أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

لغة العنف … مقال بقلم الدكتور عبدالله الغامدي

كاتب من مدينة جدة - المملكة العربية السعودية

إيسايكو: لغة العنف … مقال بقلم الدكتور عبدالله الغامدي

لغة العنف هي لغة القوة وفرد العضلات، لغة القبضة والحديد ، لغة التهديد والوعيد، الطريقة الهمجية التي تسلكها الحكومات الظالمة؛ مع شعوبها المضطهدة، اللغة التي نراها بين جماعات وتيارات؛ تفرق الصفوف، وتجلب الشقاق، تلك التي نشاهدها من رؤساء متسلطين ؛ نحو مرؤوسين صابرين، تلك التي لها صور عديدة؛ في شللية الأطفال المتنمرين، وعصابات المراهقين الطائشين ، إنها تلك الطريقة الوحيدة للعيش والبقاء ؛ في مجتمع الحيوانات المتوحشة في الصحاري والأدغال.

من يبطش أو يهم بالاعتداء على غيره؛ فهو يكشف للآخرين عن وضعه الشخصي، وتدهوره النفسي، ونقصه العقلي، وعجزه الفكري، وهو ـ من المؤكد ـ تربى في أسرة ممتلئة بالعنف، وملوثة بالصراع، ومن المؤكد أن تعليمه كان في بيئة مدرسية قاسية ، منهجها الضرب واللكم والطرد، ومن المؤكد أنه سيعيش بسلوك المشاكسة والتمرد والفرعنة ، وهذا الذي سيوقعه ـ لا محالة ـ في مستنقع الجنوح ،ونفق الجريمة.

العنف اللفظي، والعدوان البدني ؛ لا يصدر إلا من الشخص الفاشل، الناقص ، القاصر ، المجنون، صاحب النظرة الفوقية، والغطرسة الاستبدادية ، والذي لا يدرك أن لغات السلوك العدواني معيقة لحل أي مشكلة ، ومعيقة لعلاج أي قضية، بل سوف تكون سبباً في زيادة اشتعالها، واتساع حجمها، وبزوغ غيرها.

فمن أجلنا وأجل سعادتنا؛ علينا أن نربي أنفسنا وأهلينا على احترام الآخرين وتقديرهم ، والتفاهم الواسع معهم؛ وإلا فإن العين المحمرة، واليد المشمرة ؛ سوف تصبح لغة التفاهم الرئيسة بيننا.
ومن ابتلي بموقف عدائي؛ فعليه التحكم في مشاعر الحقد والكراهية، والسيطرة على أفكار الانتقام والثأر، والتعامل مع الموقف بحنكة وحكمة، وسعة صدر، وراحة بال، وقبل هذا؛ وقاية النفس من الأجواء المكهربة، والشخصيات المتعبة.

إن أفضل علاج للصراعات والاختلافات؛ هو الحوار الهادئ، والنقاش البناء، الذي يؤلف القلوب، ويقرب المسافات، ولنا أن نسترد حقوقنا المنتهكة بلغة التسامح؛ أو بالطرق القانونية، والوسائل المشروعة، فالمحاكم مفتوحة، ومجالس الصلح موجودة.

والأهم هو أن نحرص دائماً؛ على الأخذ بالتوجيهات النبوية الشريفة، التي ترتقي بالفكر والتفكير، وتصلح التعامل، وتسمو بالتواصل: فمن الأحاديث النبوية الشريفة: ” ليس الشديد بالصرعة، وإنما الذي يملك نفسه عند الغضب “، ” لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلا بِاللَّعَّانِ، وَلا الْفَاحِشِ، وَلا الْبَذِيءِ” ، ” سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر”.


د.عبدالله سافر الغامدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى