بالفيديو مساعد الحمدان لـ الأنباء | جريدة الأنباء
[ad_1]
- صباح يوم 17 يناير 1991 شاهدنا صواريخ «كروز» تمر فوق معتقل «بعقوبة» فسجدنا شكراً لله وكانت معنوياتنا جداً عالية وقمنا نهنئ بعضنا البعض
- كنت أؤّم المصلين في المعتقل وكنا نقنت ونلحّ في الدعاء.. وقد جاءتنا البشارة ببدء التحرير عبر «الشايب» المسمى السري للمذياع بيننا
- تطوير قواتنا المسلحة تكنولوجياً وتسليحاً وتخطيطاً حتى الوصول إلى درجة الاحترافية كان من أهم الدروس المستفادة من تلك المحنة
- المقاومة ليست فقط برفع السلاح وعمل الكمائن ولكن كل من أدى أعمالاً مدنية أو عسكرية ضد قوات الاحتلال فهو مقاوم للعدو
- الشهيد بطل يقف على قمة جبل التضحيات.. وعلى الدولة أن تخلد ذكرى الشهداء بإطلاق أسمائهم على الشوارع والمناطق أو القاعات والجمعيات
أجرى الحوار: ثامر السليم
اللواء ركن متقاعد مساعد خزام الحمدان أحد أبطال فترة التحرير، وأحد رجال الديرة الأوفياء، وكان ضمن أبطال القوات المسلحة وتم أسره خلال المواجهة المباشرة مع قوات العدو في أول أيام الغزو العراقي الغاشم، وظل معتقلاً حتى أتى التحرير، وحلت معه البشائر بالنصر والتمكين.
الحمدان تحدث في لقاء خاص مع «الأنباء» عن بعض ذكرياته خلال تلك الفترة وكيف تعرف هو وزملاؤه داخل المعتقل على بشارة انطلاق عمليات التحرير، وأشار إلى أن المقاومة ليست فقط برفع السلاح وعمل الكمائن ولكن كل من أدى أعمالا مدنية أو عسكرية فهو مقاوم للعدو، مؤكدا أن تلك المحنة كشفت أن شيم أهل الكويت لم تفرقهم نعرة طائفية ولا عصبية وقد اختلطت دماؤهم الزكية تحت علم الانتماء والولاء لهذا الوطن الغالي.
وتطرق إلى أن بعض الدول بحثت الاستفادة من المقاومة الكويتية وضرب الأمثلة بها خاصة عند التحدث عن حرب العصابات سواء في الكليات العسكرية أو الجلسات الخاصة، مشددا على ضرورة ـ الحرص على تنمية العواطف الإيجابية لدى الأجيال الجديدة وتحفيز مفهوم الانتماء والولاء لديهم عبر وسائل الإعلام والمناهج المتخصصة في المدارس والكليات العسكرية وكذلك عبر تنظيم المعارض والملتقيات والفعاليات المختلفة.
ومع الدروس الكثيرة المستفادة من تلك المحنة، قال الحمدان إن تطوير قواتنا المسلحة تكنولوجيا وتسليحا وتخطيطا حتى الوصول إلى درجة الاحترافية كان من أهم هذه الدروس، حيث إن الاستعداد القتالي لقواتنا المسلحة لا يتوقف لأي لحظة واحدة «فكل نقطة عرق في ميدان التدريب توفر قطرة دم في ميدان المعركة»، وأكد أن الأمن الوطني ليس فقط بالقوة العسكرية وإنما أيضا بتنمية الإمكانات الاقتصادية والسياسية والجغرافية والبشرية، فإلى التفاصيل:
في البداية حدثنا عن ذكرياتك عن فترة التحرير؟ وأين كنت عندما سمعت الخبر؟ وماذا تخبرنا عن تلك الحقبة؟
٭ أثناء التحرير 26 فبراير كنت ضمن الأسرى، وأتذكر أن بداية فرحتنا كانت يوم ١٧ يناير 1991 مع بداية القصف الجوي تقريبا قبل الفجر، حيث أبلغنا أحد الشباب كان عنده راديو، وكنا وقتها نسمي الرادوا (الشايب) ويعتبر هذا كلمة السر المتداولة بيننا حتى لا يعرفها الجنود العراقيون، ومن أطلق عليه هذه التسمية الأخ وليد سالمين (رحمه الله رحمة واسعة)، فجلسنا نستمع إلى الأخبار من المحطات العالمية حتى دخل وقت صلاة الفجر، فصلينا وكنت أنا الإمام في السجن لأن المعتقل عدة سجون، ويسميه العراقيون بالقفص، وأذكر أنني قرأت في الصلاة سورتي ق والذاريات، وكنا نقنت ونلح بالدعاء، وفي الصباح رأينا أن تحركات الجنود العراقية غير طبيعية ولاحظنا تناقص أعدادهم، وفي الساعة 8:00 صباحا تقريبا كنا نشاهد صواريخ «كروز» تمر فوق معتقل «بعقوبة»، فسجدنا جميعا شكرا لله، وكانت معنوياتنا جدا عالية وقمنا نبارك لبعضنا البعض.
