فيروس كورونا: هل هناك مخاطر في أن تسهم المدارس في تفشي كوفيد-19؟
[ad_1]
اضطر الكثير من البلدان التي أعلنت حالة الإغلاق العام لإحتواء تفشي فيروس كورونا إلى إيقاف الدراسة في المدارس وإلزام الطلبة على البقاء في بيوتهم.
وفي بريطانيا، بدأت إجراءات تخفيف حالة الإغلاق العام، وسُمح للطلبة في إنجلترا بالعودة إلى مدارسهم، كما بدا العديد من المدارس في اسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية بفتح أبوابها للطلبة للعودة إلى صفوفهم الدراسية.
ونحاول هنا أن نسلط الضوء على المعلومات المتوفرة عن كيفية انتقال الفيروس بين الأطفال وما هي المخاطر المحتملة على الطلبة والمعلمين وبقية المجتمع بعد العودة إلى الدراسة؟
ما مدى تأثير الفيروس على الأطفال والشباب؟
إن نسبة إصابة الأطفال بأعراض مرضية خطيرة جراء انتقال عدوى الفيروس إليهم ضئيلة جداً. ولم تتغير هذه الحقيقة حتى مع انتشار أنوع جديدة أكثر عدوى من فيروس كورونا.
وعلى الرغم من ارتفاع عدد الأطفال المصابين خلال فصل الشتاء، لم يكن هناك ارتفاع كبير في عدد حالات دخول المستشفيات بينهم.
يقول البروفيسور روسل فينر، رئيس الكلية الملكية لطب الأطفال: “مع ارتفاع عدد حالات الإصابة في المجتمع، ستكون هناك زيادة طفيفة في عدد الأطفال الذين سيصابون بكوفيد-19، لكن الغالبية العظمى من الأطفال والشباب لا تظهر عليهم الأعراض أو يعانون من مجرد أعراض مرضية خفيفة جداً”.
هل ينشر الأطفال الفيروس؟
تشير الدلائل إلى أن الفيروس ينتشر بين طلبة المدارس الابتدائية بشكل محدود.
لكن ربما يكون المراهقين- وخاصة الأكبر سناً منهم- أشبه بالبالغين في طريقة نقلهم للفيروس.
وشهد تلاميذ المدارس والشباب خلال الموجة الثانية من تفشي الفيروس في إنجلترا في فصلي الخريف و الشتاء، ارتفاعا في حالات الإصابة مقارنة بالفئات العمرية الأخرى، ويعود السبب على الأرجح إلى أن فرص اختلاطهم بالآخرين أكبر.
وخلال فترة الإغلاق في إنجلترا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ظلت المدارس مفتوحة وتعمل بشكل طبيعي، في الوقت الذي أُغلقت فيه أماكن أخرى عديدة.
ما الدور الذي تلعبه المدارس في تفشي فيروس كورونا؟
من الصعب قول هذا. فعندما تكون المدارس مفتوحة، يكون الانتشار أكبر بين أطفال المدارس، وخاصة في المرحلة الثانوية.
وكانت هناك أيضًا مؤشرات على انخفاض انتقال العدوى بعد فترة العطلات المدرسية، مثل عطلة منتصف العام الدراسي.
ولكن من الصعب تحديد ما إذا كان الأطفال يصابون بالفيروس داخل الفصل الدراسي أو في الحافلة أو أثناء تسكعهم مع الأصدقاء بعد المدرسة.
وتميل معدلات الإصابة في المدارس إلى أن تكون انعكاساً لمعدلات الإصابة في أماكن أخرى، فقد أثبت مسح أجراه مكتب الإحصاء الوطني، شمل 100 مدرسة في إنجلترا، وأجريت فيه اختبارات على عينة عشوائية من التلاميذ والموظفين ممن لم تظهر عليهم أية أعراض، أن 1.24 ٪ من التلاميذ و 1.29 ٪ من الموظفين، جاءت نتائج فحوص إصابتهم بالعدوى إيجابية في نوفمبر/تشرين الثاني، مما يعكس معدل إصابة يقدر بنسبة 1.2 ٪ بين عموم السكان.
