معلمو كلية مبارك العبدالله للقيادة | جريدة الأنباء

• العقيد الركن م.بدر علي الزعابي: الكلية تداركت تأثير وباء «كورونا» بنقل الدورة 24 إلى البيئة الافتراضية وتطبيق «التعليم عن بُعد»
• العقيد الركن بحري محمد العوضي: البرنامج التأهيلي متميز على المستوى الوطني ويعمل على تحفيز الفكر وفن التخطيط والقيادة والإدارة

عبدالهادي العجمي

يعتبر التعليم العسكري الحديث من أهم الأسس التي تتبعها الجيوش في العالم، والذي لا يقتصر على التدريبات الميدانية فحسب وإنما التدريبات التقنية والعلمية وبما يسهم في تنمية الإبداع لدى العسكريين في جميع تخصصاتهم.

وحرصا من وزارة الدفاع وقيادة الجيش على النهوض بمستويات منتسبيها كان إنشاء كلية مبارك العبدالله للقيادة والأركان المشتركة كمؤسسة عسكرية تعليمية تسهم في تعليم فن القيادة والإدارة وإعداد قيادات وكوادر من أبناء الكويت قادرين على تحمل المسؤولية واتخاذ القرار وتنفيذ المهام بكل اقتدار وكفاءة.

وتقديرا من «الأنباء» للدور المميز للكلية، كانت زيارتنا للقاء كبير معلميها العقيد الركن جاسم نصرالله وعدد من معلميها ومدربيها الذين تحدثوا عن بعض المهام التي يقومون بها وعن طبيعة العمل والبرامج في الكلية وكيفية تجاوز آثار أزمة «كورونا» وكيفية اختيار المعلمين والشراكات مع الكليات المتميزة عالميا، فإلى التفاصيل:

في البداية، وجهنا سؤالنا إلى العقيد الركن جاسم محمد نصرالله عن رؤية الكلية، وما رسالتها؟

٭ تقوم رؤية الكلية على الريادة والتميز في اعداد قادة المستقبل وفق منظومة من القيم الأساسية التي تحدد هوية الكلية كمؤسسة تعليمية رائدة على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي، وذلك من خلال تعليم وتدريب وتنمية الإبداع في فن العمليات لدعم وتعزيز القوات المسلحة.

أما الرسالة فتقوم على حرص كلية مبارك العبدالله للقيادة والاركان المشتركة على تقديم خدمات تعليمية متميزة في العلوم العسكرية وفن القيادة والادارة، عبر كوادر رائدة ومؤهلة علميا ومهنيا لإعداد قادة ذوي كفاءة عالية من خلال بيئة تعليمية متطورة ومتميزة.

هل أثرت ظروف وباء «كورونا» على عمليات التحصيل العلمي للضباط الدارسين؟

٭ العقيد الركن م.بدر علي الزعابي: لقد تداركت الكلية تأثيرات الوباء والقيود الصحية المفروضة من الدولة بوقف نشاط جميع المؤسسات التعليمية وتماشيا مع هذه القيود والقرارات، وخلال وقت قياسي تم نقل الدورة الـ 24 الى البيئة الافتراضية وتطبيق نظام التعليم عن بعد وكانت الكلية أول جهة رسمية تعتمد هذا النظام مطبقة بذلك برنامجها التدريبي كاملا من غير أي تأثير على التحصيل العلمي والأكاديمي للدارسين.

ونظرا لما تملكه الكلية من بنية تحتية مجهزة من حاسب آلي وشبكات من قبل الجائحة والتي مكنت من التحويل الى البيئة الافتراضية بشكل سريع جدا، وقد كانت لتجربة التحول الى نظام التعليم عن بُعد (البيئة الافتراضية) اثر إيجابي كبير في ظل الوضع الراهن المتعلق بفيروس «كورونا المستجد» ونجحت الكلية في هذا الأمر نجاحا باهرا محققة جميع أهدافها التعليمية وهو الأمر الذي حفزها على إدامة هذا النظام واستمراريته خلال الجائحة.

وما أهم ما يميز نظام «التعليم عن بُعد» من مزايا وصعوبات؟

٭ التعليم عن بُعد أسهم بتطبيق التباعد الاجتماعي للدارسين بشكل قاطع وبالحفاظ على صحتهم وسلامتهم، كما تم توفير جميع الملحقات والمراجع التعليمية بصفة إلكترونية رقمية مع سهولة الحصول عليها من قبل الدارسين خارج اوقات الدوام الرسمي، والاستمرار في البرنامج التدريبي حتى بعد عودة بعض الدارسين الوافدين الى دولهم.

اما ما يخص الصعوبات فقد كان الاختلاف بين طريقة التدريس بنظام الحضور الفعلي ونظام التعليم عن بعد والذي تطلب الجهد المضاعف من قبل الطاقم التعليمي، والاعداد المسبق لبرنامج التدريب بشكل إلكتروني ورقمي بالإضافة الى جميع مراجع الكلية ومرافقها، اضف إلى ذلك أن البيئة الافتراضية مقيدة بجودة شبكات الاتصال.

سكن وخدمات

هل توفر الكلية سكناً للمنتسبين من الدول الشقيقة؟

٭ المقدم الركن فيصل باني المطيري: بالتأكيد تولي قيادة الكلية كل الاهتمام لمنتسبيها من أبناء الدول الشقيقة والصديقة، وتعتبر وجودهم في الكلية مرتكزا اساسيا للدورة، وبناء عليه تم تخصيص مبنى كامل في الكلية كسكن لجميع الضباط من الدول الشقيقة والصديقة ويتوافر فيه كل ما يلزم من سبل الراحة والخدمات التي تليق برتب القادة، بالإضافة الى توفير مطعم خاص يوفر جميع الوجبات على مدار اليوم بالإضافة الى خدمة الإنترنت.

الطلبة الأجانب

كم تبلغ نسبة الطلبة الأجانب ومشاركتهم منذ انشاء الكلية؟

٭ تحرص الكلية على توفير مقاعد خاصة للدول الشقيقة والصديقة في كل سنة من مبدأ تعزيز التعاون العسكري من جهة وتبادل الخبرات المختلفة بين الدارسين من مختلف الدول والصنوف والوحدات من جهة اخرى، علما أن نسبة الطلبة الأجانب تجاوزت 20% من اجمالي خريجي الكلية لأكثر من تسع وعشرين دولة.

ولفت المطيري الى ان عدد الخريجين منذ نشأة الكلية يفوق الـ 2000 ضابط وعدد الخريجين الوافدين يفوق الـ 400 ضابط.

ما طرق التعليم المتبعة والمطبقة في بيئة الكلية التعليمية؟

٭ المقدم ركن طيار باسل خالد الخلفان: طبيعة الأهداف التعليمية المراد تحقيقها هي التي تحدد نوع المحتوى والأسلوب التعليمي المناسب، فنجد في بعض السياقات التعليمية أن الدارس يكون هو محور العملية التعليمية، وفي مواضع اخرى يكون المعلم هو محور العملية التعليمية، حيث يتم التدرج في نقل المعلومة من السهل الى الأصعب مع مراعاة التهيئة النظرية الكافية قبل الانتقال الى التطبيق العملي الذي يساعد في استيعاب وتعميق الفهم سواء للمعرفة او المهارة المراد تعلمها، كذلك الحرص على فهم وتخطيط وتنفيذ وتقييم الواجب المناط للدارس ومن أساليب التعليم المتبعة بالكلية القراءات المسبقة، المحاضرات المركزية، حلقات النقاش داخل الفصول الدراسية، الزيارات الميدانية وكتابة المقالات العلمية، بالإضافة الى تنفيذ التمارين بالمفاهيم اللازمة وادوات التخطيط المناسبة التي تساعدهم في القيام بعملية تقدير الموقف بالشكل الصحيح وصنع القرار لحل المعضلات التي تواجههم في مختلف البيئات العملياتية.

اللغة الإنجليزية

ما اللغة المستخدمة في الكلية، ولماذا؟

٭ اللغة المستخدمة بالكلية هي اللغة الانجليزية، لان المراجع والمواد انجليزية عسكرية رسمية، ويعتبر ذلك اساسا لتوحيد المفاهيم العسكرية مع هذه الدول بما يتوافق مع العقيدة العسكرية الكويتية والعقائد لدول التحالف، كذلك تنبع اهمية اللغة الإنجليزية في مجالات البحث العلمي والعسكري لتهيئة الدارس للعمل في مراكز العمليات العسكرية الدولية.

وماذا عن معيار قبول الضباط في الكلية من الدول المختلفة؟

٭ المقدم ركن بحري محمد جاسم المحارب: ان معايير القبول في الكلية ثابتة على جميع الضباط من الدولة الشقيقة والصديقة والكويتيين على حد سواء، وهي ان يكون برتبة قيادية ومرشحا من قبل وحدته، وحاصلا على دورة تأهيلية لدورة الأركان وأن يتخطى اختبار اللغة الإنجليزية، بالإضافة الى المقابلة الشخصية.

من ابرز المحاضرين الذين استضافتهم الكلية؟

٭ دأبت الكلية منذ نشأتها على استضافة ضيوف مميزين من مختلف الجهات لزيادة المعرفة ونقل الخبرة في المواضيع ذات الصلة، وعلى سبيل المثال تمت استضافة قادة عسكريين في المستويين العملياتي والاستراتيجي للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم الشخصية وتسليط الضوء على المعضلات التي واجهتهم كقادة في هذه المستويات واعطاء الفرصة للضباط الدارسين للالتقاء بهم ونقاشهم في هذه الجوانب المهمة، علما أن هذه الاستضافة من صميم برنامج الدورة في الكلية ولعل ابرز الضيوف هم رؤساء اركان سابقون للجيش الكويتي وقادة من الجيوش الشقيقة والصديقة، بالاضافة الى سفراء الدول الكبرى الصديقة، وعدد من ممثلي بعض المنظمات العالمية، وأكاديميين كويتيين وأكاديميين من مختلف الدول.

مكانة متميزة

تتمتع الكلية بمكانة متميزة بين نظيراتها من الكليات الأكاديمية في مجال العلوم العسكرية بفضل الجهود المستمرة عسكريا في تطوير المناهج، فما ابرز التطورات التي شهدتموها في أساليب التدريس والمناهج؟

٭ المقدم الركن أحمد أسامة الزواوي: تتمتع كلية مبارك العبدالله للقيادة والأركان المشتركة بمكانة مميزة مقارنة مع نظيراتها في المنطقة وذلك لعدة اسباب اهمها: التزام الكلية بمعايير الجودة التعليمية المرتبطة بالمنهج والمعلم والدارس، اما فيما يخص جودة المنهج فتخضعه الكلية لعملية تقييم مستمرة لضمان تحقيق الأهداف المخطط لها مسبقا، فتحرص الكلية على دعم عملية التطوير المستمرة لمنهج الدورة بما يواكب المتغيرات المتسارعة في العلوم العسكرية على سبيل المثال تحديث بيئة العمليات العسكرية المعتادة وهي البيئة البرية والبحرية والجوية والمشتركة، اما ما يخص أساليب التدريس التي تم تفعيلها قريبا وهي «التعليم عن بُعد»، حيث نجحت الكلية خلال جائحة «كورونا» بالانتقال من تنفيذ المنهج من العالم الحقيقي الى العالم الافتراضي لاستكمال ما تبقى من منهج الدورة.

وكيف يتم اختيار المعلمين؟

٭ فيما يخص عملية اختيار المعلمين تحرص الكلية على انتقاء المعلمين المميزين من أوائل الدورات السابقة وأصحاب الخبرات، وتدعم عملية تأهليهم مما ينعكس اثره إيجابا على الدارس في الفصل والدورة بشكل عام، ايضا من اسباب تميز الكلية وأحد أهم الاهداف الأساسية للدورة هو تهيئة الدارسين لفهم واستيعاب عملية التخطيط وادارة العمليات العسكرية المشتركة والمختلطة على المستوى العملياتي، كذلك ممارسة فن العمليات والقدرة على ترجمة توجيهات المستوى الإستراتيجي العسكري الى انشطة تعبوية تساعد في تحقيق المهام المحددة، ونتيجة لما سبق حصلت كلية مبارك العبدالله على الشراكة الأكاديمية مع أكاديمية الدفاع البريطانية، مما ساعد في ان تكون الكلية نقطة جذب لمختلف ضباط الدول الشقيقة والصديقة الذين يسعون للحصول على تعليم عسكري مشترك ذي جودة عالية، وهي محصلة لعملية التخطيط والدعم المستمر من قبل قيادة الكلية على وجه الخصوص ودعم القيادة العسكرية العليا بشكل مباشر، وهو الأمر الذي ساهم بتذليل الكثير من الصعاب.

شراكات تعليمية

ما أبرز الشراكات التعليمية الموقعة بين الكلية ونظيراتها العالمية؟

٭ المقدم الركن أحمد عبدالمحسن الشطي: يوجد تعاون مميز وشراكة أكاديمية بين كلية مبارك العبدالله للقيادة والأركان المشتركة وكلية القيادة والأركان المشتركة في المملكة المتحدة منذ العام 1995، حيث ترتكز هذه الشراكة على التعاون الأكاديمي، على سبيل المثال دعم الكلية في بعض المراجع العسكرية الحديثة وارسال بعض المحاضرين الزائرين لتغطية بعض المواضيع ذات الصلة، بالإضافة الى ارسال مجموعة من الضباط البريطانيين للعمل كمعلمين ومشاركة مع المعلم الكويتي (جنبا الى جنب) داخل الفصل، هذا التعاون انعكس اثره بالإيجاب على مستوى الدارس بشكل خاص والدورة بشكل عام، كذلك تطور هذا التعاون بين الجانبين الكويتي والبريطاني بإرسال الضابط الكويتي للعمل كمعلم في كلية القيادة والاركان البريطانية لكسب وتبادل المزيد من الخبرات والمهارات مما اثرى إيجابا على التعاون بين الكليتين.

