أخبار عاجلة

بالفيديو الخياطة النسائية تصارع | جريدة الأنباء


طالت جائحة «كورونا» وآثارها معظم جوانب الحياة، إن لم تكن كلها، فالأسواق لم تعد كما كانت وعادات التسوق لم تحافظ على طبيعتها كذلك كان للأمور الاجتماعية نصيبها من الأثر السلبي أيضا، ولعل مهنة الخياطة من تلك المهن التي تأثرت بالأزمة أيضا، غير أن الكثيرين من الخياطين وأصحاب المحلات لجأوا إلى العمل عبر «الأونلاين»، وكذلك أصحاب محلات الأقمشة، عبر التسويق الإلكتروني تماشيا مع الظروف وحرصا على تلبية طلبات زبائنهم وتجنيبهم الحضور إلى السوق.

ولأن الكويتيين امتهنوا قديما العديد من الحرف والمهن اليدوية كمصادر رزق لكسب قوتهم اليومي ووسيلة لتلبية احتياجاتهم البسيطة آنذاك، والتي أصبح بعضها مع مرور الزمن جزءا لا يتجزأ من التراث الكويتي، ومنها حرفة «الخياطة» التي لازمت الإنسان منذ بداية تطوره، وكان بحاجة لها لستر جسمه ووقايته من البرد ومن عوامل خارجية أخرى إضافة إلى حاجته لإشباع ذوقه أحيانا والتمتع بالرفاهية من خلال اقتناء قطع مميزة.

وهذه الأيام يواجه أصحاب هذه الحرفة والعاملون فيها الخوف من خطر الاندثار بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي عكستها «كورونا» على الناس وكذلك التطور التكنولوجي المتسارع ووجود معامل للألبسة الجاهزة والمنتجة لمختلف أنواع القماش، والتي أدت إلى حصر أعمال الخياطين بالتصليحات وأعمال الخياطة البسيطة، وحديثنا عن الخياطين العاديين وليس عن مصممي الأزياء المشهورين، لكن هذا لم يمنع لجوء بعض الناس إليهم لتفصيل ملابسهم وبالتحديد ملابس السهرات والحفلات.

وللوقوف على أوضاع هذه المهنة قامت «الأنباء» بجولة للتعرف على آراء بعض السيدات الكويتيات وبعض الخياطين، وما اذا كانت هذه الحرفة مازالت على قيد الحياة، أم انها تواجه خطر الاندثار وهل مازال هناك عليها طلب واقبال؟.. وإلى التفاصيل:

في البداية، التقت «الأنباء» أم سالم التي قالت: مازلنا نقصد الخياطين حتى الآن وهناك ازدحام لديهم، وانا ارى ان الخياطة افضل من شراء الملابس الجاهزة خصوصا بالنسبة لذوي المقاسات التي لا قد لا تكون متوافرة بشكل دائم، أو بالألوان المرغوبة، وبالنسبة للخامات وحتى الموديلات لأن القطعة يكون فيها تميز وفن وليست موجودة في الأسواق، وبالتالي فإن الملابس التي تتم خياطتها تكون أكثر تميزا من غيرها، وبالنسبة للأوضاع الحالية فإننا نراعي الاجراءات الصحية من لبس للكمامات والتعقيم وأن تكون أيضا المحلات التي نذهب إليها ملتزمة بتلك الإجراءات.

ملابس مميزة

بدورها، قالت منى العنزي: أنا حتى الآن اذهب الى الخياطين، رغم ما فرضته جائحة «كورونا»، حيث انني حريصة جدا على تطبيق الاشتراطات الصحية من تباعد ولبس للكمامة والتعقيم والتأكد من نظافة المحل، كما أنني أحب ان أصمم ملابسي وأختار من الموديلات ما يعجبني ثم أنفذه عند الخياط وهكذا تكون القطعة مميزة، إضافة إلى أننا نشتري أيضا الملابس الجاهزة، ولكن إذا كان لدي مناسبة وأريد ان أرتدي شيئا مميزا فإنني أتجه الى محلات الخياطة بعد شراء الأقمشة المناسبة واختيار التصميم، وهذا يشعرني بالتميز.

الملابس الجاهزة

مــن جانبهــا، قالت أم يعقوب: كنا سابقا نذهب كثيرا إلى الخياطين، أما الآن فنتوجه لشراء الملابس الجاهزة بشكل أكثر، فالسوق متوفر فيه كل شيء، وفي الوقت الحالي أصبح الشراء أكثر أمانا من الخياطة بسبب الخوف من عدم الالتزام بالشروط الصحية من البعض، وأصبحت المعامل الجاهزة المحلية أو المستوردة الآن توفر كل التصاميم ولجميع الأعمار والمقاسات، وتستطيع المرأة ان تحصل على ما تريد بكل سهولة، وخلال وقت أقصر من ان تشتري القماش وتأخذه إلى الخياط وانتظار إنجاز ما تريده، وفي النهاية قد يعجبها وقد لا يعجبها، بينما الجاهز واضح أمامها.

