هل تصبح الصين منافساً للنفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط؟ – صحف عربية
[ad_1]
- قسم المتابعة الإعلامية
- بي بي سي
تناقش صحف عربية الحضور المتنامي للصين في الشرق الأوسط مع تحول سياستها لتكون “لاعبا مركزيا” في قضايا المنطقة، مما يمثل تحدياً للنفوذ الأمريكي، حسب عدد من الكتاب.
ويرى كتاب أن التحالف بين الصين و روسيا و إيران في مواجهة الولايات المتحدة “يزداد قوة و صلابة” على وقع “حرب باردة” بين الغرب والصين.
وكان وزير الخارجة الصيني، وانغ يي، قد اختتم مؤخرا جولة في الشرق الأوسط، أعطى خلالها إشارات واضحة على أن بلاده تعتزم التحول للعب دور محوري في شؤون المنطقة.
كما أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن قلقه من التعاون الاقتصادي بين الصين وإيران.
تحول صيني تجاه المنطقة
تشير “القدس العربي” اللندنية في افتتاحيتها إلى تحول في سياسة الصين من “تفادى الاصطدام المباشر مع السياسات الأمريكية أو حتى الأوروبية إجمالاً” من خلال إدارة علاقاتها مع المنطقة على مستويات جماعية إلى “إدارة العلاقات على مستويات ثنائية مع الدول المنفردة أيضاً وبصرف النظر عن صراعاتها البينية، أو طبيعة ارتباطاتها بالسياسات الأمريكية”.
وتضيف الصحيفة أيضا إلى “الاقتراب الصيني من القضية الفلسطينية… ومن الواضح أن الصين تشن ما يشبه الهجوم الدبلوماسي المعاكس الذي لا يكتفي باختراق صفوف الدول الحليفة للولايات المتحدة، بل يسعى أيضاً إلى استمالة الدول المتنازعة مع واشنطن في هذه القضية أو تلك، بالإضافة إلى تشكيل نوع من القطبية الثنائية مع روسيا في وجه الولايات المتحدة”.
وتختم الصحيفة بالقول إن “سعي الصين إلى الجمع بين التناقضات، من نوع زيارة الرياض وطهران مثلاً، أو الاستمرار في تأييد نظام بشار الأسد، أو اضطهاد أقلية الإيغور المسلمة في شينجيانغ، لن يسفر بالضرورة عن حصيلة ملموسة أو مرضية”.
وترى نهى خلف في “رأي اليوم” اللندنية أن “ميزان القوى العالمي يشير إلى أن التحالف المضاد بين الصين و روسيا و إيران في مواجهة شبح المارد الأمريكي، هو الذي يزداد قوة و صلابة”.
ويقول سالم النعيمي في “الاتحاد” الاماراتية: “ستلعب إيران بضغط من الصين وروسيا دوراً مهماً في سوريا والعراق واليمن، لتحقيق التوازن مقابل النفوذ التركي والعكس صحيح. وستقود روسيا محادثات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، مما يعزز هبوط وتراجع مؤشرات النفوذ الأمريكي في المنطقة”.
لكن من وجهة نظر غسان شربل في “الشرق الأوسط” اللندنية فإن من “باب التسرع الحديث عن محور صيني – إيراني – روسي” خصوصاً وأنه يعد “طبيعياً أن يطرح مشهد التوقيع الصيني – الإيراني سؤالاً عن روسيا: أين موقع موسكو من هذا التعاون؟”
كما يقول كمال خلف في “رأي اليوم” اللندنية أن “التنين القادم إلى الشرق الأوسط سيكون محور السياسيات”.
ويرى الكاتب أن “إيران هي القوة الآسيوية الوحيدة عسكريا وجغرافيا الصالحة لمساعدة الصين في إيجاد توزان مع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، والقيام بدور الضامن الأمني لمصالح الصين الاقتصادية والحيوية… وفي المقابل قد يشكل منح الصين لطهران التكنولوجيا العصرية المدنية والعسكرية فرصة لجعل إيران قوة إقليمية متفوقة يصعب ابتلاعها أو إخضاعها”.
يضيف الكاتب أن “بكين تحولت إلى سياسية أكثر جرأة في تحدي واشنطن…(بعد) عقود من التردد الصيني في الإعلان عن ذلك، بل انصاعت الصين سابقا للتهديد الأمريكي بفرض عقوبات وسحبت شركاتها من إيران”.
الطموح الصيني
كما يؤكد كاظم ناصر في “رأي اليوم” اللندنية أن الاتفاقية الاستراتيجية بين الصين وإيران “لن تضر بالمصالح العربية…بل وعلى النقيض من ذلك، فإن هذه الاتفاقية ستعزز قدرات إيران الاقتصادية والسياسية والعسكرية…وتساعدها في التصدي للوجود الأمريكي والتمدد الصهيوني، وفي إحداث تغييرات إيجابية في المنطقة، خاصة في دول مجلس التعاون الخليجي المتحالفة مع أمريكا ودولة الاحتلال”.
ويضيف الكاتب أن التبادل التجاري مع الصين” سيساعد إيران في مواجهة الحصار الاقتصادي والتقني والسياسي الأمريكي المفروض عليها”.
ويقول: “تعكس هذه الاتفاقية الطموح الصيني للعب دور أكبر في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة منطقة الخليج الغنية بالنفط، وتأتي كدعم لمخططاتها للتوسع عالميا بمشاركة حلفاء يعتمد عليهم مثل إيران يساعدونها في تنفيذ خططها الاستراتيجية للوصول إلى أكبر عدد من الموانئ لتعزيز نفوذها التجاري والعسكري”.
ويرى جورج عيسى في “النهار” اللبنانية أنه “لم يبقَ للإيرانيين إلّا الصين كشريان حيوي اقتصاديّ” على خلفية عدم تحقق الاستثمار الغربي بسبب العقوبات الأمريكية.
لكن محمد الساعد في “عكاظ” السعودية يقول إن هذا الاتفاق “سيحول إيران (الثورية) إلى مجرد منصة صينية متقدمة في الشرق الأوسط” كما أنها “تتحول في يوم وليلة إلى أن تكون أداة في المشروع الصيني العملاق الذي رسم مساره منذ 25 عاماً”.
ويتساءل الكاتب: “ماذا سيكون مصير إقليم الشرق الأوسط في وجود مخلب صيني متقدم يضع قدميه لأول مرة على شواطئ الخليج؟”
“حرب باردة” بين الغرب والصين
يرى حسين مجدوبي في “القدس العربي” اللندنية أنه بعد جائحة كورونا “دخل العالم الحرب الباردة الثانية رسميا، وهذه المرة بين الغرب والصين”.
ويخلص الكاتب إلى أن هناك “عوامل متعددة توحي بصعوبة تفكيك الغرب للصين، كما فعل مع الاتحاد السوفييتي في الماضي، لكن هذا لا يعني عدم نجاحه في عرقلة ومحاصرة النفوذ الصيني عبر فرض استقطاب عالمي حاد تحت يافطة: مع الغرب أو ضد الغرب”.
يقول بشير عبدالفتاح في “الشروق” المصرية إن العالم “على مشارف تراجيديا حرب باردة جديدة ثلاثية القطبية، تتنازع بطولتها واشنطن وموسكو وبكين، فطيلة العقود الثلاثة المنقضية، توالت ملامح المنحى الصدامي الأمريكي إزاء كل من روسيا والصين”.
وفيما يتعلق بروسيا والصين، يشير الكاتب في المقابل إلى “احتدام ما يشبه الحرب الباردة المبطنة بينهما. فإلى جانب خلافاتهما التاريخية العميقة، وتنافسهما الجيوسياسي على النفوذ فى أوروآسيا، ومناكفاتهما السياسية المتبادلة، تتسع تدريجيا فجوة الثقة بينهما على وقع تباين وتيرة تعاظم القوة الشاملة لكليهما”.
ويقول خطار أبو دياب في “العرب” اللندنية: “في حقبة المواجهة الأمريكية المتزايدة مع الصين تجد أوروبا نفسها في مأزق. في السر، لا يريد القادة الأوروبيون أن يجدوا أنفسهم متورطين في حرب باردة”.
[ad_2]
Source link