إيسايكو: من جعل نفسه عظاماً أكلته الكلاب .. نظرة تحليليه في سيكولوجية الاستغلال الإنساني … مقال بقلم الدكتورة خديجة عبود ال معدي العسيري، أستاذ الارشاد والصحة النفسية بجامعة الملك خالد/ المملكة العربية السعودية.
سلسلة رسائل في سيكولوجية الاستغلال
منشورة بجريدة إيسايكو
جريدة الإرشاد النفسي بدولة الكويت
2021/ 1442هـ
سلسلة رسائل في سيكولوجية الاستغلال الانساني
(وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ)
أقرأ تلك الرسائل بتمعن حتى لا تقع فريسة سهلة للشخصيات السامه والمسعورة في ذاتها وأصلها وتربيتها وإنسانيتها، وناقصه في إيمانها، ولئيمة في كل تعاملاتها، وتتستر بالعلم والدين وكل أمر مشروع بنظرك أنت أو أنتِ كإنسان سوي وطبيعي، وهي تبطن وتخطط أكثر مما تظهر وتفعل… أقرأها حتى تستفيق من التعامل السطحي الساذج مع شخصيات مريضه في قلوبها، وناقصه في إيمانها؛ فلا يحكمها مبدأ أو قيمه أو دين أو أصل… أقرأها حتى تستبصر بالنوايا المخادعة المظللة التي تُلبس الحق بالباطل.
فمن جعل نفسه عظاماً أكلته الكلاب,,,,,
الرسالة رقم 1
(كن طيب وصادق ولا تكن مستباح وساذج)
أغلب التصرفات الخاطئة التي يقع فيها الانسان غير المتوازن تقع على طرفي نقيض إما السذاجة أو الشر والأذى؛ لذا يعلمنا القران الكريم السلوك السوي الحقيقي وقوة الشخصية وليس السذاجة والضعف والخداع (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ) سورة الرعد 20/ 21.
لذا كن طيب ولا تكن مستباح وعليك بالآتي ذكره:
✓ أعرف المعنى الحقيقي للإيمان والتدين السوي (المؤمن القوي خير من الضعيف).
✓ لا تكن مستباح للجميع وضع حدود خاصة بك، واحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز.
✓ تذكر أن لنفسك عليك حق، مع الاعتدال السلوكي والانفعالي في التعامل مع الاخرين (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا).
✓ تعلم من تجاربك السابقة لأنه لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين؛ فأن وقعت المرة الأولى في تجربة فاجعلها درس يخفف من الوقوع في الأخطاء في التجارب اللاحقة.
✓ أسس علاقاتك ببنيان من التقى حتى لا تنخدع وتضرب كفاً بكف.
✓ لا تحكم على أحد بصفة معينة حتى تختبر الاخر في أكثر من موقف، واستشر الثقات حتى تستبصر (وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ).
✓ تعلم الانتصار للحق، وليس لهوى نفسك حتى لا تكن من المعتدين الظالمين.
✓ تعامل مع جميع الناس بالعدل فهذا أمر رباني، ولكن تعامل بالإحسان وخفض الجناح مع فئة المؤمنين الصادقين في أفعالهم وأقوالهم فقط.
✓ ميزان العدالة، وأسلوب العدالة وجهنا إليه القران الكريم ( وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ).
✓ تعامل بالعدل وأنت تقتص من خصمك وخذ حقك بدون تجاوز (فَمَنِ اعْتَدَىٰعَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰعَلَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ).
✓ سامح وأغفر بداخلك، ولكن لا يعني أن تستعيد علاقتك بمن آذاك واعتدى عليك واستغلك مراراً وتكراراً؛ بل أقطع علاقتك به ولا تستعيد التعامل مع هذا الشخص الاستغلالي الانتهازي.
✓ هناك شياطين من الانس عملها كعمل الشيطان؛ تستخدم الجميل في شخصيتك كورقة ضاغطة وتضعك في دائرة الشعور بالذنب والسوء والخوف والتعلق.
✓ تذكر أن هناك من يستغلك تحت ستار المسميات والمعالم المشروعة كالعلم والدين والزواج والقرابة والصداقة وغيرها كثير.
الدكتور خديجة آل معدي
