هجوم أربيل: ما هي الرسائل من وراء هذا الهجوم الصاروخي في العراق؟
[ad_1]
- قسم المتابعة الإعلامية
- بي بي سي
علّق كُتّاب في صحف عربية وعراقية على الهجمات الصاروخية، التي استهدفت محافظة أربيل الكردية العراقية، واستهدف أحدها قاعدة عسكرية أمريكية في مطار أربيل الدولي.
وتحدث فريق من الكتاب عن الرسائل المستهدفة من وراء هذا الهجوم، ودلالاته وتداعياته على العراق والمنطقة، وصلته بتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة، بعد أن أعلنت طهران الحادي والعشرين من فبراير/شباط الجاري موعدا نهائيا، للانسحاب من الاتفاق النووي ما لم تُرفع عنها العقوبات.
وتبنت جماعة شيعية تطلق على نفسها “سرايا أولياء الدم” مسؤوليتها عن الهجوم.
“الرد الاستراتيجي”
يقول عريب الرنتاوي في جريدة الدستور الأردنية: “في الهجوم الصاروخي على مطار أربيل، ثمة ما هو ‘مُتفق’ مع هجمات مماثلة سابقة، وثمة ما هو ‘مُفترِق’ عنها جميعها. المشترك بين هذه الهجمات، أنها من فعل ‘فاعل واحد’: مليشيات الحشد الشعبي، المعلومة منها وتلك التي تظهر على حين غرة، وأنها تندرج في سياق ‘الرد الاستراتيجي’ لإيران على مقتل قاسم سليماني، حيث وضعت طهران إخراج القوات الأمريكية من العراق، ثمنا لرأسه. أما المُختلف، فكونها ضربت في قلب عاصمة ‘الإقليم’ هذه المرة، ما سيتسبب في تعميق الأزمة بين أربيل وبغداد، رسميا وعلى مستوى ‘المكونات’ العراقية كذلك”.
ويضيف: “إيران، غالبا ما تتنصل من ضلوعها في أحداث من هذا النوع، توجيها أو تدبيرا. هذه المرة، جاء تعقيب إيران مُترعا بالشجب والاستنكار، نافيا أية صلة لها بالعملية أو علمٍ بهوية منفذيها. الشجب والنفي، من مستلزمات ‘حرب الوكالة’، وإلا لما سميت بهذا الاسم، وقِلّة فقط، أخذت البيان الإيراني على محمل الجد، لكن كثرة العواصم والأجهزة والمراقبين لا تصدق طهران حين تستنكر وتنفي مسؤوليتها”.
ويتابع الرنتاوي القول: “اليوم وفي أربيل، وأكثر من أي وقت مضى، تسقط ‘أكذوبة’ أن ‘الحشد’ مؤسسة أمنية – عسكرية ‘رسمية’ تتبع ‘القائد العام’، الذي هو رئيس الحكومة بالمناسبة. هؤلاء ليسوا من ضمن مؤسسات الدولة، هؤلاء هم القاعدة العسكرية لقوى تمارس ‘السلطة’ من داخل المؤسسات ومن خارجها، وغالبا، على قاعدة التبعية التامة لمرجعياتها الأمنية والدينية في طهران”.
وتقول صحيفة رأي اليوم الإلكترونية اللندنية، في افتتاحيتها، إنه لا يمكن الفصل بين الهجمات الصاروخية، التي استهدف بعضها قاعدة عسكرية أمريكية في مطار أربيل، وبين “تصاعد حالة التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، مع اقتراب انتهاء المهلة التي حددتها الأخيرة (إيران) في 21 شباط (فبراير) الحالي بالانسحاب كليا من الاتفاق النووي، ورفع سقف معدلات تخصيب اليورانيوم ووقف التعاون مع المفتشين الدوليين، إذا لم تُرفع العقوبات المفروضة عليها كاملة وفورا”.
وترى الصحيفة أن الهجوم يهدف إلى توجيه عدد من الرسائل، منها أن “كردستان العراق ليست دولة مستقلة… وأن التهديد الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية من بغداد إلى أربيل، في حال استمر استهدافها بالصواريخ، ليس له أي قيمة”.
والرسالة الثانية، بحسب الصحيفة، هي أن استهداف القاعدة الأمريكية “قد يكون مجرد ‘بروفة’ مصغرة لما يمكن أن يحدث للقواعد الأمريكية الأخرى في العراق، وعواصم وأراضٍ خليجية مثل الرياض والدوحة والمنامة وأبوظبي والكويت، في حال حدوث أي هجوم أمريكي إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية”.
وتربط الصحيفة بين هذا الهجوم وتصاعد الهجمات، التي يشنها الحوثيون في اليمن على مطار أبها الدولي وقاعدة خميس مشيط الجوية السعودية، بالصواريخ والطّائرات المُسيّرة المُلغّمة، قائلة: “لا نعتقد أن هذا التوقيت جاء صدفة”.
“إذلال الحكومة”
وتحت عنوان “مقاومة كورونا بالصواريخ”، يبدي علي حسين رئيس تحرير جريدة المدى العراقية أسفه، ساخرا، على أحوال العراق.
ويقول: “ما يجري في هذه البلاد يضاعف من حالة الأسى والسخرية، مثلما يضاعف فيروس كورونا الموت في صفوف العراقيين. في بلاد العجائب والغرائب يبدو المشهد شديد التناقض وموغلا فى السخرية؛ جهات مسلحة تصر على أن من حقها أن تواصل لعبة إطلاق الصواريخ وأن تروع مدنا بأكملها، ومواطن يبحث عن علاج يبعد عنه شر وباء كورونا، لكن الدولة بشطارها وعياريها تدفع به وحيدا إلى أنفاق الموت، التي لا يعرف أحد نهايتها”.
ويضيف: “سيقولون لك إن هذه الصواريخ لطرد الأمريكان، فاعلم أنهم يكذبون، ألم يخبروننا من قبل أن الأمريكان رحلوا، ألم يطلبوا منا كل عام أن نحتفل بيوم السيادة.. الصواريخ تطلق لأن البعض لم يشبع بعد من دماء العراقيين. الأمريكان هنا هم الشجرة التي تخفي وراءها الغاية الأهم، وهي الإجهاز على أي حلم ببناء دولة المواطنة والاستقرار والرفاهية”.
ويتساءل سامان سوراني في موقع شفق نيوز العراقي عن “الرسالة” من وراء هذه الهجمات.
ويقول إن “الهدف… هو إذلال الحکومة العراقية، وإرسال رسائل سياسية أجنبية بصواريخ الجبن المأجورة، ونقل الفوضى والإرهاب إلی مدن إقليم كردستان الآمنة، و إلحاق الأضرار بالمواطنين والمدنيين و محاولة يائسة لزعزعة أمن واستقرار المدينة، لإثبات عجز السلطات في بغداد عن حسم ملف السلاح الموازي، علی أساس أن هذه الميليشيات هي من تتحکم في المشهد الأمني العراقي والكردستاني، بحيث لن يسلم أحد من صواريخها”.
ويقول إن “سرايا أولياء الدم… هي إفراز طبيعي نتيجة الضعف والفشل الذي يصيب النظام السياسي الرسمي في العراق، بالإضافة إلی الفساد الإداري والاقتصادي والأمني والثقافي والسياسي وضعف الرقابة، هذا السلاح الموازي يدار من قبل مجموعة من الأحزاب والتيارات التي لا تؤمن بالدستور، ومنهم الشخصيات الخارجة عن القانون والمليشيات، التي تملك المال والسلاح والرجال وتمتلك القوة والقدرة، وتعمل على تحقيق مصالح وأجندات أجنبية، الهدف من نشاطاتهم هو نخر الدولة من الداخل لكي يستفحل سلاحهم، فينقض على الجسد الحقيقي ويصادره تماما”.
[ad_2]
Source link