وعند الدخول البري لتحرير الكويت الكل خرج يعانق الآخر، والحمد لله على نعمة التحرير.
تحية إجلال
كيف ترى الملحمة الوطنية التي سطرها أبناء الكويت في المقاومة الشعبية لمواجهة العدو الغاشم آنذاك؟
٭ أراها فخرا واعتزازا وتحية لهم وإجلالا وسجلا حافلا لأبناء الكويت رجالا ونساء، أصحاب الهامات العالية التي لم تنحن إلا لبارئها وهبوا أنفسهم لله ثم الوطن والأمير، فكانوا أقوياء بإيمانهم فنعم أجر المجاهدين، وقديما قالوا (إن بلدا تدمدم فيه المقاومة ليس بلدا محتلا بعد) فتآلفوا جميعا على قلب رجل واحد، محققين المهام المستحيلة فكانوا للمعتدي أسودا واقفين وصقورا شامخين، وهذه شيم أهل الكويت لم تفرقهم نعرة طائفية ولا عصبية فاختلطت دماؤهم الزكية تحت علم الانتماء والولاء، ولا شيء يمكنه مقاومة الإرادة البشرية، فهي على استعداد للتضحية بوجودها من أجل الوصول لأهدافها.
والمقاومة ليست فقط رفع السلاح وعمل الكمائن ولكن كل من أدى أعمالا مدنية أو عسكرية ضد الاحتلال فهو مقاوم للعدو، وحقيقة المقاومة الكويتية كانت ذا فكر راق وعقلية رفيعة المستوى، حيث ضربوا أروع الأمثلة الناجحة من سرعة إعادة التنظيم وتقدير الموقف الناجح وتنفيذ سياسة الاحتواء قبل الصدام وأسس التعامل مع الأزمات منذ نشأتها والحد من خطرها والتغلب عليها من وجود فريق عمل دائم له صفة الاستمرارية، فهذه من أسباب النجاح للمقاومة الكويتية التي عرفت بعقلية راسخة وتخطيط سليم وفرضيات ناجحة، مما حدا ببعض الدول الى بحث الاستفادة وضرب الأمثلة بالمقاومة الكويتية وخاصة عندما نتحدث عن حرب العصابات سواء في الكليات العسكرية أو عندما نكون في جلسة خاصة فكانت الكويت مضرب مثل.
كيف وجدت دور الدول الصديقة والشقيقة التي ساندت الكويت من أجل التحرير؟
٭ كانت 32 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، حيث وقفت هذه الدول الشقيقة والصديقة مع الشرعية الدولية، وهو موقف مشرف مازال يذكره الكويتيون بكل تقدير واعتزاز، وكان دورا رئيسيا لتحرير الكويت وطرد القوات العراقية.
منهج أساسي
كيف يمكن تخليد ذكرى الغزو خاصة للأجيال القادمة حتى يعلموا ما مر به آباؤهم من محنة واستطاعوا التغلب عليها؟
٭ يكون بوسائل الإعلام المختلفة ووضع منهج أساسي يدرس بالمدارس والكليات المختلفة وكذلك بإقامة المتاحف، وهذا ما فعلته القوة الجوية الكويتية، وكل هذا ينمي العواطف الإيجابية ويحفز مفهوم الانتماء والولاء.
ما الدروس المستفادة من فترة الغزو؟ وهل الكويت استفادت حقيقة من تلك الدروس؟
٭ طبعا لكل أزمة دروس مستفادة، وانتهاء الأزمة لا يعني انتهاء كل شيء، ولكن مرحلة ما بعد الأزمة تعتبر مسألة بالغة الأهمية في إدارة الأزمات، لأنها تحسن من قدرات المؤسسة في الوقاية والاستعداد لأزمات مماثلة، وهذا ينطبق على جميع مؤسسات الدولة، وكوني عسكريا سابقا أتكلم في الجانب العسكري.
حيث حرصت قواتنا المسلحة على التطور في الفكر العسكري والاستراتيجيات ونظم التسليح الحديث باستخدام التكنولوجيا المتقدمة من أجل تحقيق التفوق العسكري، وكما وضعت الأسس للعقيدة القتالية الحديثة التي بنيت عليها الاستراتيجية العسكرية، التي تتماشى مع أحدث الاستراتيجيات المطبقة في الدول المتقدمة، بالإضافة إلى اتباع أحدث أساليب التدريب للفرد المقاتل، وصولا إلى درجة الاحتراف من خلال التدريبات العسكرية المشتركة وكان شعارهم (كل نقطة عرق في ميدان التدريب توفر قطرة دم في ميدان المعركة).
فكان ثمرة ذلك ان الاستعداد القتالي لقواتنا المسلحة لا يتوقف لأي لحظة واحدة، حيث إنه الضمان الحقيقي لدعم ومساندة ركائز الأمن الوطني في شتى المجالات، وتعزيز دوره الإقليمي، درعا للوطن وحصنا للسلام.
كيف تقيم العلاقات الكويتية ـ العراقية اليوم بعد مرور 30 عاما على الغزو ومستقبل تلك العلاقات؟
٭ العلاقات الكويتية ـ العراقية اليوم في أفضل حالاتها مع ما شاهدناه من تبادل الزيارات بين الوفود الحكومية والبرلمانية في البلدين، وآخرها زيارة الوفد الرياضي إلى البصرة لإقامة مباراة بين المنتخبين، وهذا التواصل المستمر يحقق الأمن والاستقرار الإقليمي والنمو الاقتصادي وزيادة التبادل التجاري، وكذلك الاجتماع الأخير بين وزير خارجية العراق مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي لبحث الاستثمارات الخليجية في العراق والربط الكهربائي والحرب ضد الإرهاب والتنسيق في بناء علاقات جيدة مع الدول الإقليمية، فهذه بوادر طيبة وهناك أمور كثيرة يمكن أن تقوي من العلاقات الثنائية بين الدولتين.
الاستقرار وعدم الاضطراب
كيف نحقق الأمن الوطني؟
٭ الأمن الوطني حالة من الاستقرار وعدم الاضطراب والتوتر النفسي، ومن الشائع أن الأمن الوطني لأي دولة يتعلق بقوتها العسكرية، وهذا مفهوم ضيق يعكس عدم الإدراك السليم للمتغيرات المختلفة التي طرأت على مفهوم القوة، ان الدول تستطيع تحقيق أمنها من خلال ما تملكه من إمكانات اقتصادية وسياسية وجغرافيا وبشرية، بينما القوة تكون واجبها حماية هذا الأمن، إذن الأمن هو التنمية، فبدون تنمية لا يمكن أن يوجد أمن، هذا ما ذكره وبرهن عليه روبرت مكنمارا وزير الدفاع الأميركي السابق.
ما تأثير الفساد الإداري على الأمن الوطني؟
٭ الفساد الإداري واحد من أهم التهديدات للأمن الوطني، حيث إنه إذا وجد في أي مؤسسة أضعفها ويضعف عجلة التنمية والسبب هو الاختيار الخاطئ (وهو بوق وأداة لصانعيه) وسوف ندخل في أزمات وعدم الاستقرار، والقاعدة تقول «كلما ارتفعت درجة الكفاءة في إدارة العمل وفي المواقع القيادية قلت دائرة الأزمات والكوارث»، هذا إذا أحسنا الاختيار، والمثل المشهور يقول «الرجل المناسب في المكان المناسب»، وجاء في الحديث «وإذا وسد الأمر لغير أهله فانتظر الساعة».
تأثير الشائعة على الأمن الوطني؟
٭ صحيح الشائعة تؤثر وتسيطر على العنصر الاجتماعي بتلقيها، ولكي تنتشر لابد من توافر شرطين هما الأهمية والغموض، وغالبا تنسب إلى ضمير الغائب لأنها بدون مصدر وتتجسد بأشكال مختلفة بالأغاني والنكت والتمثيل، والآن التواصل الاجتماعي المتعدد يكفيهم عن ذلك، وهنا يأتي دور الإعلام بالرد السريع على أي شائعة أو حدث، وتواصلهم أولا بأول مع المجتمع حتى لا يكون هناك مكان لأي شائعة وأقاويل، والقاعدة الذهبية تقول «عندما يقدم الخبر بسرعة فإنه يوقف زحف الشائعات والأقاويل» وديننا الحنيف حارب الإشاعة كما جاء في الحديث الشريف «من قال هلك الناس فهو أهلكهم» والعرب قديما قالوا «رب كلمة قالت لصاحبها دعني».
وأهدافها بث الخوف وخلخلة وحدة الصف وهذا يؤثر على الأمن الوطني.
وأما مقاومتها فكما جاء بالمثل «الوقاية خير من العلاج» ولابد أن يكون للفرد في المجتمع (حس أمني) بالتثبت من مصدر المعلومة كما جاء في الآية الكريمة (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)، وكذلك عدم نقلها وتداولها كما جاء في الآية (إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم)، ولابد من السرعة في الرد عليها؛ لأن عدم الرد بالسرعة يعني إثباتها وتأكيدها ولا سيما انها تهدد الأمن الوطني.
كيف ترى دور الإعلام في قضايا الأمن الوطني؟
٭ دور الإعلام مهم جدا، حيث يستطيع أن يقوم بأدوار مهمة في قضايا الأمن الوطني، وذلك عن طريق المشاركة في عملية التثقيف والتوعية، فعلاقة الإعلام بقضايا الأمن الوطني تقع في الإطار الارتباطي لأن كلا منهما مرتبط بالآخر، فإذا ترسخ دور الإعلام ترسخت معه قضايا الدفاع والأمن الوطني وتغيب في حالة غيابه.
نموذج التضحيات
دور الشهيد في الأمن الوطني ونظرة الأجيال للشهداء؟
٭ الشهيد بطل يقف على قمة جبل التضحيات، لامعا متألقا مزهوا بمجده، وهو نموذج ومثل لا يرقى إليه أحد، وبطل يتردد صدى صوته يوما بعد يوم في سجلات الشرف والتضحية والمجد، ونسأل الله عز وجل لهم القبول والرفعة لأن الشهادة أجرها عظيم، وجاء في الحديث الذي أخرجه الترمذي «من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد» والأحاديث كثيرة، وكان دورهم فعالا ومماتهم ممات الرجال.
وقد قال الشاعر عبدالرحيم محمود:
لعمرك هذا ممات الرجال
ومن رام موتا شريفا فذا
فأقترح على الدولة أن تجعل أسماءهم أحرفا من نور في جميع مؤسسات الدولة سواء إطلاق أسمائهم على شوارع مناطقهم أو قاعات الفصول بالمدارس أو أفرع الجمعيات..الخ تخليدا لما قاموا به وذاكرة للأجيال القادمة.
هل من كلمة أخيرة؟
٭ أشكركم على ضيافتكم، والشكر موصل إلى رئيس التحرير والقائمين على جريدة «الأنباء»، ونسأل الله عز وجل أن تكون إصابتنا بالإجابة موفقة، لأن لكل جواد كبوة ولكل فارس هفوة، ونسأله أن يديم على وطننا نعمة الأمن والأمان.. ودمتم ودام الوطن.
قامات الأمل الأجمل
وجه اللواء الركن متقاعد مساعد الحمدان كلمة إلى زملاء الكفاح في القوات المسلحة، قال فيها:
على متن دروعهم يتقدم الوطن نحو الغد الأفضل
وفي ظلال قاماتهم تنبت أشجار الأمل الأجمل
وعلى حرير أكفهم ينام الوطن ملء جفونهم
يسيرون جنازير دباباتهم على عزائمهم الصادقة
ويفتحون عيونهم على رؤى واضحة لا ترى إلا الوطن
اقرأ أيضاً:
[ad_2]
Source link