أخبار عاجلة

ذكريات لا تنسى بقلم السفير | جريدة الأنباء


بقلم: السفير البريطاني مايكل دافنبورت بمناسبة نهاية مهامه في الكويت

يقال إن الديبلوماسيين معتادون على السفر والتنقل، ولكن في واقع الأمر فإن التنقل لم يكن أمرا سهلا بالنسبة لي وخاصة عندما تغادر بلدا جميلا ورائعا مثل الكويت.

لقد كنت أنا وزوجتي لافينيا محظوظين لأننا بقينا في الكويت لمدة 6 أشهر إضافية مما منحنا فرصة الاستمتاع بشتاء الكويت المعتدل والجميل، فضلا عن أننا تعرفنا على مدى سنوات عملي هنا على أصدقاء رائعين في الكويت ونتطلع قدما للبقاء على تواصل معهم.

ورغم أنني كنت قد زرت الكويت لفترة قصيرة بعد سنتين من حرب الخليج الأولى، فإن تجربة العيش والعمل هنا كانت مختلفة تماما، فعندما أقمت بالكويت لفترة طويلة أصبحت أدرك عمق واتساع العلاقات بين بريطانيا والكويت ولدرجة أنه بالنسبة للعديد من الكويتيين فإن بريطانيا بشكل عام ولندن بشكل خاص تعتبر بلدهم الثاني.

لقد أخبرني وكيل وزارة الخارجية البريطانية قبل ذهابي للكويت في مستهل فترة عملي كسفير فيها بأن العلاقات البريطانية – الكويتية متميزة جدا، وأضاف أن مهمتي هي تعزيز تلك العلاقات، وعندما وصلت إلى الكويت أخبرني سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد أن العلاقات بين بلدينا هي أكثر من متميزة، بل هي علاقات فريدة واستثنائية، وهذا يعود إلى حد كبير إلى الصداقة بين الأسرة الحاكمة في الكويت والأسرة المالكة في بريطانيا.

وعليه فقد كان من دواعي سروري وعظيم امتناني أن أرحب بصاحب السمو الملكي الأمير ويليام خلال زيارته للكويت في أواخر سنة 2019 ومؤخرا الترحيب بوالده صاحب السمو الملكي الأمير تشالز عندما زار الكويت في أكتوبر الماضي لتقديم التعازي لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، بوفاة سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد.

في العام 2019 احتفلت بريطانيا والكويت معا بالذكرى 120 لمعاهدة الصداقة بين البلدين والموقعة سنة 1899، وقد تكرم سمو رئيس الوزراء باستضافة حفل بهذه المناسبة، حيث شاهدنا بفخر واعتزاز أبراج الكويت وهي تكتسي بالعلمين الكويتي والبريطاني، وفي وقت لاحق من ذلك العام قام الشيخ محمد العبدالله الصباح بحضور الاحتفالات في لندن بتلك المناسبة، والتي استضافها عمدة الحي المالي في لندن، كما قام الراحل الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح بزيارة لندن للتوقيع على اتفاقيات جديدة من أجل تعزيز التعاون الدفاعي الثنائي والذي يعتبر حجر الأساس في تلك العلاقات.

وفي سنة 2020 فوجئنا بجائحة كوفيد-19، حيث أتوجه بالتحية والتقدير للكوادر الصحية في الصفوف الأمامية بالكويت على تضحياتهم من أجل سلامتنا، كما أتذكر بمشاعر من الحزن الأطباء والممرضين الذين فقدوا حياتهم من أجل التصدي لهذه الجائحة.

إن العديد من الشباب الكويتي الذين تحدثت إليهم خلال السنوات القليلة الماضية متحمسون جدا للتصدي للتغير المناخي ونظافة البيئة، وعليه فإنني آمل أن تدعم الكويت الأهداف الطموحة لقمة غلاسكو للمناخ في نوفمبر والتي تهدف إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة والذي يهدد جميع أشكال الحياة على كوكبنا.

وأنا أستعد لمغادرة الكويت بعد سلسلة طويلة من السفراء والتي تمتد إلى سنة 1904، أشعر بالثقة أن العلاقات الوثيقة والمتميزة بين بلدينا ستستمر، وحتى خلال فترة جائحة كوفيد-19 فإن المزيد من الطلبة الكويتيين يدرسون في الجامعات البريطانية أكثر من أي وقت مضى، كما يوجد تعاون بين بلدينا في التصدي للتهديد السيبراني بشكل أكثر فعالية بالإضافة إلى تعزيز التعاون العلمي من أجل التحقق من وجود مستقبل مستدام للأجيال القادمة. لقد تمكنا خلال السنوات القليلة الماضية من إيجاد فرص جديدة ومعا وضعنا الأسس لشراكة وثيقة سوف تستمر لسنوات عديدة قادمة.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى