يورو واحد فقط تناله مالي كتعويض عن تدمير الأضرحة في تمبكتو
[ad_1]
بعد عقد على تدمير أضرحة أثرية في مدينة تمبكتو شمال مالي، حصل المتضررون أخيراً، على تعويض رمزي، قدمته المحكمة الجنائية الدولية.
وفي خطوة وُصفت بأنها “انتصار للتاريخ”، منحت المحكمة الجنائية الدولية حكومة مالي، والمجتمع الدولي بأكمله ممثلاً بمنظمة اليونسكو، تعويضاً قدره يورو واحد فقط، كبدل عن تدمير آثار المدينة المدرجة ضمن لائحة التراث العالمي.
دُمّرت أضرحة المدينة عام 2012 على يد جماعة أنصار الدين، التابعة للقاعدة، باسم مكافحة “عبادة الأصنام”.
وكانت المحكمة قد أدانت منفذ الهجوم أحمد الفقي المهدي لارتكابه “جريمة حرب” متمثلة بهدم عشرة معالم دينية وتاريخية في تمبكتو.
تلك كانت أول مرة تحكم المحكمة في قضية تتعلق بتدمير معالم ثقافية وتصنفها كجريمة حرب، على إثر شكوى تقدمت بها دولة مالي.
وفي عام 2016، حكم على الفقي بالسجن تسع سنوات، وبدفع مبلغ 2.7 مليون يورو للمتضررين.
وعملت اليونسكو منذ عام 2014، على إعادة تأهيل المساجد الثلاثة، جينقري بير وسانكوري وسيدي يحيى، وصون المخطوطات القديمة التي تعرّضت للحرق أو السرقة.
وقد بدأ دفع التعويضات الفردية والجماعية في شهر كانون الثاني/يناير الماضي، عملاً بقرار المحكمة الجنائية الدولية. ونظراً إلى القيمة العالمية للمباني المدمرة التي لا تقدر بثمن، فقد أمرت المحكمة بدفع مبلغ رمزي قدره يورو واحد إلى كل من دولة مالي واليونسكو.
تعرف تمبكتو بمدينة الـ 333 ولياً، في إشارة إلى كثرة الأولياء المكرمين الذين يرقدون فيها، وإلى تاريخها الإسلامي الروحاني الضارب في القدم، والذي شغل الرحالة والدارسين منذ قرون.
لعبت المدينة دوراً محورياً في نشر الإسلام في غرب أفريقيا، وكانت مركزاً للتعليم الإسلامي بين القرنين الثالث عشر والسابع عشر الميلادي، ومقراً لجامعات مدارس قصدها طالبو العلم من حول العالم.
منذ عام 1988، أدرجت مساجدها الثلاثة، إلى جانب القبور والأضرحة الموجودة فيها، على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
إلى جانب مكانتها التاريخية والعلمية والفقهية، اختزنت مكتبات تمبكتو نحو 700 ألف مخطوطة، ومنها كتب نادرة في الدين والعلوم والأدب والقانون، نجح أهل المدينة بإنقاذها من الهجمات، وحفظها في أماكن آمنة.
والآن، باتت كافة المخطوطات القديمة في المدينة، محفوظة في “مركز أحمد بابا للتوثيق”، وتتضمن مصاحف ونصوص إسلامية قديمة عمرها قرون.
وتمثّل الأضرحة والمقابر التي دمّرت، جزءاً أساسياً من تاريخ المدينة وقارة افريقيا عموماً، لأنها مراقد لأولياء يعتبرون في الثقافة الشعبية بمثابة حماة البلاد.
قالت مدعية المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا لوكالة فرانس برس: “حين بدأت التحقيقات مع فرقي، سأل الناس لماذا لا نحقق بجرائم الدم، ونلتفت للحجارة. لكن هذه رسالة مهمة جداً، إن تدمير أبنية تراثية لا يمكن أن يمر من دون عقاب”.
وكتبت المديرة العاملة لليونسكو، أودري أزولاي، على موقع المنظمة: “استُهدف تراث مالي الضارب في القدم لأنَّه يجسِّد الروح الحيَّة لمجتمع وشعب. لقد قدَّم الماليون درساً في التسامح والحوار والسلام في مواجهة التعصب. ولا تزال الاعتداءات على التراث الثقافي مستمرة في منطقة الساحل وفي العراق وسوريا واليمن وليبيا، ولذلك علينا المحافظة على التعبئة العالمية التي يمكن أن تحذو حذو ما جرى في مالي”.
يعد “الجامع الكبير” في بلده جينيه في تمبكتو أضخم بناية مشيدة من الطوب الطيني في العالم، ويوصف بأنه أجمل مثال على طراز العمارة السودانية السواحيلية.
يضم “الجامع الكبير” ثلاث مآذن مميزة، وتتسع قاعة الصلاة فيه لثلاثة آلاف شخص.
يُعاد بناء جدران “الجامع الكبير” في جينيه في شهر أبريل/نيسان من كل عام في يوم ملحمي أشبه بالعيد، إذ يتطلب ويتطلب البناء صيانة سنوية كما هو متبع مع بيوت البلدة التقليدية المبنية بالطين اللبن.
[ad_2]
Source link