لبنان: أين يقف السياسيون من معاناة الناس؟
[ad_1]
بعد أسبوع كامل من تجدد الاحتجاجات الشعبية في الشارع اللبناني ،على خلفية الارتفاع الصاروخي، لسعر الدولار الأمريكي وما تركه ذلك من أثر سلبي،على حياة المواطن اللبناني وقدراته الشرائية، وفي وقت يحذر فيه خبراء، من انفجار اجتماعي مرتقب في لبنان، بفعل التردي الاقتصادي غير المسبوق، الذي ترك آثاره على حياة الناس، تبدو الفجوة متسعة بين هموم الشارع اللبناني وطبقته السياسية.
تجاهل لمعاناة الناس
ويعتبر لبنانيون غاضبون على أداء الطبقة السياسية، أن السجالات والاتهامات التي تجري،على أعلى مستوى للسلطة في البلاد، بين رئيسي الحكومة والجمهورية، تعكس حالة من الانفصال المأساوي عن هموم الناس، الذين يكافحون من أجل توفير لقمة العيش لأبنائهم، في وقت يحلق فيه سعر صرف الدولار الأمريكي، مخترقا حاجز العشرة آلاف ليرة للدولار الواحد.
ومنذ تفجر الأزمة الاقتصادية في لبنان، يصب اللبنانيون جام غضبهم على الطبقة السياسية، التي يقولون إنها تعيش حالة انفصال عن الناس، وتبدو منهمكة طوال الوقت في العمل من أجل مصالحها الطائفية الضيقة، لكن وصول منحنى التردي إلى نقطة القاع، من وجهة نظر كثيرين، يجعل من تجاهل الطبقة السياسية لما يحدث أو عجزها عن التعامل معه، كما يقول بعض اللبنانيين أمرا معيبا للغاية.
ورغم تعبير أكثر من شخصية لبنانية مسؤولة، عن غضبها من عدم التفاعل مع هموم الشارع، إلا أن أحدا لايعرف حتى الآن، لماذا يتعثر تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، والتي يؤدي عدم تشكيلها إلى غياب سلطة مسؤولة، يمكنها أن تتفاوض مع قوى ومؤسسات مالية دولية، بشأن سبل الخروج من الأزمة الطاحنة، التي تضغط بشكل أساسي ،على المواطن في حياته اليومية.
أحدث التحذيرات
أما أحدث التحذيرات من خطورةغياب تفاعل، من قبل الطبقة السياسية، مع ما يشهده لبنان، فقد صدرت عن قائد الجيش العماد جوزف عون، الذي وجه حديثا قالت وصفته عدة تقارير إعلامية، بأنه يشبه الإنذار للطبقة السياسية، إذ توجه عون بالسؤال إلى السياسيين قائلا “إلى أين نحن ذاهبون، وماذا تنوون أن تفعلوا بنا؟” محذرا من خطورة الوضع وإمكان إنفجاره.
وخلال اجتماع عقده مع أركان قيادة الجيش، وضمن حديثه عن التطورات المحلية والاقليمية، قال العماد عون:” إن الوضع السياسي المأزوم، انعكس على جميع الصعد، وبالأخص اقتصاديا ما أدى إلى ارتفاع معدلات الفقر والجوع، كما أن أموال المودعين محجوزة في المصارف، وفقدت الرواتب قيمتها الشرائية، وبالتالي فإن راتب العسكري فقد قيمته”.
يمثل تأخر تشكيل الحكومة اللبنانية الجديد،ة من وجهة نظر كثير من المراقبين، أكبر دليل على فشل الطبقة السياسية في لبنان، وغيابها عما يشهده الناس من معاناة، في حياتهم اليومية، فبعد 119 يوماً على تكليف سعد الحريري، و192 يوماً على سقوط حكومة حسان دياب، مايزال أمر تشكيل الحكومة يراوح مكانه بفعل مناكفات بين أطراف اللعبة السياسية في وقت يرى فيه كثير من اللبنانيين أن الأحوال وصلت إلى القاع.
وتعد الخلافات بين القوى السياسية اللبنانية، على حقائب الوزارات وحصصها، هي المعرقل الأساسي لإنجاز تشكيل الحكومة الجديدة، في وقت شهدت فيه الأيام الماضية، تصاعدا في الخلاف، بين رئيس الحكومة سعد الحريري من جانب، ورئيس الجمهورية ميشيل عون المدعوم من حزب الله من جانب آخر بفعل الخلاف على الحصص الوزارية.
وأشارت تقارير، إلى أن الرئيس اللبناني يصر على تشكيل حكومة مؤلفة، من عشرين وزيرا كحد أدنى، وأنه يطالب بإشراكه في تسمية الوزراء، في حين يصر الحريري على تشكيل حكومة من 18 وزيرا، من الاختصاصيين غير المنتمين لأحزاب سياسية، ويتهم الحريري رئيس الجمهورية ميشيل عون وصهره جبران باسيل رئيس “التيار الوطني الحر”، بأنهما يريدان الثلث المعطّل في الحكومة.
من جهته يرى التيار الوطني الحر، أن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، ربما لايريد تشكيل الحكومة، أو لايستطيع تشكيلها، ونقلت محطة LBC التليفزيونية اللبنانية، عن مصادر بقصر بعبدا الرئاسي، قولها إن الحريري ذهب بعيدا باشتراطه، الحصول على ثقة نواب”تكتل لبنان القوي”، ليعطي الرئيس خمسة وزراء مسيحيين، والا يحصر تمثيله بثلاثة وزراء فقط في الحكومة.
وفي ظل وضع مترد اقتصاديا، ويمس حياة الناس في لبنان، يتحدث مراقبون، عن أن الخلاف يخفي صراعا على النفوذ، بين الرئيس، ورئيس الوزراء، فبينما يرى أنصار الحريري أن الرئيس عون، يسعى لأن يكون رئيس الوزراء للحكومة الجديدة ضعيفا، ويسهل التحكم به، يرى أنصار عون والتيارالوطني الحر أن الحريري يسعى من جانبه، إلى تهميش دور الرئيس، ووضعه في الموقف الأضعف، وفي ظل هذا الجدل يبدو بالنسبة لكثيريين، أن اللبنانيين سينتظرون طويلا، كي يروا الحكومة الجديدة، في وقت باتت فيه معاناتهم فوق الاحتمال.
أين يقف السياسيون في لبنان من معاناة الناس؟
إذا كنتم في لبنان حدثونا عن جوانب معاناتكم اليومية.
ماهو السبب برأيكم لوصول الأحوال في لبنان لهذا المستوى؟
ولماذا تبدو القوى السياسية اللبنانية مغرقة في خلافاتها؟
ماهو السبب الحقيقي برأيكم لتأخر تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة؟
وهل تتفقون مع من يرون أن التأخير ناجم عن ارتهان القوى السياسية لأطراف خارجية؟
هل يبدو مايطرحه بعض الناشطين اللبنانيين بتغيير النظام السياسي برمته واقعيا ومنطقيا برأيكم؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 10 آذار/مارس .
خطوط الإتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/hewarbbc
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
[ad_2]
Source link