التضليل الإعلامي: ما هي الأساليب التي تستخدمها الصين؟
[ad_1]
- كريسي تويغ وكيري آلان
- بي بي سي المتابعة الإعلامية
انتقدت السفارة الصينية في العاصمة البريطانية لندن بي بي سي بعد عرض فيلم وثائقي عن حملات التضليل الإعلامي الصينية.
كما شهدت الفترة الأخيرة أيضا سلسلة ردود نفي من بكين بشأن تقارير عن الاحتجاز القسري لسكان أقلية الإيغور في الصين، وشمل ذلك اتهامات لا أساس لها من الصحة ضد وسائل إعلام ومنظمات حقوق الإنسان.
وفي الهجوم الصيني الأخير، زعم أحد المسؤولين الصينيين زورا أن شخصية من الإيغور أجرت معها بي بي سي مقابلة هي في الحقيقة ممثلة.
فما هي الأساليب التي تستخدمها الصين في نشر المعلومات المضللة والكاذبة؟
تزايد التغطية المعادية لـ بي بي سي
ثمة مقالات شبه يومية ضد بي بي سي في تظهر وسائل الإعلام الحكومية الصينية منذ منتصف فبراير/شباط الماضي.
ويأتي ذلك في أعقاب قرار صادر عن هيئة تنظيم البث في المملكة المتحدة (أوفكوم) بإلغاء ترخيص سي جي تي إن وهي محطة البث الخارجية الصينية التي تديرها الدولة.
وقد انتقدت الصين، لسنوات، على نطاق واسع المنصات الغربية بشأن تغطيتها لإقليم شينغيانغ وأماكن أخرى في الصين، قائلة إنه لا ينبغي لتلك المنصات التدخل في “الشؤون الداخلية” للصين.
لكن هذه الهجمات الصينية الأخيرة على وسائل الإعلام الغربية تمثل تصعيدا واضحا.
وقد أثنت وسائل الإعلام المحلية الصينية على حكومتها لحظرها قناة بي بي سي وورلد نيوز ، على الرغم من أنها متوفرة فقط في بعض الفنادق الدولية والمجمعات السكنية التي يعيش فيها الأجانب.
وقد انتقدت تقارير من منصات إعلامية صينية كبيرة مثل “غلوبال تايمز” عقلية “الحرب الباردة” في التعامل مع الأمور المتعلقة بالصين، لا سيما في موضوعات تتراوح ما بين هونغ كونغ وسكان الإيغور في شينغيانغ ووباء كوفيد 19.
وعندما كانت الصين تواجه رد فعل عنيفا بشأن تعاملها مع المراحل المبكرة من تفشي وباء فيروس كورونا العام الماضي وكان بعض المسؤولين الأمريكيين يطرحون النظرية القائلة بأنه من الممكن أن يكون الفيروس قد تسرب من مختبر ووهان، بدأت محطة سي جي تي إن في الدفع بنظرية المؤامرة الخاصة بها.
فعلى الرغم من النقص الكامل في الأدلة، أشارت المحطة إلى أن الفيروس نشأ في قاعدة عسكرية في ولاية ماريلاند بالولايات المتحدة وتم إحضاره إلى الصين من قبل جنود أمريكيين خلال مسابقة لألعاب القوى.
“الذئاب المحاربة” على وسائل التواصل الاجتماعي
وقد لاحظ خبراء الشؤون الصينية في الأشهر الأخيرة العشرات من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية الجديدة والفعالة للغاية التي تمثل السفارات والدبلوماسيين الصينيين.
وبات ذلك الأسلوب معروفا باسم دبلوماسية “الذئب المحارب”، ويعود الحساب الأكثر شهرة إلى تشاو ليجيان من وزارة الخارجية الصينية.
وكان قد أثار الجدل في مارس/آذار بعد تغريدة عن مقالات تشير إلى أن فيروس كورونا نشأ في الولايات المتحدة.
وتمت مشاركة تلك التغريدات أكثر من 40 ألف مرة كما تمت الإشارة إليها بـ 54 لغة مختلفة، وذلك بحسب بحث أجراه مختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي، وهو جزء من مركز أبحاث مجلس الأطلسي.
