“بنات كوباني”: لماذا تريد أسرة كلينتون تحويل الكتاب إلى مسلسل تلفزيوني؟
[ad_1]
حصلت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة وابنتها تشيلسي، على الحقوق الحصرية لتحويل كتاب “بنات كوباني” للكاتبة والصحفية الأمريكية غايل ليمّون إلى مسلسل تلفزيوني.
ويسلط الكتاب الصادر يوم 16 فبراير/ شباط الحالي، الضوء على حياة المقاتلات الكرديات وسر إرادتهن القوية التي كانت وراء تأسيس وحدات عسكرية خاصة بالمرأة في عام 2012، تحت اسم “وحدات حماية المرأة”، التي لعبت دوراً بارزاً في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات المتشددة الأخرى.
وبعد أن انتشر خبر إعلان كلينتون عن حصول شركتها الحديثة العهد (هيدن لايت) على حق إنتاج هذا المسلسل، تفاعل مع الخبر الكثيرون بين مرحب ومعارض، وأثار ذلك جدلاً واسعاً في أوساط بعض الساسة الأتراك.
وتنضوي “وحدات حماية المرأة” الكردية و”وحدات حماية الشعب” تحت مظلة “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من قبل الولايات المتحدة والتي تضم المقاتلين من جميع الخلفيات الدينية والقومية من عرب وأكراد وسريان وغيرهم من أبناء المنطقة.
لماذا “بنات كوباني”؟
تسعى هيلاري كلينتون وابنتها تشيلسي، من خلال شركتهما “هيدن لايت برودكشن” إلى التركيز على قضايا المرأة بالدرجة الأولى بهدف تمكين النساء حول العالم حسب قولها.
وتسعى كلينتون إلى إطلاق مشروعها بقوة، فوقع اختيارها على تجربة المقاتلات الكرديات التي كانت بلادها تدعمهن بقوة في عام 2015 عندما كانت هي في منصب وزيرة خارجية بلادها.
وقالت كلينتون أنها اختارت تجربة هؤلاء النساء ” لأنها قصة شاملة تحكي عن تمردهن ضد الواقع غير المنصف لهن، وحاربن جنباً إلى جنب مع الرجال على جميع الجبهات للدفاع عن أرضهن ضد الجماعات المتشددة أمثال جبهة النصرة وتنظيم الدولة، من أجل حرية المرأة والمساواة والعدالة” التي تعدها تلك الوحدات، الهدف الرئيسي لوجودها.
وبنات كوباني، لا يعني أن المقاتلات جميعهن ينحدرن من هذه المدينة، بل لأن الحرب في كوباني، كانت الأشرس على الإطلاق في تلك الفترة، حيث توجهت إلى هناك المقاتلات الكرديات ليس فقط من مدينة عفرين ومناطق الجزيرة في شمال شرق سوريا، بل انضمت إليهن النساء الكرد من العراق وإيران وتركيا وأوروبا، وانضمت لاحقاً إليهن شابات من جنسيات أوروبية أيضاً.
وبرزت صورة المقاتلات بصورة استثنائية بين عامي 2014 و 2016، أثناء تغطية معظم القنوات والمحطات التلفزيونية العالمية للحرب الضارية التي جرت في كوباني، والتي ظهرت فيها النساء بقوة في خطوط المواجهة الأمامية وهنّ يتصدين للهجوم الضاري على المدينة.
وزارت الكاتبة غايل ليمون، مرات عديدة شمال سوريا؛ مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية حالياً، وعاشت معهن وأجرت العديد من المقابلات مع كثيرات منهن حتى باتت ملمة بأدق تفاصيل حياتهن وتفكيرهن وسر قوتهن.
وتقول ليمون: “بنات كوباني، هي نتاج مئات الساعات من المقابلات التي أجريتها مع المقاتلات ومع الشخصيات الخبيرة بتلك الوحدات التي درست نمط حياتهن بعمق عدا عن دراسات أخرى ذات صلة”.
“مقاتلات استثنائيات”
تقول هيلاري كلينتون عن سبب اختيارها مع ابنتها لهذه القصة: “تحكي قصة بنات كوباني، عن نساء استثنائيات شجاعات تحدين الصعاب وناضلن من أجل العدالة والمساواة بطريقة ألهمن فيها النساء ليس في تلك المنطقة فحسب بل في جميع أنحاء العالم”.
وتضيف: “قمنا بتأسيس شركة هيدن لايت مع برانسون، للاحتفاء بشجاعة هؤلاء البطلات وتسليط الضوء على تجربتهن حيث ذاع صيتهن حول العالم وأولئك المنسيات اللواتي لم ينتبه لشجاعتهن أحد. وإنه لمن دواعي سروري أن أشعر بأنني قادرة على تقديم قصص حقيقية وواقعية ملهمة ليس فقط للنساء بل لجميع المشاهدين في العالم”.
وتسعى شركة هيدن لايت، بالتعاون مع برانسون المعروف عالمياً، إلى إنتاج أفلام وثائقية وترفيهية للتلفزيون والسينما والانترنت.
وستسلط هيدن لايت، الضوء على النساء اللواتي يتميزن بالجرأة حول العالم. ومسلسل بنات كوباني هو أول دراما مكتوبة ستنتجها في أقرب وقت ممكن.
وقالت الكاتبة إليزابيث غيلبرت: “بنات كوباني هي قصة لا تُنسى وتكاد تكون أسطورية عن قوة المرأة وشجاعتها”. “هذا الكتاب، الذي تم بحثه ببراعة وحظيت التقارير حولها باحترام عالمي، هو درس في البطولة والتضحية والمعنى الحقيقي لأخوة الشعوب”.
امتعاض تركي؟
في الوقت الذي نالت هذه الفكرة ثناء وإعجاب الكثيرين حول العالم، لم يرق ذلك لبعض القوميين الأتراك، ووصفوا المقاتلين الأكراد بالإرهابيين أينما كانوا، إذ علق فاتح أربكان – وهو نجل نجم الدين أربكان، رئيس وزراء تركيا السابق ورئيس حزب “الرفاه الجديد” التركي – ممتعضاً في كلمة مصورة نشرها على صفحته في تويتر : “انظروا، هذه هي طريقة تفكير شركائنا وحلفائنا الأمريكان، إنهم يخططون لإنتاج مسلسل عن مقاتلات في صفوف حزب العمال الكردستاني، المصنف لديهم كحزب إرهابي، ومن قبل أعلى الجهات والشخصيات في أمريكا”.
وأضاف: “هذا دليل على أن الولايات المتحدة لا تعتبر تركيا شريكاً استراتيجياً”.
وطالب آخرون الحكومة التركية بالتحرك بقوة: “يجب على تركيا تحريك اللوبي التركي بشكل أقوى للحيلولة دون تحقيق هكذا خطوة”.
ويُذكر أن تركيا ترى في جميع القوى العسكرية الكردية السورية (وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية) على أنها فرع لحزب العمال الكردستاني الذي يقود صراعاً مسلحاً منذ 40 عاماً، ضد الحكومة التركية من أجل الحصول على حقوق الأكراد في تركيا.
رحلة الكاتبة الملهمة
أمضت الكاتبة ليمون، زميلة مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية أيضاً، وقتاً طويلاً مع المقاتلات لتنتهي بعد خمس سنوات من تأليف كتابها “بنات كوباني” الذي يبدأ توزيعه اليوم عبر أمازون وبنغوين راندوم هاوس وغيرها.
وتؤر خ الكاتبة من خلال كتابها، القصة المذهلة لهذه “القوة النسائية الخالصة، وكيف أن انتصارهن في ساحة المعركة لم يحمِ شعوب المنطقة فحسب، بل رسم مستقبلاً جديداً للنساء في جميع أنحاء العالم” كما تصف الكاتبة.
وكانت ليمون قد قررت الابتعاد عن الكتابة حول الحرب تماماً حسب قولها، حتى جاء ذلك اليوم الذي تلقت فيه مكالمة هاتفية من رقم مجهول.
كانت المكالمة من صديقتها كاسي، التي كانت عضوة في فريق العمليات الخاصة الأمريكية المنتشرة آنذاك في شمال شرق سوريا عام 2016، ضمن قوات التحالف الدولي.
وتقول إن كاسي دعتها إلى زيارة شمال شرقي سوريا، لترى العجائب. “غايل، يجب أن تأتي إلى هنا لتري بأم عينيك ما يجري هنا، إنه حقاً أمرُ لا يصدق”.
وتتابع غايل سرد ما أخبرتها به كاسي: “أرى كل يوم نساء يقاتلن داعش على الخطوط الأمامية، بدأن ثورة من أجل حقوق المرأة ولديهن ميول يسارية ديمقراطية شعبية تتساوى فيها حقوق النساء مع الرجال، وقد أسسن وحدات عسكرية خاصة بهن تسمى واي بي جي، والغريب أنهن لا يواجهن قيوداً كتلك التي واجهتها النساء الأمريكيات عندما ذهبن إلى الحرب في أفغانستان وغيرها، وكيف أنهن يتولين جميع الوظائف السياسية والعسكرية وفي أعلى المراتب دون أن ينظر إليهن بطريقة أدنى من الرجال”.
وتضيف: “قالت لي كاسي، تعالي لتري كيف تخوض هذه المقاتلات المعارك في الخطوط الأمامية، لا بل يقدن الرجال في المعارك”.
وتقول كاسي: “بصراحة، أشعر بالغيرة منهن نوعاً ما، ليس للرجال مشكلة معهن أو مع أدوارهن على الإطلاق، إنه أمر غريب حقاً”.
وتقول غايل أنها بعد وصولها إلى سوريا ولقائها بالمقاتلات، علمت منهن “أن هدفهن لا يتمثل في حماية الشعب والأرض فحسب بل أن طموحهم هو أن يصبحن نموذجاً تحتذى به النساء في جميع أنحاء العالم من أجل مجتمع ديمقراطي عادل تسود فيه المساواة بين الجنسين، وأنه بدون الانتصارات العسكرية للمرأة، لا يمكن للتجربة السياسية أن تترسخ على الإطلاق”.
“كانت جميع المقاتلات مستعدات لمواجهة الموت ومحاربة داعش ليثبتن للنساء والعالم أجمع، بأن النساء قادرات على فعل أي شيء وأن قدراتهن تتجاوز الفكرة النمطية المأخوذة عن النساء، إذا تسلحن بالإيمان بأهدافهن”.
[ad_2]
Source link