عيد الأم: ما واقع الأمهات العربيات؟ وكيف احتفت بهن مواقع التواصل؟
[ad_1]
“هل تفي هذه البطاقة بالغرض أو نكتفي بباقة من الزهور مع زجاجة عطر؟ ولكن ما الهدف من هذا الاحتفال؟ وهل يمكن اختزال حبنا لشخص في يوم واحد؟”.
هي الحيرة والأسئلة ذاتها تتكرر كل سنة عبر مواقع التواصل عندما يحل عيد الأم الذي يصادف 21 مارس/ آذار في معظم الدول العربية.
فرصة للاحتفال والتعبير عن الحب
ورغم القيود التي فرضتها بعض الدول العربية للحد من انتشار فيروس كورونا، أصر كثيرون على الاحتفال بعيد الأم هذه السنة بعد أن حرموا منه السنة الماضية.
أو هذا على الأقل ما نقلته تعليقات العرب عبر الانترنت التي ضجت ببطاقات التهنئة والمعايدة. كما تصدر وسم “#عيد_الأم” قائمة المواضيع الأكثر انتشارا على موقع تويتر في معظم الدول العربية يليه وسم ” MothersDay “.
وعبر هذه الوسوم والهاشتاغات، هنّأ كثيرون أمهاتهم ونشروا صورا لهن مرفقة بأجمل العبارات.
في حين اختار آخرون تكريم شخصيات نسوية مثل الكاتبة المصرية نوال السعداوي التي رحلت في هذا اليوم الرمزي بعد مسيرة طويلة في النضال من أجل حقوق المرأة.
ولكسر الرتابة وللحفاظ على صحة أحبائهم، قرر كثيرون إطلاق أغانيهم الخاصة وتقديمها لأمهاتهم وجداتهم بدلا من الهدايا التقليدية أو قضاء يوم خارج البيت.
وحلت “كورونا بوكس أو مشروبات الكورونا ” محل الزهور والعطور على طاولة الهدايا في بعض البيوت هذا العام. وهي علبة تحتوي على مجموعة من المستلزمات والأعشاب الطبية التي تساعد على الوقاية من الفيروس.
“تكريس للنظرة الذكورية”
من جانب آخر، انتقد مدونون فكرة تخصيص يوم واحد للأم وتحويلها إلى مناسبة تجارية.
وتوقفت ناشطات عند الإعلانات والهدايا التي تعرض خلال هذه المناسبة. فهي أفكار وهدايا مغلفة بصور نمطية مستمدة من ذاكرة أسطورية تحصر الأم في صفات وأدوار تقليدية” وفق تعبير البعض.
في هذا السياق، تتساءل إحدى المدونات : “في عيد الأم ، ما حاجة والدتي بصندوق مليء بالمعقمات أو لأحمر شفاه ولم تحتاج جدتي لطقم أطباق من البروسلين… علينا أن نستغل هذه المناسبة للدفاع عن حق الأم في حضانة أطفالها أو للتذكير بمعاناة الأمهات والنساء المعيلات بدلا من تكريس الأفكار النمطية”.
كما استنكر آخرون ما سموه بـ “استثمار بعض الحكومات العربية في عيد الأم وغيرها من الأعياد المتعلقة بالمرأة كتنظيم مسابقة لتكريم أو اختيار الأم المثالية”.
ويرى نشطاء أن تلك المسابقات تساهم في “تكريس النظرة الذكورية للأم والمرأة عموما”.
لذا طالبت ناشطات المنظمات النسوية بالقيام بفعل جدي يخرج عيد الأم من ذلك الإطار الضيق من الاحتفالات والتعابير الفنية التي تذكر بالمفهوم المقدس للأمومة، وتحويله إلى مناسبة للتذكير بالأم المقهورة والكادحة.
“واقع ينغص جو الاحتفال”
وسرعان ما ربطت التعليقات بين مناسبة عيد الأم والأوضاعالسياسية والاجتماعيةالتي تمر بها الدول العربية.
ففي لبنان، نظمت العديد من الأمهات مسيرة احتجاجا على الأزمة الاقتصادية، وللمطالبة برحيل النخبة السياسية التي حملوها مسؤولية انفجار مرفأ بيروت.
وانتشرت صور المسيرة على تويتر، حيث ذكر كثيرون بالأمهات اللاتي قضين في انفجار بيروت. كما اغتنم آخرون الفرصة للحديث عن الضغوط التي تشكلها الأزمة الاقتصادية على المرأة اللبنانية وللتأكيد على أن النساء جزء من أي حل للأزمة.
و شارك نشطاء قصصا لنساء تحدين البطالة وابتكرن طرقا جديدة للمساهمة في تخفيف الأزمة الاقتصادية وإعالة أسرهن.
في حين اقتنصت ناشطات أردنيات وكويتيات ومصريات عيد الأم لإحصاء هموم كل أنثى تطالب بإلغاء النصوص التي تسمح بفصل المرأة العاملة بسبب حملها، وتفرض عليها الوصاية، وتحرمها من حقها في الحضانة.
وقد نقلت وسوم مثل “حق الحضانة” و”#الولاية_حقي”، معاناة النساء مع المحاكم الدينية وقوانين الأحوال الشخصية في أكثر من دولة عربية.
بينما ذكّر نشطاء عرب بآلاف المعارضات والحقوقيات “اللاتي يتعرضن للملاحقات السياسية ويحرمن من فلذات أكبادهن أو اللواتي يقضين عيدهن خلف القضبان”.
في المقابل، رفض آخرون تحميل الاحتفال بعيد الأم أبعادا سياسية ويفضلون التركيز على مفهوم الأمومة ونشر البهجة.
لكن من أين جاءت فكرة عيد الأم؟
تتنوع مظاهر الاحتفال بعيد الأم وفقا لعادات الشعوب، ويختلف تاريخه من بلد إلى آخر.
وتعود فكرة الاحتفال بعيد الأم في الدول العربية إلى الصحفي المصري علي أمين، مؤسس صحيفة “أخبار اليوم” عام 1955.
وما عدا تونس والمغرب والجزائر، تحتفل معظم الدول العربية بعيد الأم في ٢١ مارس/ آذار من كل سنة.
يرجع البعض فكرة عيد الأم للمؤلفة الأمريكية جوليا وورد هاوي، التي اقترحت الاحتفال بهذا اليوم عام 1872، بهدف تمكين الأمهات من المشاركة في مسيرات السلام وقتها.
في حين ينسبها آخرون لسيدة أمريكية تُدعى آن ريفس جارفيس.
وأرادت آن تحقيق أمنية والدتها بتخصيص يوم في السنة للاحتفال بالأم. فنظمت حملة للاحتفال به في ثاني أحد من شهر مايو الذي يتزامن مع ذكرى وفاة والدتها. وتفاعلت العديد من المدن الأمريكية مع مبادرة آن حتى تبناها الرئيس الأمريكي الأسبق وودرو ويلسون عام 1914 وأعلن ثاني أحد من شهر مايو عيدا للأم.
لكن يبدو أن آن ندمت لاحقا على فكرتها، إذ كشفت تقارير صحفية أمريكية أنها طاردت التجار الذين استغلوا المناسبة للربح. وقد اضطرت السلطات لاعتقال السيدة أكثر من مرة بتهمة “تكدير الصفو العام”.
[ad_2]
Source link