أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

علاج مجاني لكل الأمراض … مقال بقلم الدكتور عبدالله الغامدي

إيسايكو: علاج مجاني لكل الأمراض … مقال بقلم الدكتور عبدالله الغامدي

إنه التفاؤل؛ ذلك الاستعداد النفسي الذي يجعل الشخص يرى الأمور بطريقة إيجابية، فيحسن الظن بالله تعالى، ويتوقع الخير، ممّا يجعله يعيش في راحة وهدوء، وطمأنينة وسلام .
ويعد التفاؤل صفة للعظماء ، وصفة للمؤمنين ، وصفة للذين عرفوا أن الأمور كلها وجميعها بيد الله تعالى، وفي الحديث القدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إن ظَنَّ خيرًا فلهُ، وإن ظَنَّ شرًّا فلهُ)..
وفي القرآن الكريم آيات كثيرة مليئة بالتفاؤل، وموجهة للسلوك الإيجابي، منها قوله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)، فهذه الآية تعطينا قمة التفاؤل.
والتفاؤل أيها الإخوة هو الذي يجمل العمر، ويحسن المزاج، ويرفع المشاعر، ويقوي الصحة، وهو الذي يزيد من مقاومة الجسم للأمراض.
وهو الذي يزرع الأمل والطمأنينة والسكينة، وقد كان عليه الصلاة والسلام يعجبه الفأل الحسن، الكلمة الصالحة.
وكل شخص متفائل؛ تجده يملك قوة محبوبة، ويمتلك شخصية مرغوبة من الآخرين، فهو دائمُ البشر والابتسامة، يبث الفرح ، وينشر البهجة، ويسعى إلى كل فعل جليل، وقول جميل، فالشيء الصعب عنده سهل، والضيق وسيع، والناقص زائد، والصغير كبير.
كذلك فالشخص المتفائل تجده لا يستسلم أمام الصعاب، ولا ينتكس أمام العوائق، ولا يلتفت الى الوراء، ولا يتوقف عن السباق، بل ويكرر المحاولة الخاطئة؛ فطموحه يفوق الإحباط ويتفوّق عليه، حيث لا يسمح للمصيبة أن توقعه في اليأس، أو تدفنه في التشاؤم.

بينما الشخص المتشائم تجده يصعب السهل، ويضخم الصغير، ويعظم البسيط، فهو يتشاءم دائماً، يظن أنَّ الله سبحانه لن يرزقه … لن ينجحه … لن يشفيه… ولن يحقِّق أمله، ولن يصل إلى مبتغاه، وهذا كُلُّه من سوء الظنٍّ بالله تعالى.
فأحواله المتشائم بوجه عام متعبه، ونتائجه سيئة، وسيبقى كذلك؛ مادام يكبل نفسه بالأوهام السوداوية، والأفكار التشاؤمية.
لهذا فإن عملية التَّفاؤل والتَّشاؤم تعد من أكبر أسباب النَّجاح والفشل في الحياة، ولذلك علينا زرع التفاؤل في الشخصية؛ والذي أساسه الإيمان، إذ لابد أن نوقن أن الله تعالى هو وحده القوي المتين، وأن أمره هو النافذ، وأن ﴿لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ﴾.
فكلما كان الإيمان أقوى؛ كان التفاؤل أقوى، فالاستقامة تغرس التفاؤل، وتأدية الحقوق يقوى معها التفاؤل.

ولعل مما يفيد في غرس التفاؤل: أن نكرر عبارات ” أنا قادر، أنا استطيع، سأكون الأفضل…..، مما يتحول ذلك إلى واقع مشاهد.
كذلك لابد من الابتعاد عن دعاة الكسل، ورواد التشاؤم، فلا نحاورهم ولا نجالسهم، حتى لا ينهزم أحدنا من الداخل، ويقع فيه فيروس اليأس، وداء التشاؤم.
كما إن التفاؤل يحتاج فوراً إلى تحويل مسارات الأفكار السلبية إلى مسارات إيجابية، واستبدال مشاعر النقص والعجز؛ بمشاعر الكمال والقوة والسيطرة، حتى يكون التفاؤل حالة دائمة، وصفة مستمرة.
وإذا شعر الإنسان بشيءٍ من اليأس والتَّشاؤم؛ فَّلا يلتفت إليه، ولا يستجيب لداعي الشَّيطان؛ بالتَّوقُّف أو التَّراجع، بل يستعين بالله تعالى، ويستعيذ به من الشيطان، ويمضي لما يريد.

ونحن في خضم الحياة؛ سوف نرى من ينظر إلى الحياة نظرة إيجابية باستمرار؛ ولا يعني ذلك أنه خالي من الهموم والمشاكل والصعاب، بل لكونه حريص على التّفاؤل، ليظفر بطاقة إيجابية؛ تلازمه وتعطيه الراحة والسعادة، وتحقق له التقدم والنَّجاح.

د.عبدالله سافر الغامدي
جدة
https://bit.ly/3jA6jsp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى