أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

لماذا تجعلنا الضغوط نبدو أكبر سناً؟ مقال بقلم الدكتورة عائشة عبد العزيز الشيخ

إيسايكو: لماذا تجعلنا الضغوط نبدو أكبر سناً؟ مقال بقلم عائشة عبد العزيز الشيخ

الضغوط النفسية هل هي من أعداء الشباب والصحة والجمال؟ وللإجابة على هذا السؤال الهام سنرتكز على دراسات وحقائق وشواهد علمية موثقة. فالضغوط النفسية بأشكالها المختلفة تأثيرات سلبية ومرضية على جميع أجهزة الجسد فهي تصيب الجهاز الهضمي بأمراض المعدة والقالون العصبي وغيرها من الاضطرابات الهضمية، ويمتد بعضها ليؤثر على الجهاز التنفسي فيضعف الرئتين وألانف وقد تثير الحساسية بأنواعها، أما الأخطر على الإطلاق فما يصيب منها الجهاز العصبي والدوري. وعلى الرغم من فتكها الداخلي بأعضاء الجسد، إلا في سوف نركز في هذه العجالة على التأثير الخارجي والظاهر لشكل الجسد والبشرة الخارجية المسئولان عن تحديد عمر كل منا وفكرته عن ذاته.
فقد أثيبت الدراسات الصحية والنفسية وجود علاقة طرديه ومتوازية وارتباط واضح بين تكرر الأزمات وبروز علامات التقدم في السن أو ومظاهر الهرم. فالتعرض للضغوط يزيد اضطرابات النوم ويخلف نوعاً من أنواع الأرق والذي ينعكس بصورة مباشرة على شكل العين وبريقها وبروز الهالات السوداء التي تظهر الشخص أكبر سناً. الطريف في الأمر أن وضعية النوم ذاتها قد تضاعف المشكلة، فالأشخاص فوق سن الأربعين معرضين للتجاعيد بصورة أكبر إذا كانوا ممن ينامون على وجوههم لا على ظهورهم. فالتجاعيد التي تتركها الوسادة تتأصل وتتسرب إلى الداخل وتمنع البشرة من العودة إلى وضعها الطبيعي قبل النوم.
تؤكد الدراسات أيضاً إيجابية العلاقة بين الضغوط وعلامات الشيخوخة المبكرة بسبب استمرار تغلغل الهرمون المسئول عن الغضب والحزن والخوف في الدم مما يعجل في ظهور التجاعيد. ففي دراسة الدكتورة فيفيان دلير تبين أن التعرض للقلق والضغوط المستمر يعمل بصمت ليحطم المقاومة الطبيعية للجسد وقد حددت الدراسات خمس شواهد نذكرها في التالي:
• الفشل في العمل وإحباطاته قادرة على الأضرار بالأنسجة المسئولة عن شباب البشرة في الجينات الوراثية أو الـــ DNA، فكلما زادت الإحباط قصرت تلك الأنسجة وتشوهت وربما ذبلت وماتت. والأخطر أن قصر وضعف تلك الأنسجة يؤدي في الغالب لظهور مرض الباركنسون أو رجفة الأطراف والنوع الثاني من مرض السكر والقلب والسرطان.
• وحسب دراسة أخرى من جامعة سان فرنسسسكو فأن مجرد توقع حصول الضغوط النفسية والحياتية، حتى وأن لم تحصل في الواقع قادر أن يضر بالصحة ويسبب ظهور العلامات المبكرة للشيخوخة بين الأشخاص القلقين.
• الضغوط المستمرة تجعل الدماغ يشيخ ويفقد السيطرة على التركيز والتفكير ليصاب الفرد بمرض الزهايمر، والملاحظ تدهور دماغ المرأة بصورة أكبر من الرجل.
• الضغوط النفسية والحياتية المستمرة تساهم في فقدان السمع والبصر المؤقت وكلها من علامات الشيخوخة حيث يساهم ضخ كميات كبيرة من هرمون الأدرنالين في الدم ليرفع بدوره ضغط الدم ويسبب تدهور الحواس.
• وتساهم الضغوط النفسية أيضاً في اعتماد أنماط حياتية سيئة كالتغذية السيئة والإكثار من الطعام غير المفيد وفقدان الرغبة في الرياضة والكسل والتدخين وشرب الكحول لدى البعض وزيادة الوزن وكلها أنماط تجعلنا نبدو أكبر سناَ.

نستخلص مما سبق أن الضغوط الحياتية قادرة على قتل بذرة الشباب التي يمنحها الله لكل منا عند الولادة فتجف وتتشوه لأننا مشغولين عنها بأمور تحتاج بعض التغيير والتنظيم. ومعرفة تلك الحقائق تجعلنا أكثر وعي بمسببات الشيخوخة المبكرة والتي يمكن ببساطة السيطرة عليها بالتقليل من القلق واعتماد نمط حياتي جديد يساعدنا على استعادة أكسير الشباب والمحافظة عليه قبل أن يندثر.

الدكتورة عائشة عبدالعزيز الشيخ

استشارية نفسية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى