزييف للحقائق”.
“ويعرف العاملون لدينا الحقيقة، بدءاً من الأجور التي تبلغ 15 دولاراً في الساعة، ومرورا بالتأمين الصحي منذ الانضمام للشركة، ومكان العمل الآمن الذي يستوعب كل العاملين”.
“شجعنا كل موظفينا على التصويت، وستُسمع أصواتهم في الأيام المقبلة”.
ما الردود الأخرى؟
وعززت أمازون خططها للعلاقات العامة في الأيام الأخيرة، لكن حصدت نتائج متباينة.
وذكر موقع إنترسيبت على لسان أحد مهندسي الأمن الإلكتروني في أمازون أنه ظن أن حساب أمازون نيوز تعرض للقرصنة، إذ أن التغريدات كانت “عدائية بلا داعي”.
كذلك الحال بالنسبة للتغريدة المتعلقة بالتبول في الزجاجات، إذ كانت لها عواقب عنيفة في صفوف أعضاء الحزب الديمقراطي، من بينهم عضوي الكونغرس إليزابيث وارين وبيرني ساندرز.
واتُهمت الشركة كذلك باستخدام حسابات مزيفة على موقع تويتر للترويج لبيئة العمل في الشركة.
واعترفت أمازون نفسها بأن أحد هذه الحسابات ليس لشخص يعمل في الشركة، لكنها لم توضح ما إذا كانت الشركة هي من دشنته.
هل لكورونا دور في الأزمة؟
زادت مبيعات الشركة في عام 2020 بحوالي 38 في المئة، وعينت أكثر من نصف مليون عامل إضافي.
لكن في الكواليس، تعرض العاملون في المخازن لضغط كبير للاستمرار في توفير البضائع للكثيرين خلال فترة الإغلاق.
وكان كريس سمولز من أوائل العمال الذين تساءلوا عما إذا كانت ظروف العمل في المخازن آمنة في ظل انتشار الوباء. وفُصل لاحقا بعد أن قالت الشركة إنه خرق قواعد التباعد الاجتماعي.
وفي فبراير/ شباط، رفع المدعي العام في ولاية نيويورك دعوى ضد أمازون، قال فيها إنها فشلت في حماية العاملين في المخازن ضد أخطار كوفيد.
ماذا عن باقي العالم؟
عادة ما تنخفض عضوية النقابات في الولايات المتحدة، إذ تبلغ نسبة النقابيين من العاملين في القطاع الخاص 6.3 في المئة، وفقا لإحصائيات وزارة العمل.
وفي المقابل، فإن العاملين في أمازون في اليابان والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وبولندا كلهم أعضاء نقابات.
ومؤخرا، دعا العاملون في ألمانيا لإضراب مدته أربعة أيام احتجاجا على الرواتب وظروف العمل. وفي إيطاليا، أضرب العاملون في أمازون عن العمل لمدة 24 ساعة بسبب ما قالوا إنه نمط عمل مرهق “والإدارة عن طريق الخوارزميات”.
[ad_2]
Source link