“انتهاكات” في غانا بحق المثليين والعابرين جنسيا
[ad_1]
لم تتوقع ليندا أن يستمر عمل مركز دعم المثليين في غانا، الذي افتتح في يناير/كانون الثاني الماضي كأول مساحة آمنة للمثليين في البلاد.
وليندا هي امرأة عابرة جنسيا، واخترنا تغيير اسمها حفاظا على سلامتها. وتقول: “إنهم لن يسمحوا لأصحاب الهويات الجنسية المغايرة بالعمل في غانا وأن يكون لهم مكتب خاص بشؤونهم.”
وتقصد ليندا في حديثها المجتمع في غانا بشكل عام.
وقد أُغلق المكتب بالفعل في 25 فبراير/شباط الماضي، بعدما داهمته قوات الشرطة في العاصمة أكرا. وجاء ذلك بعد احتجاجات مناهضة للمثلية والهويات الجنسية المغايرة.
وتقول المجموعة العاملة في المركز إنه كان “ملاذا للتخطيط والدعم والتلاقي بشأن حرياتنا.” ومع إغلاق هذا المركز، لم تعد لدى ليندا “أي وجهة أخرى”، بعد أن أصبح العابرون في غانا “غير آمنين”.
“فالجميع يبحث عن مأمن، ومكان يختبئ فيه لأنهم يتعرضون للهجوم والاعتداء في الشارع.”
وتتنقل ليندا، وهي ناشطة في حقوق المثليين والعابرين جنسيا، بين بيوت أصدقائها بعد أن تجمهر المتظاهرون المناهضين للمثلية أمام منزلها.
“وكانوا يصرخون اخرجي، اخرجي، نبحث عنك.”
وتابعت ليندا: “خرجت وقلت لهم: “أنتم تقولون إنكم على حق، لكنني أتحداكم، لن يستطيع أحد منكم لمسي أو إيذائي.” ثم رحلوا.”
(بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية)
ولم ترد الحكومة في غانا على طلبنا للتعليق على أوضاع المثليين والعابرين جنسيا، أو الحماية التي يتلقونها.
والمخاوف بشأن حقوق أصحاب الهويات الجنسية المغايرة في غانا ليست أمرا جديدا. إذ قالت منظمة هيومان رايتس ووتش في عام 2018 إن الغانيين العابرين جنسيا “يعانون من تمييز واسع النطاق، وانتهاك داخل الأسرة وفي المجتمع بشكل عام.”
وأضاف التقرير أن بعض المؤسسات، من بينها المؤسسات الحكومية، وقوات الشرطة قد اتخذت خطوات لحماية هذه المجموعات.
“لكن المثليين والعابرين يتعرضون لعنف جسدي وانتهاك نفسي بشكل متكرر،” على حد قول ليندا.
وأضافت ليندا أن حياتها أصبحت أصعب كثيرا بعد إجراء عملية العبور. فهي لم تعد قادرة على الذهاب للأماكن نفسها التي اعتادت الذهاب إليها، ولم يعد بإمكانها استخدام المواصلات العامة أو الحصول على وظيفة. “هناك كثير من الأمور بداخلي أريد مشاركتها، وهناك أشياء كثيرة أود لو أستطيع القيام بها. لكنني لا أحظى بالدعم في أي من ذلك.”
وأصبحت ليندا الآن مهمومة بشكل أساسي بسلامتها الشخصية، “ففي نهاية المطاف، لست الشخص الوحيد الذي ضحى بحياته.”
الكنيسة “تروج لمسار العنف”
ويقول أنيما أدجيبونغ، وهو باحث من غانا مقيم في الولايات المتحدة ومتخصص في أبحاث النوع الاجتماعي والهوية الجنسية في غرب أفريقيا، إن حالة التمييز والرهاب الاجتماعي التي يواجهها مجتمع المتحولين والعابرين جنسيا في غانا تدعمه ثلاث مؤسسات.
“هذه المؤسسات هي الحكومة، والكنيسة وغيرها من المؤسسات الدينية، والإعلام.”
وتابع: “تعمل هذه المؤسسات بجد لتجهيل العامة بشأن تعريف الهويات الجنسية المغايرة والعابرة، والتبعات المتعلقة بهوياتهم.”
ولا يجرم القانون في غانا أي من أشكال الهويات الجنسية المغايرة،. لكن العلاقات المثلية تُجرم وفق مادة في قانون العقوبات، يراها أدجيبونغ “فضفاضة جدا”، كان البريطانيون قد وضعوها أثناء حكمهم للبلاد، تتناول مسألة “العلاقات الجنسية غير الطبيعية.”
“ويندر استخدام هذا القانون بشكل عام، لكن السلطات تعتبره مسوغا للعقوبة على أي علاقة مغايرة.”
وبعد افتتاح مركز المثليين والعابرين جنسيا، طالب وزير الإعلام، كوجو أوبونغ نكروما، بسن قوانين “تمنع دعم والترويج للأنشطة المتعلقة بالمثليين والعابرين في البلاد.”
وتقول وزيرة النوع الاجتماعي والطفولة في غانا، سارة أدوا سافو، إن “تجريم المثلية والهويات المغايرة أمر لا جدال فيه. كما أن ممارساتنا الثقافية تزدريها.”
وقال الرئيس الغاني، نانا أكوفو-آدو في وقت قريب إن زواج المثليين “لن يُشرع أبدا” في فترة رئاسته. لكن الدكتور أدجيبونغ يقول إن هذه التصريحات “مضللة”.
“فلا أحد يطالب بذلك. المغايرون جنسيا مستهدفون في غانا. وهم فقط يطالبون بحريتهم والحياة بأمان دون مخاوف من العنف.”
ويرى أدجيبونغ أن الكنيسة التي قال منها الرئيس هذا التصريح لها دلالة، “فالمؤسسات الدينية لها قوة كبيرة في البلاد.”
وتابع: “الكنيسة تروج لفكرة أن المغايرين جنسيا في غانا منبوذون. وتروج الكنيسة بقوة لمسار العنف ضد هذه الفئة، بخطاب على شاكلة “إلقائهم في المحيط”، وأنهم “لا ينتمون لنا”، وأنهم يتسببون في انهيار المجتمع”.
(بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية)
ولم يرد المجلس المسيحي في غانا على طلبنا التعليق. لكنه قال في بيان صحفي صدر حديثا بشأن إغلاق مركز المثليين والعابرين جنسيا إن “الشعب الغاني لا يجب أن يطبق القانون بيديه ويهاجم الأفراد الذين يكونون طرفا في علاقات مثلية.”
وذكر البيان ذاته أن المثلية “امتهان لكرامة الإنسان، وليست حقا للإنسان.”
وتربى الدكتور أدجيبونغ في بيت مسيحي، ويقول إن الرهاب الاجتماعي “لم يكن بنفس درجة السوء هذه” في الكنائس قديما. “فالكنيسة الآن منخرطة بضراوة في هذا الأمر.”
ويقول آرون، الذي نشأ في إنجلترا ويزور غانا شهرا في العام، إن الصعوبات التي يواجهها المثليون والعابرون في المملكة المتحدة “يتم تضخيمها على مستويات أكبر في غانا.”
“التعبير عن النفس أمر شديد الصعوبة لأنك لا تدري ما يمكن أن يحدث إذا عبرت عن نفسك بحرية وصدق. هذا أمر خطير، ومجازفة كبرى أن يقوم بذلك.”
ولدى آرون صديقة تُدعى آبا، وهي من أصول غانية كذلك لكن ولدت ونشأت في بريطانيا، وتقول إن مراكز دعم المثليين والعابرين في المملكة المتحدة، كالذي أُغلق في أكرا، ساعدتها في العثور على “مجتمع عظيم وأناس عظماء، شاركوها في اهتماماتها وهويتها.”
(بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية)
ويرى الدكتور أدجيبونغ أن “التغيير حتمي”، رغم تعاظم شعور الرهاب الاجتماعي.
“ونحاول خلق مستقبل مختلف لـ غانا، وأعتقد أننا سننجح في ذلك.”
“هناك مؤسسات تعمل على ذلك منذ فترة طويلة في غانا. وهذا الجهد مكن الناس من الإفصاح عن هوياتهم أخيرا.”
ويتفق آرون مع وجهة النظر هذه، “فغانا حاليا تقاوم التغير الطبيعي القادم لا محالة.”
لكن ليندا تريد فقط أن تعرف “إلى متى سأستمر في الهرب والاختفاء؟ إلى متى سأظل غير سعيدة؟ سأكون راضية إذا أصبحت سعيدة ولو ليوم واحد.”
[ad_2]
Source link