وقالت جيني هاريز، نائبة كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا، إن المدارس “ليست محركًا مهمًا” لحالات الإصابة بكوفيد في المجتمعات، على الرغم من أنها قالت إن الأطفال يُمكنهم بالتأكيد نقل العدوى في المدارس وأماكن أخرى.
وقالت “سيج”، وهي مجموعة استشارية حكومية، إن فتح المدارس قد يزيد من معدل تكاثر الفيروس أو زيادة في الرقم “آر” بنسبة قد تصل إلى 30 في المئة.
والرقم “آر” يمثل رقم التكاثر أو إعادة إنتاج الفيروس، أي ما يشير إلى متوسط عدد الأشخاص الذين سينقل إليهم شخص مصاب بالفيروس العدوى، ويرمز له ببساطة بالحرف الانجليزي “R” اختصارا لكلمة (Reproduction).
لكن هذا غير مؤكد إلى حد كبير، ويعتمد كثيرًا على عوامل مثل: إجراء الفحوص وارتداء الكمامات والتهوية.
ما هي المخاطر على المعلمين؟
لا يبدو أن المعلمين أكثر عرضة للخطر من غيرهم ممن يعملون في مهن أخرى. ففي ديسمبر/كانون الأول، كانت نتيجة فحوص كشف الفيروس لدى 15 في المئة من أعضاء هيئة التدريس والموظفين في المدارس إيجابية خلال إجرائهم لاختبارات الأجسام المضادة لكورونا، مما يعني وجود معدل خطر متوسط عليهم بالنسبة لأعمارهم.
وفي المقابل، كان لدى ما بين 25٪ و 50٪ من العاملين في المستشفيات أجسام مضادة ، أما في دور الرعاية التي ظهرت فيها على الأقل حالة تفشي واحدة على الأقل للفيروس، ظهرت عند ثلثي الموظفين، أي 66 في المئة، أجسام مضادة لفيروس كورونا بحلول نهاية الموجة الأولى.
وبشكل عام، ليس من المرجح أن يموت الموظفين في مجال التعليم بنسبة أكثر من أقرانهم في المهن الأخرى جراء الإصابة بكوفيد.
ويعتبر الممرضون/الممرضات وعمال النظافة والأخصائيون الاجتماعيون وموظفو المطاعم وسائقو سيارات الأجرة وعمال الأمن معرضين للخطر بنسبة أكثر من المعلمين، بحسب مكتب الإحصاء الوطني.
وطبعا، هذا لا يسلط الضوء على القصة بشكل كامل، فخلفيتك العرقية والظروف الصحية الأساسية والمكان الذي تعيش فيه ومع من تعيش، كلها عوامل أخرى تحدد أيضاً مدى احتمال إصابة الشخص بالمرض.
ويميل المعلمون إلى أن يكونوا أصغر سناً ويتمتعون بصحة أفضل في المتوسط من بعض المهن الأخرى، كما أن معظمهم من الإناث، وهذه كلها عوامل تضعهم ضمن المجموعات الأقل عرضة للخطر.
هل سيكون لافتتاح المدارس أي تأثير سلبي؟
إن الضرر الناجم عن عدم إرسال الأطفال إلى المدارس على المدى البعيد “كبير جداً”، بحسب قول شاميز لادهاني، كبير المحققين في فريق مسح مكتب الإحصاء الوطني للمدارس، لمستشار الصحة العامة في إنجلترا.
لكنه يضيف أن “المخاطر ليست صفرية”.
وتقول “سيج” -المجموعة الاستشارية العلمية الحكومية – إن صانعي السياسات بحاجة إلى تقييم فوائد وأضرار إغلاق المدارس. وهذا يشمل الحد من المخاطر الصحية المباشرة على الموظفين والأثر السلبي على صحة الأطفال العقلية وتعليمهم ونموهم ورفاهيتهم.
ويتفق العديد من الخبراء على أن هذا العمل يمثل موازنة صعبة.
[ad_2]
Source link