مقاسات مختلفة

أما بلقيس العبد الرزاق فقالت: ان الخياطة شيء ضروري، ولا نستطيع الاستغناء عنها، فتوجد أشياء غير موجودة في الاسواق وتصاميم خاصة من الممكن ان نأخذها للخياط لكي يصمم لنا مثلها، وتكون مميزة وخصوصا في المناسبات، التي نتمنى أن تعود قريبا بعد جلاء هذه الأزمة التي اجتاحت بلادنا والعالم.

كما ان المقاسات تكون افضل في الخياطة، حيث إن هناك تصاميم جميلة جدا في الأسواق غير أنها غير متوافرة لبعض المقاسات، وهنا تنتقي السيدة الخامة التي تريدها من حيث النوعية واللون وتطلب التصميم الذي تريده من الخياط، وبذلك ترتدي قطعة جميلة وفريدة وغير متوافرة في السوق.

تصاميم فاخرة

كذلك تحدثت مريم البراك لـ«الأنباء» حيث قالت: ان الملابس الجاهزة افضل وأوفر للوقت، والاسواق فيها كل شيء، ولكن لا نستطيع الاستغناء كليا عن الخياطة، ففي المناسبات نفضل ان نذهب للخياط ونصمم اشياء مميزة وفاخرة وغير متوافرة في الاسواق، والآن بسبب «كورونا» وعدم وجود المناسبات أتوقع أن ذلك قد خف بشكل كبير إضافة إلى حرص الناس على عدم الذهاب إلى الأسواق إلا للضرورة، أما في الأحوال العادية فالخياطة شيء جيد ومعظم النساء يقبلن عليها لجودتها وتميز تصاميمها أيضا.

التخوف من «كورونا»

من جهتها، قالت باسمة العازمي: منذ فترة طويلة لم نذهب الى الخياطين بسبب التخوف من «كورونا» ولأن محلات الخياطة مغلقة وفي سراديب ونخاف من انتقال العدوى وانتشارها، والفكرة قائمة وموجودة لكنها مؤجلة فقط الى ان تصبح الامور اكثر امانا ويختفي الفيروس، لأننا لا نستطيع الاستغناء عن الخياطة بشكل كامل، ففي المناسبات نفضل ان نخيط ملابسنا للظهور بشكل مميز وألا نشتري الجاهز.

جودة الخامات

وقالت عذاري العواد: اصبحنا نشتري كل شيء جاهزا لأن كل شيء أصبح متوافرا بالسوق واختلفت الخياطة عن قبل إذ كان «الخام» يأتي من الخارج من فرنسا وايطاليا، أما الآن فالخامات والأقمشة أكثرها صينية وليست من الدرجة الأولى، فنحن ندفع مبالغ كبيرة من دون أي داع، وانا ارى ان الملابس الجاهزة افضل وخاماتها اجود، وانا واخواتي وامي كلنا نشتري ملابس جاهزة وكل شيء متوافر بالاسواق بكل الموديلات والمقاسات والألوان ويلبي جميع الاذواق.

التفاصيل «أونلاين»

وبسؤال الخياط سنجاي سيبستيان عن ظروف عمله الآن، قال: إن الخياطة في السابق كان عليها اقبال اكثر سواء من داخل الكويت او قطر أوالبحرين، وكان هناك ازدحام وطلب كبير، أما الآن بسبب «كورونا» فالناس يخافون من العدوى واصبحوا يشترون الملابس الجاهزة، وهناك طلب من بعض الزبونات على الخياطة «اونلاين»، لكننا لا نستطيع ان نتواصل مع الزبونة «اونلاين» لمعرفة كل التفاصيل وارسال لها ما تريد خوفا من بعض الأخطاء في التصميم أو القياسات، وهذا يؤثر سلبا على عملنا.

إقبال خفيف

بدوره، قال الخياط اسامة ابراهيم دان: يعتبر الاقبال الآن خفيفا جدا وليس مثل قبل والسبب فيروس «كورونا المستجد»، والتخوف منه، والخياطة دائما لها زبائنها وخصوصا في المناسبات ولم يتغير علينا شيء من حيث الاقبال والطلب في السنوات السابقة الى ان اتى الفيروس وتأثرت محلات الخياطة كثيرا كغيرها من المحلات، ونتمنى ان تعود الحياة مثل السابق ويذهب المرض لتعود حركة الاسواق مثل قبل وأفضل بإذن الله تعالى.

كذلك قال محمد زكريا: ان الاقبال على أعمال الخياطة والتصميم جيد ولكن ليس كالسابق وازمة «كورونا» اثرت سلبا على الطلب والناس في تخوف من انتقال العدوى والاختلاط، وأصبحت الآن الملابس الجاهزة متوافرة «اونلاين» وأيضا في الاسواق بشكل كبير مع ما يرافقها من عروض مختلفة.

ولكن نحن ايضا لدينا بعض الزبائن الذين لم يتوقفوا عن الطلب لخياطة الملابس لهم عن طريق «الاونلاين» من دون الحضور، ونستطيع تلبية اذواق السيدات بكل سهولة من دون ان يعرضن أنفسهن للخطر.

وتمنى ان يزول هذا الوباء وأن تعود الحياة إلى طبيعتها لان الخياطة شيء اساسي عند الكثير من الزبونات الكويتيات المعروفات بذوقهن العالي وحرصهن على الظهور بأبهى حلة خصوصا في المناسبات.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى