الكعبة في كربلاء: لماذا أثار المجسم جدلا واسعا داخل وخارج العراق؟
[ad_1]
أثار مجسم للكعبة وُضع بالقرب من العتبة الحسينية بمدينة كربلاء العراقية جدلا واسعا وتساؤلات حول دلالاته.
وانتشرت مقاطع مصورة لجمع من الناس يطوفون حول المجسم، أثارت حفيظة كثيرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي
وانتقد البعض ما اعتبروه “مبالغة في التعامل مع الأشباه والمجسمات”.
“عادة قديمة” أم “تسيس للشعائر”؟
وتصاعدت حدة الجدل بعد انتشار فيديو لرجل يدعو إلى أداء مناسك الحج والعمرة في العراق بدلا من زيارة السعودية والتوجه إلى مكة المكرمة.
وانخرط نشطاء ومدونون من دول عربية أخرى في نقاش حول مجسم الكعبة وما صاحبه من مشاهد.
من المعلقين من رأى في تلك المشاهد “محاولة لتسييس الشعائر وإقحام الأماكن الدينية العراقية في لعبة المحاور الإقليمية لفصلها عن محيطها العربي”.
ومنهم من رفض محاكاة الكعبة ومناسك الحج لأسباب دينية.
وصف بعض المغردين ما حدث في كربلاء بأنه “تجاوز مستفز وانتهاك صارخ لتعاليم الإسلام ومقدساته”، خاصة أن مقاطع الفيديو وثقت البعض وهم “يتبركون بالمجسم كما لو أنه بات بديلا للكعبة في مكة”.
على النقيض، استغرب مدونون آخرون ما وصفوها بحملة “التضخيم” وتحليلات البعض للمشاهد القادمة من كربلاء.
واستدل بعضهم بمشاهد لمجسمات للكعبة سبق نصبها في دول عربية وإسلامية أخرى.
في حين قال نشطاء عراقيون إن المجسم شًيد بهدف الاحتفال بمولد علي بن أبي طالب ولا ينطوي على إساءات أو دلالات سياسية.
ما حقيقة الأمر؟
وقد نفت العتبة الحسينية (الجهة الرسمية المسؤولة عن المراقد) مسؤوليتها عن نصب المجسم.
وأشارت في تصريح تناقلته مواقع إخبارية عراقية إلى أن المجسم “يعود لبعض المواكب الحسينية التي نصبته في إطار أحد المشاهد التمثيلية لإحياء مناسبة مولد الإمام علي”.
وبعد مرور يومين على وضعه، تدخلت العتبة لإزالة المجسم، بعد إعلان السلطات فرض حظر التجول إثر ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا في عموم البلاد.
لكن توضيح العتبة الحسينية وإزالة المجسم، لم ينهيا حالة الجدل.
فلم يقتنع البعض بتصريحات العتبة الحسينة، وتساءلوا عن تأخرها في التفطن لوجود المجسم.
ويبدو أن ذلك دفع بعض الشيوخ والمراجع الدينية الشيعية لإبداء رأيهم في الموضوع، الذي لم يخل من تجاذبات سياسية ودينية.
وطالب المرجع الشيعي محمد مهدي الخالصي بـ”موقف موحد من المراجع السنية والشيعية لمواجهة ما وصفه بـ”الافتراء على الدين”.
بينما يرى المرجع الشيعي حسن الموسوي فيما حدث دوافع سياسية.
ويرفض نشطاء من كربلاء ربط الواقعة بدوافع سياسية أو مرجعيات دينية في إيران.
وقال صحفيون في المدينة لمراسل بي بي سي: “ما حدث يعد مجرد تراث قديم دأب زوار المرقد على إحيائه منذ سنين طويلة”.
واعتاد أتباع المذهب الشيعي على أداء طقوس وتنظيم مواكب عند إحياء المناسبات الدينية أو التاريخية الهامة، مثل تأبين الأئمة أو إحياء ذكرى واقعة عاشوراء.
ويحرص القائمون على تلك المواكب الدينية على تنظيم عروض تمثيلة تاريخية في الساحات التي تكتظ عادة بالمتفرجين. وتعرف تلك العروض أو الطقوس بـ”التشابيه”.
مجسمات قديمة للكعبة
وفي نوفمبر 2019، أثار مجسّم للكعبة شيدته بلدية تونس بمناسبة عيد المولد النبوي جدلا كبيرا في البلاد، بين مرحب، وآخر منتقد يستنكر المشهد لأسباب مختلفة.
وتلك ليس المرة الأولى التي يتم فيها بناء مجسم للكعبة في تونس، إذ لجأت وزارة الشؤون الدينية في مناسبات عدة إلى تلك الطريقة لتدريب الحجاج على مناسك الحج قبل التوجه ضمن ما بات يعرف ” بالحج الأبيض”.
وفي يوليو 2020، انتشر فيديو يظهر مجسما يشبه الكعبة في حي بالقاهرة، يطوف حوله عدد من المواطنين بالتزامن مع حلول وقفة عيد الأضحى المبارك.
واستنكر المغردون آنذاك التصرف، واعتبروه بداية لانتشار البدع، في حين استحسن آخرون الفكرة.
وأشار البعض إلى أن مواطني تلك المنطقة يحرصون على إحياء تلك العادة الشعبية كل عيد أضحى، فيتوجهون إلى تعليق مجسم للكعبة في أحد ميادين المدينة.
وقد تكرر الأمر في محافظة الإسكندرية.
حكم تجسيد المقدسات
ويعد صنع مجسمات للكعبة، سواء لغرض التعليم أو إحياء مناسبات دينية ونحوها، من المسائل التي استوفقت الناس في السنوات الأخيرة.
وقد اختلف العلماء في حكم صنعها أو تعليقها على الحائط.
فمنهم من حرمها، ومنهم من أجازها طالما كان الغاية منها تذكير الناس بالكعبة وليس الاستعاضة عن شعيرة الحج.
في حين استدل آخرون بآراء لمراجع دينية وشيوخ حول جواز بناء هياكل شبيهة في الكعبة.
إلا فريق آخر من المهتمين بالشأن الديني يرون أن باب الاجتهاد مفتوح، ويدعون إلى احترام طقوس الآخرين، وإلى عدم الانجرار وراء الأفكار النمطية وحملات السب.
[ad_2]
Source link