عام من الشلل المسرحي | جريدة الأنباء
[ad_1]
- رمضان: مسرح التلفزيون هو الحل
- الهاجري: ضرورة تعويض قطاع المسرح
- النصار: الدراسة عن بعد لا جدوى منها
- المقلة: المسرح لا يموت بل يبقى نابضاً
سماح جمال
استمرت حالة الإغلاق للمسارح في الكويت نظرا لتبعات انتشار مرض كوفيد – 19، ويعد القطاع الفني وتحديدا المسرحي من الأنشطة التي لم يتح لها المجال لتعود إلى الحياة منذ توقفها، مما يرسم مؤشرات من الخطورة المتصاعدة على مستقبل القطاع المسرحي ككل خاصه أنه من الأنشطة التي تحظى برعاية ودعم مباشر من مؤسسات الدولة، ورغم مناشدة بعض الفنانين وتحرك أكاديميين ومهتمين بالشأن المسرحي لمطالبة الجهات المختصة بإعادة فتح المسارح بدرجة تتناسب مع الأوضاع الصحية في البلاد، لكن كل تلك المحاولات لم تر طريقها للنجاح مع استمرار الشلل المسرحي لنحو عام كامل.
وهذه الأوضاع طرحت إشكالية توقف النشاط المسرحي مع استمرار التعلم عن بعد في المعاهد الفنية المختصة بتخريج الأجيال المسرحية والفنية الجديدة وهي التي كانت قائمة منذ تأسيسها على الجانب العملي والاحتكاك والتفاعل المباشر بين المعلم والطلاب.
«الأنباء» طرحت هذه التساؤلات على بعض الأكاديميين والمخرجين فكانت إجاباتهم في السطور التالية:
في البداية، قال أمين عام رابطة الأدباء الكويتين د.خالد عبداللطيف رمضان: القضية ليست بالهينة، وهذا الوضع العام ينسحب على العالم وكوباء لا سوابق له على المجتمع الدولي ولم تعرف خفاياه، وفي كل لحظة تحدث مستجدات تربك العالم، ومما ترتب عليه شلل النشاط الثقافي والفني بشكل عام والمسرحي بشكل خاص، ولهذا لا نعلم متى ستفتح المسارح والمتاحف، وأعتقد ان المسرحيين من الممكن لهم أن يلجأوا إلى مسرح التلفزيون وهو نوع من المسرح الذي نفتقده وكان موجودا في جمهورية مصر العربية في فترة الستينيات وكان يغذي التلفزيون بأعمال مسرحية تعرض على التلفزيون وعرضت مجموعة من الأعمال المسرحية الجيدة، وأعتقد أن الفرق المسرحية تستطيع أن تقدم مسرحيات تتوافق مع الظروف من حيث عدد الممثلين وتكون رصيدا للحركة المسرحية، وتطل من خلال شاشة التلفزيون، وذلك حتى لا تتوقف الحركة المسرحية.
وأضاف قائلا: أما الدراسة في المعاهد الفنية فبدلا من توقف الدراسة فيها بشكل كامل لجأت إلى التعليم عن بعد، وهذا بالطبع أمر صعب، وستقل الخبرات والمهارات لدى الطالب خاصة في المواد العملية مثل الديكور والتمثيل والإخراج المسرحي، لكن شيء أفضل من لاشيء، وحتى لا يتوقف تعليم الطلاب، وربما تكون المشكلة في المواد النظرية أقل مقارنة بالمواد العملية.
صورة موجعة
ومن جهته قال د.خليفة الهاجري: أرى أن لإغلاق المسارح حاليا تأثيرا بصورة كبيرة ومباشرة على الفعل المسرحي إجمالا وبصورة موجعة تدعونا إلى التوقف والتفكير في إيجاد حلول مبتكرة وناجحة تتناغم والوضع الصحي الحالي.
ولأن المسرح فعل اجتماعي ثقافي يحدث فيه التقاء الناس بمكان وحيز واحد، لذا تعمد كثير من الحكومات والسلطات الى إيقافه بالمطلق.
وتابع قائلا: الوضع الحالي إذا ذهب في الأمد القصير فستكون فرصة جيدة لترتيب أوراق الإنتاج المسرحي النوعي وإعادة النظر في نضج بعض التجارب المسرحية المحلية، كما ستكون فرصة لتكثيف العمل على تطوير وبناء المهارات الفردية للعاملين بالمسرح عبر الاطلاع المعرفي أو الانضمام إلى الورش المتاحة عبر الأونلاين في جميع تخصصات وفنون المسرح.
وتابع حديثه: أما فيما يخص المسرح الخاص الذي يستنزف ماليا حاليا بسبب الجائحة، فأرى أن الحل يتفرع في شقين: الأول هو: قيام الفرق المسرحية الخاصة بتلفزة العروض المسرحية كحل مؤقت وعرضها على القنوات الفضائية بمقابل نقدي مرض وبدعم حكومي وطني، هذا مع إصرارنا على أن التجربة المسرحية الحية هي بالتأكيد مختلفة تماما عن المسرح المتلفز، لكن هذا حل مؤقت مماثل لما قام به المسرح الوطني في المملكة المتحدة في حملة تحت مسمى «the show must go on»، والجدير بالتجريب.
كما أكد على ضرورة تعويض الدولة قطاع المسرح الخاص بصورة مباشرة وضخ الأموال بالحد الملائم الذي يبقي على استمرار تلك الفرق الخاصة وتعويض منتسبيها، لأن استمرار التدهور الاقتصادي والمالي لتلك الفرق قد يتسبب في تلاشي تلك الفرق وحصول فجوة ثقافية ومعرفية كبيرة في تراكم العمل المسرحي في الدولة، بالإضافة إلى فقدان العديد من العاملين بالمسرح قوت يومهم وتدهور حالتهم الاقتصادية والاجتماعية، ما يؤدي الى تسربهم الى وظائف أخرى قد لا تضمن عودتهم للمسرح مرة أخرى.
وعن تقييمه لما يعانيه التعليم الأكاديمي في المعاهد الفنية، قال: التعليم الأكاديمي بالمعاهد الفنية ليس مقتصرا على هذا النوع من التعليم، بل إنه يؤثر وبصورة مباشرة على تخصصات أخرى تحمل طابعا مماثلا للمسرح كالفنون التطبيقية والتشكيلية والموسيقى والتصميم الداخلي وعلوم أخرى مختلفة تقوم على المختبر مثل الطب والعلوم بأنواعها.
فما يحدث لتعليم المسرح كنوع من الفنون الحية التي تحتاج الى التلاقي المباشر بين الأستاذ والطلاب قد تكون الأكثر تضررا، إلا أن التوجه العام هو محاولة الإبقاء على الحد الأدنى من التعليم لحين عبور الجائحة بسلام عبر منصات التعليم عن بعد او في مواقع يتوخى فيها أعلى الاحترازات الصحية.
وأضاف قائلا: هناك عدد من التجارب المسرحية الخلاقة في تعليم المسرح عن بعد حققت هذا النوع من التعليم بأدنى حدوده في التمثيل والإخراج مثلا، بل ان هناك نتائج متقدمة في تعليم الديكور المسرحي والأزياء عبر برامج التصميم الافتراضية التي تضمن اكتساب الطالب خبرات جديدة في التصميم المسرحي عبر وسائل جديدة ومبتكرة.
وفي حال طالت هذه الجائحة أنصح بالالتفات إلى توفير فضاءات مسرحية تلتزم الاحترازات الصحية ليمارس بها التعليم الأكاديمي المسرحي بشكل مقنن.
ضرر كبير
من جانبه قال المخرج هاني النصار: نحن مع إجراءات الحكومة في الحفاظ على سلامة المواطنين ونساعدها على ذلك، أما بخصوص مدة الإغلاق التي تجاوزت أكثر من عام فعلى الرغم من افتتاح أغلب الأنشطة في البلاد ومنها النشاط التجاري والرياضي مثلا، ولم يستثن النشاط المسرحي، فأنا أرى أن هناك ضررا كبيرا على العاملين في المجال المسرحي وأن أعمالهم راح تضرر بشكل كبير لأن البعض منهم يعتمد اعتمادا كليا في مدخوله ورزقه على العمل في المسرح فقط، وهذا على الصعيد المادي.
ولا ننسى الجانب النفسي للفنان الذي يرى في المسرح المتنفس الوحيد له وأيضا الجمهور يحتاج للترويح عن نفسه من خلال حضوره للمسرحيات، لذا برأيي أن هذا التوقف الطويل راح يكون له الأثر الكبير في الحركة المسرحية على مستوى المضمون والشكل وأيضا على الاقتصاد، كما انه يمكن أن تقدم أعمالا لا قيمة لها بعد أول سماح للنشاط المسرحي بالعودة وذلك بسبب تلهف وتسابق المنتجين وبعض الفنانين للعودة الى المسرح بأي شكل من الأشكال، وستكون هناك كارثة مسرحية.
وتابع قائلا: أما الدراسة عن بعد فلا جدوى منها في المعاهد الدراسية العملية خاصة المعهد العالي للفنون المسرحية وبالتحديد قسم التمثيل والإخراج، كون الموضوع عمليا وقائما على الكلام والدراسة المباشرة بين الدكتور والطالب، أما الدراسة عن بعد فلا تعتبر دراسة مسرحية، وأيضا العمل الفني هو عمل جماعي وليس فرديا وقائما على تباعد كل طالب من مكانه فهذا فيه صعوبة، ومن الممكن القيام بعمل دراسة للوزير ووزارة التعليم العالي بإقامة صفوف جماعية للطلاب مع توافر الاشتراطات الصحية، خاصة أن هذه الفكرة تتناسب مع أعداد الطلاب التي لا تعتبر كبيرة.
عودة المسرح
من ناحيته قال المخرج أحمد المقلة: هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إغلاق المسارح، فالمسرح قديم قدم الإنسان وتعرض لعدة عراقيل تسببت في إغلاقه كالأوبئة والحروب والمشاكل السياسية والاجتماعية، ولأن المسرح يحمل العلاقة التشابكية والحالة الاندماجية بين المتفرج وخشبة المسرح فلا يمكن فصلها ولابد من توقفها كما توقفت أثناء أمراض الجدري والطاعون في جميع أنحاء العالم، كذلك أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية، وفي كل مرة يعود المسرح بشكل آخر جديد يحمل إفرازات ومآسي وآلام كل مرحلة، فالمسرح لا يموت بل يبقى نابضا بروح متجددة تناسب كل مرحلة.
[ad_2]
Source link