وحازت الوسوم المتعلقة بتلك التغريدات على شعبية في الصين أيضا، فقد شاهدها مستخدمو شبكة التواصل الاجتماعي الصينية “ويبو” أكثر من 300 مليون مرة.
وكان تشاو ليجيان قد تعرض في ديسمبر/كانون الأول الماضي لانتقادات واسعة لنشره صورة مزيفة لجندي أسترالي يقتل طفلا أفغانيا، وهو ما رفضت الصين الاعتذار عنه.
“جيش إلكتروني”
تعتمد الصين على ملايين المواطنين لمراقبة الإنترنت والتأثير على الرأي العام على نطاق واسع عبر الإنترنت.
ويُعرف هؤلاء المجندين باسم “جيش الـ 50 سنتا”، وقد أطلق عليهم هذا اللقب بسبب تقارير تفيد بأنهم يحصلون على 0.5 يوان لكل منشور.
ولطالما كان “الجيش الإلكتروني” نشطا على منصات وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، وهدفه هو الدفاع بقوة عن صورة الصين في الخارج وحمايتها.
وعند التغريد باللغة الإنجليزية تستهدف الرسائل الجمهور الغربي.
وبالنسبة للقارئ غير المتشكك يظهر أفراد الجيش الإلكتروني كمواطنين وطنيين يتصرفون بشكل مستقل، لكنهم كثيرا ما يتلقون توجيهات من السلطات الصينية.
وتعد أحد الأمثلة على ذلك، تلك الطريقة التي تم بها الترويج لمقاطع فيديو للاحتجاجات العنيفة في هونغ كونغ في عام 2019 على وسائل التواصل الاجتماعي عبر هذا الجيش الإلكتروني ومن خلال استخدام مصطلحات مثل “الإرهاب”، بينما كانت تغطية الاحتجاجات السلمية تخضع للرقابة.
وفي أغسطس/آب من عام 2019، أعلن موقعا التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر أنهما أزالا حسابات مرتبطة بحملة إعلامية مدعومة من الدولة.
وقال موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: “إنه على الرغم من أن الأشخاص الذين يقفون وراء هذا النشاط حاولوا إخفاء هوياتهم، إلا أن تحقيقنا وجد روابط لأفراد مرتبطين بالحكومة الصينية”.
وحدد موقع التواصل الاجتماعي تويتر أكثر من 900 حساب من الصين، لكن هذه كانت فقط العناصر الأكثر نشاطا في الحملة، والتي قالت الشركة إنها تضم حوالي 200 ألف حساب.
حسابات وهمية على وسائل التواصل الاجتماعي
وتوصل تحقيق أجرته بي بي سي في مايو/آيار من عام 2020 إلى وجود مئات من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المزيفة أو المختطفة التي تروج للرسائل المؤيدة للصين على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر ويوتيوب.
وقد استهدف حوالي 1200 حساب أشخاصا انتقدوا طريقة تعامل بكين مع وباء فيروس كورونا.
ولم يكن هناك دليل قاطع على ربط هذه الحسابات بالحكومة الصينية، لكنها أظهرت خصائص مشابهة للشبكة المدعومة من الدولة والتي أزالها موقعا التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر في عام 2019.
كما أنها تشبه أيضا شبكة أخرى يطلق عليها اسم”تنين سباموفلاغ”والتي ضخت منشورات مؤيدة للصين وهاجمت المنتقدين عبر الرسائل الطفيلية، والتي كشفت النقاب عنها شركة التحليلات الاجتماعية غرافيكا.
وقال موقع التواصل الاجتماعي تويتر بعد ذلك إنه أزال أكثر من 23 ألف حساب مرتبط بالصين متورط في مجموعة من “أنشطة التلاعب المنسقة”.
وردا على التعليقات التي أدلى بها يانغ شياو غوانغ، من السفارة الصينية في المملكة المتحدة على برنامج بي بي سي توداي، قال متحدث باسم بي بي سي: “نحن نرفض تماما هذه المزاعم ونقف إلى جانب صحافتنا، إن تقارير بي بي سي الإخبارية في شينغيانغ كانت دقيقة ومحايدة، ولم نستخدم أي صور كاذبة والشخصية التي تمت مقابلتها والتي ظهرت على بي بي سي لم تكن “ممثلة” كما زعم “.
[ad_2]
Source link