سوق الماشية يتفاعل مع الحظر واقتراب | جريدة الأنباء
[ad_1]
- أسعار الخروف المحلي من 110 إلى 130 ديناراً والسعودي بين 100 و110 دنانير والأردني من 85 إلى 95 و«الشفالي» بين 70 و80 ديناراً
- الفضلي: الحكومة حددت أسعار الدواجن والأسماك ولم تتحرك تجاه الماشية
- الدوسري: توزيع الجواخير بشكل غير عادل سبّب أزمة في الأمن الغذائي
محمد الدشيش
رغم منع إقامة المناسبات على اختلاف أنواعها ومستوياتها، وكذلك مرور الانتخابات النيابية الأخيرة من دون إقامة ندوات وتجمعات وأيضا منع المطاعم من استقبال روادها، ورغم الحظر الجزئي المفروض، إلا أن الأسعار في سوق الماشية لا تزال مرتفعة جدا ولم يطرأ عليها أي تغيير على عكس الدول المجاورة التي انخفضت فيها أسعار الماشية بنسبة تجاوزت الـ 30%.
وللاطلاع على وضع وحركة سوق الماشية ومدى الإقبال عليه في هذه الظروف الاستثنائية، جالت «الأنباء» على سوق الظهر للمواشي، والذي يضم سوقا للأغنام ومسلخا وأسواقا مركزية ومطاعم للولائم، حيث أبدى المتحدثون استغرابهم من الارتفاع الكبير في الأسعار رغم وفرة المعروض في السوق، مطالبين الجهات المعنية بالتصدي لهذا الارتفاع ومعالجة المشكلات التي تقف وراء التحكم بالأسعار وسيطرة البعض على عمليات البيع والشراء، إضافة إلى دعم مربي الأغنام ومراقبة الجواخير التي منحت للمواطنين لتكون للإنتاج الحيواني، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، التقينا المواطن أبوسند الهاجري الذي قال لـ «الأنباء»: لا يوجد حسيب ولا رقيب لا من «التجارة» ولا من الحكومة، وقد سيطرت على السوق احدى الجاليات الآسيوية وهم الذين يتحكمون في الأسعار على مستوى الكويت كلها والضحية المواطن والمقيم، ونعرف أن كل شيء في الحياة عندما يزيد الطلب عليه يرتفع سعره، إلا أن الماشية رغم توقف الحياة بسبب أزمة «كورونا» وما رافقها من ظروف كمنع المناسبات وعدم استقبال الزبائن في المطاعم ومنع التوصيل أوقات الحظر الجزئي المفروض حاليا لا تزال أسعارها مرتفعة وفي ازدياد مستمر.
شهر رمضان و«الأضحى»
وأضاف الهاجري: نحن مقبلون على موسمين مهمين ويزداد فيهما الاستهلاك والإقبال على شراء اللحوم والأغنام وهما شهر رمضان وعيد الأضحى، موضحا أن الخروف النعيمي والمحلي هو المطلب الأول للكويتيين وأسعاره مرتفعة جدا وتتراوح بين 110 و130 دينارا، متسائلا: أليس هذا حرام؟، وقال «قبل ذبح الخروف تذبح المواطن بهذه الأسعار الجنونية وغير المبررة».
أما المواطن هايف الدوسري فقال: طبعا الأغنام في الكويت غالية والسبب توزيع الجواخير للأمن الغذائي من 40 سنة ونحن دولة صغيرة ولو تم التوزيع بشكل صحيح وعادل لأصبح لدينا اكتفاء ذاتي ولما عدنا نحتاج إلى استيراد الماشية من الخارج.
وقال الدوسري: نلاحظ أن الأسعار في الدول المجاورة لنا انخفضت رغم أن عندهم لا تزال بعض المناسبات مسموح بها، أما نحن في الكويت فكل شيء مغلق والأسعار بالكويت ثابتة.. ليش؟ قلناها ونقولها مرة اخرى إن هذه السلعة ليست بيد المواطن، مشيرا إلى أن بعض الدول الخليجية منعت غير المواطنين من العمل والمتاجرة بها، مبينا أن الموطن الذي يمتلك الحلال تتم ملاحقته من قبل البلدية أينما ذهب وارتحل في صحاري الكويت، كما أن سوق الأعلاف مرتفع والدعم الذي تقدمه الحكومي غير كاف، ولابد من زيادته لتتحقق الفائدة للجميع.
قلة المرعى
من جهته، قال أبوبندر العتيبي، وهو من تجار السوق وله رأي مختلف، لـ«الأنباء»: لم ترتفع الأسعار بسبب أزمة «كورونا» رغم قلة الطلب، إلا أن السوق محافظ على أسعاره، كما كانت قبل الأزمة، ولا يوجد احتكار لأي جالية معينة بالسوق، وأنا أرى أن الأسعار مناسبة حسب استيراد الكويت للماشية وقلة تربيتها في البلاد بسبب قلة المرعى وارتفاع أسعار الأعلاف.
تحديد الأسعار
بدوره، قال عبدالله الفضلي: إن الأسعار جنونية ونشعر أن وراءها مافيا غير طبيعية، ولكنك مضطر لأن تشتري، ومهما كنت شاطر فإنهم يغشونك.
وأضاف: خلال أزمة «كورونا» هناك بعض الأشياء ارتفعت أسعارها وبعض الأشياء انخفضت أسعارها حسب الطلب عليها والماشية قلّت الطلبات عليها بشكل كبير، بسبب الإغلاق والحظر وتوقف المناسبات ولكن أسعارها لا تزال ثابتة، بل في ازدياد.
وقال الفضلي: إن سعر النعيمي اليوم 130 دينارا، ولا نعرف الى أين سيصل سعره في عيد الأضحى هل إلى 150 وأكثر؟!، مضيفا: لو كانت عندي مناسبة أو جاءني ضيف واحتجت الى 3 خرفان مع الطبخ تكون التكلفة اكثر من 450 دينارا وهذه عمرها ما صارت ويجبروننا على شراء الخروف الشفالي والذي كان سعره لا يتجاوز 40 دينارا وأصبح الآن من 70 الى 80 دينارا، علما بأن التجارة قامت بوضع أسعار محددة للدواجن والأسماك ولم تتحرك تجاه سوق الماشية، ونقول لهم هل تستطيعون تحديد الأسعار في سوق الماشية التي أتعبتنا وأنهكت جيوبنا، كما يجب منح المستوردين تسهيلات ودعم المربين بالأعلاف بشكل أكبر.
قلة المستورد
والتقينا أيضا مع مجموعة من البائعين في سوق «الظهر للماشية» احدهم عربي الجنسية والبقية جلهم آسيويون، إذ تحدث إلينا المصري محمد جاسم قائلا: رغم قلة عملي بالسوق والتي لم تتجاوز الأربع سنوات، إذ إن هناك من أمضوا بالسوق بين من 20 و30 سنة.
وأضاف جاسم: نحن لم نقم برفع الأسعار أو حتى خفضها، ولكن قلة المعروض بالسوق ومنع الاستيراد هما السبب الرئيسي بالتحكم في أسعار الماشية، ولو كان الاستيراد موجودا لرأينا نزولا كبيرا في الأسعار لأكثر من 20%، حيث إن الكويت تعتمد على الاستيراد اكثر من الانتاج المحلي واليوم بعد أزمة «كورونا» اكثر من 80% من الاستيراد توقف، ومن الدول التي نستورد منها حاليا هي السعودية بشكل قليل والأردن وإيران، وأسعارها: السعودي من 100 الى 110 دنانير والأردني من 85 إلى 95 دينارا والإيراني من 70 إلى 80 دينارا، والخروف «الزين» يفرض سعره.
التزامات وأجور
أما البائع الآسيوي محمد شهادات فقال: كل الكويت تضررت من أزمة «كورونا» ومنها سوق الماشية فقبل الأزمة كنا نبيع من 30 الى 40 خروفا، واليوم في ظل الأزمة والحظر لا يتعدى البيع 10 خرفان وبعض الأحيان لا نبيع حتى 3 خرفان، ولدينا التزامات من أجور العمال وإيجار «المحصار» الذي يتراوح من 200 الى 600 دينار وغير ذلك كأسعار الأعلاف المرتفعة.
الخروف الشفالي
بدوره، تحدث البائع الآسيوي نور علم، الذي قال: ما فيه سوق والاستيراد قليل والبيع متوقف بسبب عدم وجود مناسبات، وخسائرنا كبيرة جدا وأسعارنا مشابهة لأسعارنا قبل أزمة «كورونا» ونحن نقول دائما الزبون على حق ولكن من 15 عاما لم نخسر مثل ما خسرناه خلال العامين الماضيين، والطلب أكثر شيء بالوقت الحالي على الخروف الشفالي وسعره لا يتجاوز 80 دينارا.
العرض والطلب
والتقت «الأنباء» أيضا ناصر الحسيني، أحد البائعين القدامى، الذي قال: إن أسعار سوق الأغنام لا تتأثر بالحظر ولا بأي شيء آخر لأن السوق يعتمد على العرض والطلب بشكل أساسي ووفرة الأغنام والاستيراد هي من تحدد السعر، ويوجد بعض تجار السوق يقومون بتخزين بعض الأغنام لموسمين رئيسيين وهما شهر رمضان وعيد الأضحى، حيث يزداد الطلب وترتفع الأسعار فيهما.
«النعيمي» أولاً
كذلك التقينا البائع ملا عبدالله والذي يعمل في السوق منذ أكثر من 20 سنة، والذي قال: كان في السابق لدي 6 عمال يعملون وحاليا لدي اثنان فقط، وأنا ثالثهما ودائما يتهموننا بأننا نحن سبب ارتفاع الأسعار وأننا من يتحكم بها، وهذا غير صحيح، فالزبون الكويتي له طلبان، الأول النعيمي المحلي «المفطح» الذي يقدم للضيوف، والثاني النعيمي السعودي وهو قريب من المحلي رغم قلته.
كما قمنا بجولة على السوق المخصص لبيع الإبل، والتقينا بعض العاملين منهم محمد نضير وهو آسيوي ويعمل في السوق منذ 25 عاما، والذي قال: إن الإبل التي يعرضها عنده جميعها للذبح وهي نوعان، إما محلي أو استيراد من الصومال.
وقال: لا تسألني عن البيع في عام قد مضى، ولكن لا نقول إلا الحمد لله على كل حال وسابقا كنا نبيع في اليوم الواحد من 4 الى 5 رؤوس واليوم البيع صفر، مبينا انه باع في انتخابات 2016 أكثر من 60 «قعودا» و«حاشيا» خلال فترة التحضير للانتخابات، أما انتخابات 2020 فلم نبع أكثر من 5 رؤوس، وهذا حالنا في السوق ودئما سوق الإبل يعتمد على المناسبات الكبيرة، أما الأسعار فلم تتغير، فالعربي المحلي من 400 الى 450 والمستورد الصومالي من 250 الى 300 دينار وحسب حجمه.
كذلك قال محمود شفيق، وهو يعمل لدى مواطن منذ 15 عاما: إن السوق والبيع شبه متوقف حاليا، ونحن نتكبد الكثير من الخسائر خصوصا بسبب الأعلاف، وكنا في السابق نبيع 20 «قعودا» و«حاشيا» في الشهر، واليوم منذ بداية شهر فبراير لم نبع ولا رأس، وسوقنا يختلف عن سوق الأغنام، فنحن نعتمد على المناسبات فقط والمناسبات متوقفة منذ أكثر من عام بسبب أزمة «كورونا»، أما سوق الماشية فهو رائج لأن الزبون يحتاج إلى اللحوم في منزله للاستهلاك اليومي وفي مخيمه أو الشاليه.
[ad_2]
Source link