لماذا تعتبر برأيكم دراسة القيادة والأركان المشتركة من أهم مراحل التأهيل الاحترافي للضباط القادة؟

٭تعتبر كلية مبارك العبدالله للقيادة والاركان المكان الاساسي لتميكن الضابط وتهيئته وصقل مهارته للعمل في مراكز القيادات وهيئات الركن والعمل في جميع الظروف العملياتية المعقدة والمتزامنة الحدوث بين مستويات الحرب المختلفة (التعبوية والعملياتية والإستراتيجية) وفهم كيفية تخطيط وتنفيذ وادارة العمليات المشتركة والمختلطة بين القوات الشقيقة والصديقة، بالإضافة الى القدرة والتدريب للعمل مع منظمات العمل الدولية والإنسانية، كذلك يتم في هذه الدورة فهم وتوظيف المهارات الأساسية للضابط الركن بجميع الأصناف (وزارة الداخلية والحرس الوطني والقوات من الدول الشقيقة والصديقة)، أيضا يتم خلال الدورة فهم وتحليل بيئة العمليات العسكرية والقدرة على دمج الأصناف العسكرية المختلفة لتحقيق التأثير العملياتي وهو الأساس الذي تنطلق منه الكلية لتأهيل الضباط القادة.

المستوى الإستراتيجي

برامج تأهيل القيادات العليا للمستوى الإستراتيجي تحظى بسمعة مميزة في الكلية، كيف تصب تلك البرامج في تعزيز مصلحة الأمن الوطني في الكويت؟

٭ العقيد الركن بحري محمد أبل العوضي: يعد البرنامج التأهيلي متميزا على المستوى الوطني بداية، ثم نطمح لأن يكون ذا حضور إقليمي ودولي، حيث يعمل البرنامج على تحفيز الفكر وفن التخطيط والقيادة والإدارة على المستوى الإستراتيجي العسكري ورفع قدرات ومستوى الإدراك والوعي لدى المشاركين بالبرنامج على تحديد وتقييم تحديات الأمن الوطني والإقليمي والدولي في البيئات المختلفة والمعقدة، وفهم أسس ومتطلبات ادارة وتوظيف موارد الدولة من أجل حماية المصالح الوطنية، حيث تعد مبادرة رائدة من المؤسسة العسكرية لتكون شريكا في عملية التخطيط والتنمية «كويت جديدة 2035».

وما مواضيع هذا البرنامج؟

٭ يحتوي البرنامج على 4 مواضيع رئيسية وهي: السياق الإستراتيجي العالمي، والسياسة الإستراتيجية (التفكير والتحليل الإستراتيجي)، وكذلك القيادة والادارة الاستراتيجية، إضافة إلى القضايا الأمنية الإقليمية.

ما أهداف البرنامج التأهيلي للقيادات وأهم الشراكات التعليمية؟

البرنامج يهدف الى تطوير الفهم والوعي لدى الضباط القادة بالسياق الإستراتيجي الوطني والإقليمي وتطوير المعرفة والقدرات التي تساعدهم على التحليل، القيادة والإدارة، التخطيط والتطوير في المستوى الإستراتيجي العسكري.

وبالنسبة للإعداد والشراكات التعليمية، فقد تم إعداد البرنامج من قبل كوادر كلية مبارك العبدالله للقيادة والأركان المشتركة مع الشراكات التعليمية من البعثة العسكرية البريطانية، كما يستضيف البرنامج نخبة من المحاضرين الزائرين اساتذة العلوم السياسية والاقتصاد والاتصال الاستراتيجي من جامعة الكويت لإثراء البرنامج أكاديميا كل في مجاله، كذلك تشارك أكاديمية الدفاع البريطانية ببرنامج «إدارة الدفاع في السياق الأمني الأوسع» الذي يعتبر من البرامج الرائدة في تعزيز معرفة ادارة الدفاع والأمن الوطني.

بالإضافة الى أكاديميين من جامعة كرانفيلد (المملكة المتحدة) لتقديم محاضرات في فن القيادة والإدارة على المستوى الإستراتيجي.

اقرأ أيضاً: